الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بعد سلسلة من الضربات الموجعة.. عودة الرحلات الروسية تمنح السياحة "قبلة الحياة".. وخبراء: "الشارتر" الخطوة التالية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنتظر السياحة المصرية انفراجة كبيرة خلال الأيام المقبلة بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، مرسومًا ينص على عودة الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة، والتي كانت قد توقفت؛ على خلفية الحادث الإرهابي الذي استهدف طائرة روسية بعد فترة وجيزة من إقلاعها من مدينة شرم الشيخ الساحلية، في طريقها إلى مدينة سان بطرسبرج الروسية، في 31 أكتوبر 2015، مما أودى بحياة 224 راكبًا، وهو الحادث الكارثي الذي خيمت آثاره على الاقتصاد المصري طوال الأعوام الأخيرة الماضية بعد أن توقف المصدر الرئيسي للعملة الصعبة. 
وبلغت حركة السياحة خلال العام المنصرم ما نسبته 60 إلى 70 بالمائة من حركة السياحة عام 2010، وهو العام الذي شهد معدلات قياسية، وبلغت فيه عائدات السياحة 11.6 مليار دولار، وارتفعت بذلك حركة السياحة في مصر بنسبة 53 بالمائة، قياسا بالعام السابق 2016.
وتعرضت السياحة المصرية لسلسلة من الضربات الموجعة التي أنهكت القطاع الحيوي في الاقتصاد، ويعد قطاع السياحة أكبر مورد للعملات الأجنبية في مصر، يعمل فيه ما يقرب من 800 ألف شخص بشكل مباشر، بينما أكثر من ضعف هذا العدد يستفيد منه بشكل غير مباشر.
انتعاشة بعد أزمة 
وبحسب تقديرات منظمة السياحة العالمية كانت مصر جاذبة لحوالي 8 ملايين سائح في عام 2017، كما تضاعفت إيرادات السياحة في الربع الرابع من العام المالي 2016/ 2017 ثلاث مرات بالنسبة لنفس الفترة من العام المالي السابق، لتصل إلى 4.4 مليارات دولار عن إجمالي العام المالي.
وعلى الرغم من وقف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا منذ خريف 2015، إثر إسقاط طائرة الركاب الروسية المدنية في سيناء، إلا أن ما يقرب من 100 ألف سائح روسي وصلوا مصر خلال عام 2016، وهو ما سيتضاعف كثيرا في عام 2018 بعد الاتفاق المصري الروسي على استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو مطلع فبراير المقبل.
ونجحت الجهود المصرية في إنهاء أزمة توقف السياحة الروسية، كما أن الإجراءات الأمنية تمكنت من حماية وتأمين المناطق والمنشآت السياحية، التي شهدت هجمات محدودة خلال العامين الماضيين، ما حفز نمو السياحة، وتستهدف الحكومة المصرية الوصول بقطاع السياحة لمستواه الذي كان عليه عام 2010، قبل اندلاع ثورة يناير، وبداية تراجع مؤشرات السياحة.
وتتوقع الحكومة أن تصل لهدفها عام 2019، ويدعم هذه التوقعات عودة السياحة الروسية لمصر خلال العام الجاري، كذلك النجاح في الترويج للسياحة في مصر في عدد من الأسواق الجديدة.
ويترقب المهتمين بقطاع السياحة في مصر عودة الطيران الشارتر في شهر إبريل المقبل، والتي تشكل المحور الرئيسي في الأزمة، في حال عودة الطيران المنتظم والشارتر الروسي لسابق عهده، قد يصل عدد السياح الروس الآتين إلى مصر إلى قرابة مليوني سائح روسي خلال 2018. ومع هذا التفاؤل بدأت المنتجعات السياحية التي تعد الوجهة المفضلة للروس القادمين إلى مصر، الاستعداد لاستقباله، وهو ما أكدته العديد من الجهات ذات صلة بقطاع السياحة.
ويرى الخبير السياحي مجدي البنودي، أن عودة السياحة الروسية يكلل الجهود المستمرة طوال الشهور الماضية، ويشكل نقطة انطلاق لتنفيذ الاتفاقات التي وقعت أخيرا بين البلدين، كما يخدم حركة رجال الأعمال والدبلوماسيين والفنيين القائمين هذه الاتفاقيات. 
وأكد أن الحكومة فعلت ما طلب منها بشأن تأمين المطارات وتوفير الحماية الكاملة للسياح، وأشار البنودي إلى أن الطيران العارض "الشارتر"، لا يزال معلقا وتم الاتفاق بين وزيري طيران البلدين علي دراسة عودة "الشارتر"، والذي تعتمد علية السياحة الشاطئية بصفة أساسية في إبريل القادم.
وتابع: "أعتقد أن الطيران الشارتر -لو قررت الحكومة الروسية عودته- سوف يكون إلي مدينتي الغردقة ومرسي علم فقط، أما شرم الشيخ، فلن تعود إليها السياحة الروسية قبل أن تقرر الحكومة البريطانية عودة سائحيها إليها". 
أما الدكتور عاطف عبداللطيف الخبير السياحي، فقد أكد أن عودة السياح الروس لمصر خطوة تأخرت كثيرا، وكان لها آثارا سلبية ضخمة على قطاع السياحة، مشددا على أن مصر بذلك كامل جهودها من أجل إعادة السياح الروس إلى أراضيها والوقوف على مستوى التأمين بما يتماشى مع كل المعايير الدولية المعتمدة من قبل منظمة الطيران المدنى الدولية.
مصدرا للتفاؤل
وفي ذات السياق، قال نقيب المرشدين السياحيين، حسن النحلة، إن توقيع الرئيس الروسي على مرسوم عودة الرحلات السياحية إلى مصر يمثل مصدرا للتفاؤل بين المرشدين السياحيين الذين يتحدثون الروسية، ولم يعملوا منذ أكثر من 7 سنوات، فقد أثرت الثورة المصرية في عملهم، ثم تحسنت الأحوال خلال الفترة من عام 2014 لكن سقوط الطائرة في 2015 تسبب في تعطلهم عن العمل مجددا. 
وأردف قائلا: "هذا القرار سوف يؤثر ايجابيا على عدد كبير من العاملين في المناطق السياحية التي تستقبل السائحين الروس"، معربا عن أمله في أن تستأنف الرحلات الشارتر إلى شرم الشيخ والغردقة.