تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
الثوابت السياسية والمصلحة الوطنية عند المصريين لا يرقى إليها الشك ودائمًا تنتصر المصلحة الوطنية والأمن القومى عندهم على كل الكيديات والمؤامرات التى تحاك على حدودنا سواء الغربية أو الشرقية، وعندما تفشل وتتكشف المؤامرات تبث الشائعات والادعاءات وهذه أسلحة الجبناء والضعفاء الذين لا حيلة لديهم إلا الوساخات. وليس بعيدًا عن ذلك ما نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية التى تنشر الادعاءات عندما تريد وتلصق بالآخرين التهم المزورة، وهذه الصحيفة لها ميولها الخاصة التى تخدم مصالح مموليها، ومن تمتد يده لفك أزماتها المالية والاقتصادية. والصحيفة فى ما نشرته من ادعاءات اختارت توقيتًا محددًا لنشر أكاذيبها وادعاءاتها بأن مصر ليست ضد قرار ترامب بنقل سفارة أمريكا فى إسرائيل إلى القدس، ودللت على ذلك بتسجيلات مفبركة بادعاء أن ضابطاً فى المخابرات ينسق مع عدد من المذيعيين، بالطلب منهم التغطية على موقف مصر الخاص بالموافقة على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأقل ما يوصف ما نشرته «نيويورك تايمز» هو التلفيق والتدليس فى سبيل المصالح الخاصة بمن يقف وراء هذا النشر، وتجاهلت الصحيفة ما قامت به مصر من أجل القضية الفلسطينية ورفضها لقرار ترامب بنقل السفارة، وجهودها فى استصدار قرارات من الأمم المتحدة ترفض قرار ترامب، وقبل ذلك تحديها لأمريكا فى مجلس الأمن، وحشد أعضائه فى استصدار قرار يمنع قرار ترامب، وهو الأمر الذى اضطر أمريكا لاستخدام حق الفيتو لمنع صدور المشروع المقدم من مصر لإبطال قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فى نفس الوقت الذى عارضت فيه مصر قرار ترامب سقطت الصحيفة فى الفخ القطرى الذى يسعى إلى تشويه مصر بأى شكل، وهذا لا علاقة له بفلسطين أو القدس، بل جزء من لعبة سياسية كبيرة باستخدام المزايدات والتحريض، وهذا هو أسلوب قطر المتبع منذ قيام ثورة ٣٠ يونيو لإزاحة الإخوان من حكم مصر، وكشف تآمرهم وعمالتهم لهذه الأنظمة الضعيفة التى تسخر المال لشراء القنوات الفضائية والصحف، لتبنى وجهة نظرهم وتنفيذ مخططات جماعة الإرهاب، والناس لا تنسى ازدواجية مواقف قطر، عندما كانت الغارات العسكرية الأمريكية تقصف تنظيم القاعدة فى العراق وأفغانستان منطلقة من قاعدة (العديد) العسكرية بقطر، وفى الوقت نفسه إعلام قطر يحرض على الجهاد ضد الأمريكيين، فالنفاق والتزوير هو سياسة قطر المستمرة، والجماعة الإرهابية وقطر اختاروا هذا الوقت بالذات عندما فوجئوا بإعلان اللجنة الوطنية للانتخابات مواعيد الانتخابات الرئاسية فجن جنون الجماعة الإرهابية وقطر وتركيا وتوابعهم، وأغرقوا الفضاء ووسائل الإعلام بالشائعات والنفايات القذرة، وهكذا هم مستمرون فى نشر الادعاءات والأكاذيب والشائعات كلما اقتربت انتخابات الرئاسة، الفترة المقبلة سيكون شغلهم الشاغل مصر التى خطت خطوات كبيرة عل طريق التقدم والنمو على كل المستويات، وفى جميع الاتجاهات، واكتسبت لغة دولية واحتراما كبيرا، والمفاجأة أن الدول التى تمولها قطر قد دخلت فى تجربة مع قوة مصر ومحافظتها على أمنها القومى، وتلقت درسًا قاسيًا سواء فى محاولتها تهريب أعضاء تنظيم داعش إلى مصر، أو محاولتها إدخال كميات كبيرة من المتفجرات وفشلت كل هذه المحاولات وتكسرت على قوة مصر وعينها الساهرة التى لا تقبل ذرة رماد يمكن أن تخدش أمن مصر، وأيضًا فشلت كل محاولات الجماعة الإرهابية وأعوانها من الخارج فى إشعال الشارع المصرى بأى وسيلة وتحت أى ستار: الإرهاب أو الأسعار أو القدس.. فى المجمل العام قطر وتركيا والجماعة الإرهابية وأتباعهم يريدون إلصاق تهمة الخيانة بالقيادات فى مصر والتحريض ضدهم، وهم لم يوفروا دسيسة إلا وقالوها، ولم يتركوا شائعة إلا ومرروها، وما من مؤامرة إلا وجربوها لعلهم يدركون أسوار النهضة الكبيرة التى تقيمها مصر، ولا يصح إلا الصحيح.
