«نوجا.. نوجا.. أحلى نوجا.. أتبيع الحلوى يا ولدى.. من غيرك كان ليأكلها».
فى وسط وجوه عابسة وتعب يكسو الملامح، وأناس يبذلون الباقى من جهدهم من أجل الحصول على لقمة عيش، تجده جالسا القرفصاء، رأسه ملتف بشاش أبيض، يرتدى ثيابا تحكى عن قصة كفاحه اليومية، ومر العيش الذى يلعقه ليوفر قوت يومه هو وأسرته، تجلس بجانبه أخته لا تتعدى السنوات السبع، وأمامهم طبق الفريسكا، فى ساحة البدوى وفى أيديهم طبق بلاستيك كبير به العديد من قطع الفريسكا، وكرتونة يستعملها كتربيزة يضع عليها الحلوى لتظهر للمارة، يجلس على أعتاب المسجد، هذا المكان الذى يتبرك به، والذى احتجزه لنفسه منذ أن خطا أولى خطواته فى الساحة، أما عن والدته فهى تتجول فى كل أنحاء المسجد حاملة طبقا صغيرا به بعض قطع الفريسكا، لكى تلقط رزقها «كما تقول».
بصوت مبحوح ونبرات مهتزة يقول: «كان نفسى أدخل المدرسة أتعلم وأبقى حاجة كبيرة علشان أعوض أمى عن اللى بتشوفه وأريحها، بس ما باليد حيلة من يوم ما وعيت ع وش الدنيا وأنا مفتكرش إنى اشتغلت فى حاجة غير فى بيع الفريسكا، بعملها أنا وأمى فى البيت، وبنيجى هنا فى ساحة البدوى نبيعها، والحمد لله القرش اللى بيطلعلنا منها بيكفينا، وأهو اليوم اللى رزقه بيبقى كتير، بيستر اليوم اللى مبيطلعلناش منه حسنة».
