• عجيب جدًا وملفت ومثير للغايه، ومضحك ولدرجة الهستريا، أن يحاول البعض أن يحمل الفقيه العراقى المتوفى فى القرن الثامن الهجرى / الرابع عشر الميلادى «ابن تيمية» فاتورة إخفاقتنا فى مصر!!!
• وعجيب أيضا من يحاول التأكيد على أن «ابن تيمية» وتلميذه «ابن عبدالوهاب» هما سبب انتشار الإرهاب وتهديد الأمن القومى المصرى!!!
• بينما كتب «ابن تيمية» موجودة، مثلا فى سلطنة عمان وفى الإمارات وفى الكويت والمغرب وفى تونس والبحرين والأردن وغيرها!!
• وتلميذه الحجازى «ابن عبدالوهاب» الذى نشأت السعودية على أفكاره باعتبارها بلد المنشأ، بينما هى الآن واحدة من ال ٢٠ الكبار!!
• ولكن أى تحايل وتزييف وهرطقة وصلت إليها النخبة المصرية. وعلى من يريد البعض التستر؟! ولمصلحة من تزييف أسباب الإخفاق؟! ومن هو الذى نهتم بتبرئته؟! أم أنه الجهل بالتشخيص، وعدم التروى فى التحليل، وعدم الموضوعية فى التفكير، والميل المعروف إلى الاستسهال وإبراء الذمة، أو هو بمثابه إعلان الاستقالة الفكرية للعقل المصرى وإضرابه عن التفكير وانفصاله عن الواقع تمامًا، وخروجه من مجرتنا إلى تيه وتشظى وتشرذم بلا حدود!!
• إنها محاولة بائسة لتبرئة حكامنا الثلاثة، الذى امتد حكم آخرهم لست فترات رئاسية، ولم ينته إلا بثوره وتنحى «بسبب النكسة الثانية «كما انتهى عصر الرئيس الأول بالتنحى أيضًا بسبب «النكسة الأولي» بينما انتهى عصر الرئيس الأوسط بالقتل رميًا بالرصاص فى أفضل وأدق مناسبات الدولة حضورًا أمنيًا!!
• ولم يكن تنامى الظاهرة الإخوانية ووصولها إلى حكم البلاد إلا عبر إخفاقات شديدة للدولة وعبر سياسات خاطئة من قبل ممن حكمونا طوال هذه الفترة.
• صحيح أن الإخوان تنظيم موجود منذ أيام العصر الملكى، لكن لم تستطع الإخوان وقتها أن تقدم نفسها كبديل حصرى لدولة قائمة. حيث لم يتعد دورها آنذاك بعض الحوادث الإجرامية، كمقتل رئيسى الوزراء أحمد باشا ماهر والنقراشى باشا ومقتل المستشار الخازندار وحكمدار القاهره اللواء سليم ذكى وأحداث إحراق محلات اليهود وتفجير دور السينما وصولا لحريق العاصمة الشهير فى العام ٥٢.
• حيث لم تكن الجماعة قادرة إلا على ممارسة دور «المسجل الخطر» أو «المجرم الجنائي»
• فلم تكن الجماعة تستطيع وقتها أن تطرح نفسها كدولة بديله لدولة موجودة حتى أن مرشدها المؤسس أخفق يومها فى النجاح فى انتخابات البرلمان أصلًا وليس الرياسة، حيث فشل المرشد المؤسس فى أن يكون عضوا فقط فى البرلمان!!
• اهتم الرؤساء الثلاثه وعلى مدار ٦٠ عامًا بأن يؤسسوا «لسلطة» بدلا من أن يؤسسوا «لدولة»، كما رفضوا أن يتراوحوا بين (السلطة والدولة) إمعانا فى الإخفاق والفشل.
• كان دور الدولة ملتبسًا للغاية فى عقولهم، فأهملوا أهم أدوارها (وهو حل مشاكل الناس وعذاباتهم اليومية) وانسحبوا تاليًا من أدوار أساسية للدولة، مثل الصحة والتعليم والعدالة والأمن وراحوا يتلبسون أدوارًا هى ليست للدولة اصلًا.
• فالدولة ليس من بين أدوارها تحرير مدينة القدس مثلا، والتى هى أصلًا «مدولة» وتابعة للمؤسسة الأممية العالمية «الأمم المتحدة» اعتبارًا من العام ٤٧ وليست ملكا لأحد حتى نحاربه!!
• وهى محتلة من قبل إسرائيل منذ ٥٠ عاما، اعتبارًا من العام ٦٧ وهى مسئوليه تقع على الأمم المتحدة باعتبارها المالك للمدينة منذ صدور القرار ١٨١ فى العام ٤٧ والشهير بقرار التقسيم!!
• ناهيك أننا أخفقنا فى ذلك التحرير ويعرض الإخوان أنفسهم باعتبارهم من سينقذوننا من إخفاقات الداخل والخارج أيضًا، وعلى رأس الإخفاقات فى تحرير القدس، الذى هو دور اختلقناه للدولة المصرية!!
• الالتباس لدى حكامنا فى تعريف «الدولة» وفى معرفة أدوارها الحقيقة، وعدم التركيز على تلك الأدوار والانشغال بتأسيس السلطة، وليس بتأسيس الدولة هو ما تسبب فى إحداث كل ذلك الفشل الذى تستغله جماعة الإخوان حتى نجحت فى عام ٢٠١٢ فى أن تنتزع حكم البلاد وعبر صندوق الانتخابات بداية من مجلس الشعب ومرورا بمجلس الشورى وصولا للانتخابات الرئاسية!!
• ولطالما ظللنا نحمل «ابن تيمية» السبب فى تفاقم الظاهرة الإرهابية وتفاقم الإخوان كتنظيم وتحوله عبر ٦٠ عامًا من مجرد «مسجل جنائى خطر» لى بديل يطرح نفسه كمنافس قوى للدولة الفاشلة والمخفقة، فإننا سنظل نمشى فى الطريق المؤدية إلى عودة الإخوان مجددا مرة أخرى مستقبلًا!!