لم يكن انتقال أحد صناع الإعلام في مصر محمد عبد المتعال إلى قناة "mbc masr" مجرد خبر عادى أو انتقال سلس للسلطة من الإعلامي السوداني الجنسية وأحد أعمدة المجموعة أحمد القرشي، بل كان الأمر فى مجمله عبارة عن مصالح مشتركة، ما بين عبد المتعال وأحد قيادات المجموعة فى دبى، ونائب الشيخ وليد الإبراهيمي سام بارنيت الإنجليزي الجنسية والرئيس التنفيذي للمجموعة.
القصة بدأت باتصالات متبادلة بين الأخير وعبد المتعال انتهت بأول جلسة فعلية بينهما للمفاوضات حول mbc masr، وكان ذلك أثناء أحداث ثورة 30 يونيو فى أحد الفنادق المجاورة لمدينة الإنتاج الإعلامى، وقتها كان عرض سام يتلخص فى أن يتولى عبدالمتعال فترة 6 أشهر كمستشار للقناة بهدف تطوير المحتوى، ولكن الأخير رفض وطلب منه تولى رئاسة القناة، وهو مادفع سام لطلب مهلة منه حتى يستطلع رأى الشيخ (آل الإبراهيمى) فى هذا الأمر، كل ذلك كان يتم بعيد عن مختلف قيادات المجموعة المسئولة عن مشروع مصر، وعندما سافر كل من سام والإعلامى ومدير قنوات mbc على جابر إلى الشيخ فى العاصمة البريطانية لندن لزيارته وعرض الأمور التى تجرى فى المجموعة عليه، عرض عليه سام أمر عبد المتعال ورغبته فى تولى رئاسة قناة مصر فوافق آل الإبراهيمى استنادا لثقته فى اختيارات الإنجليزي سام، وبالطبع كان للتحول الجديد شروط بين الطرفين فقد اشترط عبدالمتعال أن تحقق له إدارة المجموعة الصلاحيات الكاملة للإدارة بما فيه التطوير وتعيين كوادر جديدة وإنهاء تعاقدات كوادر تم التعاقد معها من قبل دون الرجوع للإدارة الأم فى العاصمة الإماراتية دبى، بينما كان شرط الإدارة الوحيد هو تحقيق المكسب المادي وإلا الإغلاق التام.
وكان الإعلان عن تولى عبد المتعال لرئاسة القناة فى 20 أكتوبر الماضي وظل لفترة من الزمن لا يظهر فى أرجاء المحطة لدراسة أحوالها عن بعد وتحديد متطلباته، وسادت حالة من القلق تساور قيادات القناة والعاملين فيها أبرزهم محمد بكير والذى يربطه بعبدالمتعال تاريخ غير مريح فى العلاقات المهنية والإنسانية فيما بينهما منذ برنامج "من سيربح المليون" وهو ما دفع بكير لتقديم فروض الولاء والطاعة للرئيس الجديد كنوع من الحفاظ على عمله داخل القناة وخشية لمرحلة التطهير والتي كان ينتظرها القاصي والداني فى القناة.
وبالطبع قدوم عبد المتعال ارتبط بدخول بعض مساعديه فى قناة الحياة أبرزهم عيسى عبدالحق، والذى تولى مسئوليات التشغيل والاستديوهات التابعة لقناة "mbc masr"، وصلاح مهران، والذى تولى فى بداية الأمر مسئولية البرامج التي كانت قائمة فى القناة والأخبار قبل مرحلة التطهير والتطوير، ومحمد مصطفى مسئول التسويق.
جلسات العمل الحقيقية بدأت فى أواخر شهر نوفمبر الماضي مع قواعد العمل البشرية فى المحطة تباعا.
بدأت إدارة عبدالمتعال فى جلب بعض البرامج التي أنتجتها المجموعة فى مرحلة سابقة، والتي لم تحظ بشهرة فى مصر وإعادة عرضها فى القناة مرة أخرى بالتوازي مع التعاقد مع بعض النجوم لعمل برامج جديدة على الخريطة البرامجية للقناة والتي لا تخرج كلها عن إطار الطبخ والفانتازيا.
وبدأت الإدارة فى حسم أمر العاملين فى المحطة فقامت بخطوة عدم التجديد للشركة، التى كانت مسئولة عن الصورة والتى يملكها أحمد عبد التواب خليفة عبد المتعال فى قناة الحياة، وقامت بتشكيل فريق جديد جاءت به من قناة عراقية فى مدينة الإنتاج الإعلامى لكونهم عملوا عن نفس نظام الإنتاج الإعلامى المتعلق بالصورة، ثم اتجهت الإدارة إلى إنهاء تعاقد شركة الأمن والتى عملت من مجموعة mbc منذ 10 سنوات.
ثم اتجهت الإدارة إلى الجزئية الخاصة بالمحررين والمنتجين الفنيين ومذيعي المحطة فقامت بشكل مفاجئ دون إنذار مسبق بوقف كافة البرامج والاكتفاء لعدة أيام بالتغطية الخبرية فقط، ثم توقف كل شيء فى مرحلة التطوير والتى شملت شكل الاستديو.
وتم إبلاغ غالبية العاملين بعدم الحضور فى إطار تطوير القناة، وفجاءة طلبت منهم إدارة القناة الحضور يوم الثلاثاء 17 ديسمبر وتم عمل اجتماع مصغر حمل نوع من التطمينات لهم وفى اليوم التالى فوجئ العاملين بحضور مدير إدارة الموارد البشرية والمدير المالى للمحطة ونائب عبدالمتعال وتم عمل التصفية على مرحلتين الأولى إنهاء التعاقد من الالتزام بالتعويض بباقي العقد أو الاستمرار ولكن بمرتب أقل، وهناك من أعلن عدم قبوله للتجديد وتم تعويضه أيضا.
الخطوة لاقت استهجانا من الجميع خاصة، أنها جاءت بشكل مفاجئ دون سابق إنذار رغم البوادر التى صاحبت قدوم عبدالمتعال، وحتى هذه اللحظة لن ولم تفلح الخطوات التصعيدية التى اتخذها الراحلون فى وسائل الإعلام ولدى الجهات الرسمية وحتى الشكاوى التى قدموها لإدارة دبى نظرا لأن إنهاء التعاقد تم بشكل قانونى بحت.
أما فيما يتعلق بالأزمة المتعلقة ببرنامج جملة مفيدة والإعلامية منى الشاذلي، فقد كان الأمر مبيت حتى قبل قدوم عبد المتعال، وذلك نظرا لطريقة التعامل بين الطرفين وصلت لعدة مرات إلى خلافات حقيقية، أبرزها عندم تم إنهاء البرنامج لعدم التزامها بالوقت المحدد، وعندما جاء عبد المتعال لم يجد غضاضة فى تنفيذ ذلك خاصة، وأنه يأتي على هواها نظرا لأن شخصية منى داخل القنوات التى تعمل بها كانت تتم تحت بند الدولة داخل دولة، وهو ما كان سببا فى الخلاف الأخير الذى أدى لإنهاء تعاقدها ولم يكن بشكل ودى كما أعلنت القناة فى بيانها الأخير التطوير المراد فى القناة السعودية على الأراضي المصرية تم وسيتم بمنهج قناة الحياة أثناء حكم عبد المتعال بنفس الشخوص والأفكار ومع اختلاف لوجو القناة بالطبع، ولنا فى شريف عامر أسوة.