يبدو أن الأسابيع المقبلة مليئة بالشائعات والمؤامرات والمواجهات كلما اقتربنا من انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو يستلزم أن تكون الحكومة جاهزة ومتمرسة ومتابعة لكل التطورات، أى أن تكون فى قلب الحدث لا على هامش الحدث، مواعيد الانتخابات الرئاسية محددة، وإعلان نتيجة الانتخابات محدد، فى ظل هذه المعطيات لا بد أن تكون اليقظة كاملة بالنسبة للدولة والناس وجميع الأجهزة؛ لأن المتآمرين كشفوا عن وجوههم القبيحة، سواء بتهريب الدواعش لمصر أو بإدخال المتفجرات.
أخيرًا وليس آخرًا، بناء القواعد العسكرية على البحر الأحمر المواجهة لمضيق باب المندب المدخل الطبيعى لقناة السويس، وعدائهم السافر يرجع إلى يقينهم أنه عندما تحتل مصر مكانتها العربية والدولية سيختفون ويدخلون جحورهم، فى هذا السياق لا بد أن تكون انتخابات الرئاسة القادمة نموذجا يحتذى به فى الحرية والممارسة الديمقراطية لكل دول المنطقة، لنبطل كل ادعاءات الجماعة الإرهابية وقطر وتركيا، سواء ما يرددونه الآن، أو ما سوف يدعون به غدًا، وأن تتوقف وتيرة الانفعال عند بعض المسئولين، وإتاحة الفرصة الكاملة لكافة مرشحى الرئاسة؛ فهذا حقهم الطبيعى والدستورى وعليهم أيضا الالتزام بالمواقف الوطنية والبعد عن كل الادعاءات والاتهامات بغير دليل لأى طرف، بخلاف أن تتيح وسائل الإعلام المختلفة الفرصة الكاملة والمتساوية لكل المرشحين، وأن تلتزم بالحياد بينهم جميعًا، والأهم أن يكون مستوى التخاطب السياسى راقيًا على نفس مقدار الحدث، وأن يتطور إلى الأحسن والأفضل ليكون لكل مقام مقال، والبعد عن الإسفاف والتدنى والتهجم الشخصى والبعد عن التخوين باعتبار أنه لا شىء يوحى أن فرض المواقف له مستقبل، قياسًا على تجارب الماضى، فاحترام القانون والدستور فوق الجميع، لقد انطلقت معركة انتخاب الرئاسة بإعلان اللجنة الوطنية للانتخابات فتح باب الترشيح فى ٢٠ من هذا الشهر، فالأمور باتت جدية ولم يعد هناك مكان للتشكيك والمناورة، فالانتخابات الرئاسية بدأت بمعنى آخر وانتهى زمن المرشح الواحد، ولا حجة لعدم النزول إلى الانتخابات، إذ إننا دخلنا فى صلب اللعبة الديمقراطية، ولا نريد بديلًا عن النظام الديمقراطى، والقرار الحر أنها حقيقة دامغة مهما قيل ويقال، ومهما مورس ومارس فى حقها من اعتداء وتقصير.