الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الكنائس في قلوب المصريين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ستظل كنائس مصر فى قلوب كل المصريين المسلمين والأقباط على السواء وفى قلب كل وطنى غيور على مصلحة هذا البلد المحفوظ من الله عز وجل ولقد حزنت مصر للحادث الأليم الذى أفجع قلوب المصريين أمام كنيسة «مار مينا» فى حلوان والذي أدي إلى مقتل ١٠ أشخاص وإصابة ٤ من الأقباط والمسلمين فى حادثة أدمت قلوب المصريين ليس بسبب فداحة الخسائر فى الأرواح فحسب بل بسبب إفساد فرحة العيد على الأطفال والشباب وتدمير أسر مصرية بفقد عائلها وهى التى كانت تستعد لاستقبال الاحتفال بعيد السيد المسيح عليه السلام، والتوجه إلى الصلاة بالكنيسة ولم تعلم أن يد الإرهاب كانت لهم بالمرصاد فقد استحل إراقة دمائهم دون ذنب نحسبهم من الشهداء عند الله.
فلن تنال مثل هذه الأعمال الإرهابية من عزيمة مصر والمصريين ووحدتهم فى مواجهته إلا إصرارا وقوة ضد هذا الإرهاب المنظم الذى يغذيه ربما الخطاب الدينى المتشدد من جماعات مرتزقة تفعل كل ما يطلب منها وربما تكون جماعات من خارج مصر كفرقة الدواعش التي لها أذناب بالداخل من جماعات الشر الإرهابية التى عاثت فسادا وإفسادا خلال عام من حكمها لمصر وكادت أن تسير بالبلاد إلى نفق مظلم ليس له مخرج!
وعندما نرجع إلى الوراء قليلا سوف نجد مثل هذه الأحداث التى ربما اتخذت من مثل هذه الأيام توقعات بحدوثها لإفساد فرحة المصريين بأعيادهم، فقد كان تفجير كنيسة القديسين فى محافظة الإسكندرية فى يناير ٢٠١١ أحد الأحداث الشهيرة قبيل ثورة ٢٥ يناير. وتسبب الهجوم فى مقتل ٢٣ شخصا وجرح ٧٩ آخرين، ثم جاءت أحداث أطفيح بين المسلمين والمسيحيين فى مصر بعد ثورة يناير فى مارس ٢٠١١ بمدينة أطفيح، على خلفية علاقة بين رجل مسيحى وامرأة مسلمة. وأدى الأمر إلى اندلاع اشتباكات، أصيب فيها عدد من الأشخاص، وهى ما عرف إعلاميا بـ«أحداث ماسبيرو» والتى راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى، كما وقعت الأحداث بعد تظاهرة للأقباط، احتجاجا على هدم مبنى اعتبره الأقباط كنيسة فى محافظة أسوان، جنوبى مصر. واتجه المحتجون إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون المصرى «ماسبيرو» لتندلع اشتباكات تدخلت فيها قوات الجيش والشرطة كما تعرضت بعض الكنائس القبطية إلى اعتداءات وتدمير بعد يوليو ٢٠١٣، وعزل الرئيس السابق محمد مرسى. وفى ديسمبر ٢٠١٦ حدث انفجار فى الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية فى وسط القاهرة أسفر عن مقتل ٢٩ شخصا وإصابة ٤٩ آخرين، وأعلن الرئيس السيسى حينها الحداد العام فى البلاد لمدة ثلاثة أيام على ضحايا الحادث وفى فبراير ٢٠١٧ قتل سبعة أقباط فى مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء إثر سلسلة اعتداءات استهدفتهم فى هذه المنطقة التى ينشط فيها تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية. وأدت هذه العمليات إلى فرار عشرات الأسر المسيحية من المدينة خوفا على أرواحهم، وفى إبريل ٢٠١٧ وقع هجومان أثناء قداس «أحد السعف» أو «الشعانين»، وكان أولهما فى كنيسة «مار جرجس» فى طنطا وبعد ساعات وقع الانفجار الثانى بمحيط الكاتدرائية المرقسية بمدينة الإسكندرية، عندما حاول شرطى التصدى لانتحارى ففجر الانتحارى نفسه! فقد أودى التفجير الأول بحياة نحو ثلاثين شخصا وأصيب أكثر من سبعين آخرين بجروح معظم من رواد الكنيسة وفى مايو ٢٠١٧ الماضى حدث هجوم دامٍ على حافلة تقل مسيحيين فى المنيا وسط مصر أودى بحياة ٢٩ شخصا على الأقل، على أى حال لا بد أن يتوحد الشعب المصرى خلف قيادته السياسية والشرطة والجيش لمواجهة هذا الخطر الذى يهدد حاضر ومستقبل هذا البلد ولا بد للإعلام أن يلعب دورا كبيرا فى هذا دون أن ينجرف إلى تضليل الشعب وإفزاعه فى الوقت نفسه عبر التهويل الشديد أو التهوين للحقائق فربما يقوم الإعلام - دون أن يدرى- بتمكين وتقوية الإرهاب من ناحية ويسقط الروح العامة والمعنويات اللازمة ويساهم بشكل كبير فى وضع المجتمع بأكمله فى حالة حزن شديد وحداد دائم! فكما تقول رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر «إن الإعلام هو أكسجين الإرهاب»!