قبل أيام تابعت عدة وزارات تعرض المواطن المصري علي السيد مرسي الذي يعمل بالأردن لإصابته بالجمجمة وأنه فى حالة خطرة، نتيجة مشاجرة مع مواطن فلسطيني يعمل تاجر خضراوات، ويمتلك المنزل الذي كان يسكن به على مبلغ من المال، وقد لقي الشاب المصري مصرعه، متأثرًا بإصابته جراء الضرب والسحل.
هذه المرة لم نرَ أي تسريبا لمقاطع مصورة أو صرخات على مواقع التواصل الاجتماعى عن غياب الدولة المصرية فى الدفاع عن أبنائها فى الخارج، بل إنتشر الأمر وتم الإعلان عنه من قبل وزارتي الخارجية، الهجرة وشئون المصريين بالخارج وسفارتنا بعمان.
أصدارت الخارجية بيانا عن هذا المواطن وصف حالته بالحرجة نتيجة الإصابات التي تعرض لها، وتابعت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج حالة المواطن المصري، إلا أن تعليقات المواطنين المصريين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قد تعجبت من أنه يبدو أن هناك حالة من الاستهداف للمصريين فى الخارج، خاصة أن الواقعة جاءت بعد أقل من شهرين على حادث الاعتداء على المواطن المصرى فى دولة الكويت ونقل على اثرها للمستشفى لتلقي العلاج، وتحركت الدولة المصرية بكل قوة لحماية أبنائها بالخارج حيث سافرت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج لمتابعة الأمر إلى جانب رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري.
إلا أن هذا الأمر تحديدا يحتاج للكثير من التوضيح والتفسير، فالمؤكد أنه ليس هناك أي استهداف للجاليات المصرية فى الخارج خاصة فى الدول العربية بشكل عام، ودول الخليج العربي بشكل خاص التي يقيم بها أكبر عدد من الجاليات المصرية فى الخارج، وأن الخلافات التى وقعت فى الفترة الأخيرة، هى خلافات عادية جدا ومشاجرات تتطور مثيلاتها فى الداخل مثلما قد تحدث في الخارج.
إن سياسة الدولة المصرية حاليا تعتمد على المواجهة والمكاشفة وعدم تجاهل الأمور خوفا من إثارة البلبلة ونرى اليوم أن الدولة بكافة أجهزاتها تتحرك بكل جد لحماية أبنائها والحفاظ على حقوقهم وهو نهج مصري يقضي على الانطباع بأن هناك استهدافا للجاليات المصرية فى الخارج، كما أن الخارجية المصرية تتعامل بكل شفافية فى هذه الأمور على عكس العهود السابقة.
فى مرات سابقة ذكرت ووجهت الشكر للدبلوماسية المصرية ورجالها ولا يزال هذا الشكر موصول، على المجهود المشرف والمبادرة بالإعلان عن كل تفاصيل حالات الاعتداء على أبناء الجاليات المصرية فى الخارج، الدور المشرف الذى تقوم به الدبلوماسية المصرية جنبا إلى جنب مع الجهود المتميزة التي تبذلها السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج للتواصل مع أبناء الوطن والعمل على تعزيز ترابطهم بوطنهم الأم يساعد على الحفاظ على صورة الوطن والمواطن أمام حكومات وشعوب العالم حيث لم تتوانى الدولة المصرية فى الحصول على كافة حقوق أبنائها القانونية، ومتابعة سير عمليات التحقيقات حتى ينال الجاني عقابه.
إننا يجب أن نلتفت إلى الأداء الإعلامى المتميز وقواعد الشفافية التى وضعتها الدولة المصرية، للتعامل مع الجاليات المصرية بالخارج، وهو التوجه السياسى الذي تم تأسيسه بعد إنتصار الشعب المصري الذى ثار من أجل كرامته في الثلاثين من يونيه.
هذا الأداء المشرف، هو الذى قطع الطريق على الفاسدين الذين يستغلون مثل هذه الوقائع لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي موجهين الاتهامات للحكومة المصرية، متهمينها بتوجيه الإهانات للجاليات المصرية فى الخارج بتركهم دون تحرك رسمى فى مثل هذه المواقف بغية إستغلال الأمر سياسيا لشحن المواطن البسيط بكل ما هو سلبي، بتصدير صورة أن الحكومة الحالية لا يعنيها المواطن، ولا يعنيها الحفاظ على كرامة المصريين فى الخارج.
هذه الانتهازية والمتاجرة بالدماء لم تجد لها طريق أو فرصة للعب هذا الدور وتشويه صورة الحكومة المصرية فى واقعتي الأردن والكويت، لأن أجهزة الدولة المعنية تقوم بدورها على أكمل وجه وبكل شفافية، وتصدر المعلومات الصحيحة والمدققة، فلا مجال للمزايدة.