الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انظر حولك لترى الحصار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما قامت الثورة الفرنسية اعتمدوا فى إنجاحها على عنصرين أساسيين:
١- تخصيص خلايا منهم كل مهمتها هى نشر الشائعات بين الشعب، لتسهيل تهييج الحشود الغاضبة حينما تحدث الثورة. 
٢- تشويه سمعة أى رمز دينى أو سياسى قد يجمع الشعب خلفه ويحبط الثورة المفتعلة، ودعونا نضع أكثر من خط أسفل كلمة «تشويه السمعة» وليس «اغتيال» مثلا لأن الاغتيال سيخلق بطلا، لكن تشويه السمعة سيجعل الشعب يصدق الأكاذيب والافتراءات، وسيقوم الشعب بنفسه بالاغتيال وهو يظن أنه يطهر بلده من الفساد والمفسدين.
*المخزى والمهين لعقولنا أننا إلى هذه اللحظة نقوم بتدريس تلك الثورة فى مناهجنا التعليمية على أنها «أم الثورات» وثورة الحرية والديموقراطية والمبادئ الإنسانية العظيمة، ونتجنب تماما ذكر فشلها وتحولها لأنهار من الدماء إلى أن جاء «ضابط جيش» وقضى على من أسموا أنفسهم ثوارا وأنقذ فرنسا منهم، وبالتالى استطاع بناء الإمبراطورية الفرنسية على أنقاض الثورة الفرنسية.
*بناء الإمبراطورية الفرنسية لم يكن بالأمر السهل، بل احتاج للكثير من العمل والجهد ومواجهة الشائعات الهدامة، وإذا عملنا إسقاط على الواقع سنجد أنه شبيه لما حدث فى مصر منذ ٢٠١١ وصولا إلى مهاجمة قيام الدولة بتسليح الجيش بأحدث الأسلحة فى القطاعات المختلفة وكأنهم لا يروا ما يدور فى المنطقة من حولهم، على سبيل المثال، تابعنا زيارة الرئيس التركى للسودان، وقيام الرئيس السودانى بإهدائه جزيرة سواكن الواقعة فى البحر الأحمر، وبدون الدخول فى تفاصيل هذه العملية وأهمية هذه الجزيرة تاريخيا وجغرافيا وعسكريا، وبصرف النظر عن هذا التصرف السودانى المتناقض مع إثارته للمشاكل مع مصر بسبب مثلث حلايب وشلاتين، وكذا تفريطه فى جنوب السودان كاملا، ذلك أن كل هذا مرجعه فى النهاية للفكر الإخوانى البراجماتى، حيث إنه يبيع نفسه للشيطان فى سبيل بقائه فى الحكم وكذا فى سبيل تنفيذه لمخططات وتعليمات الجماعة ولا يوجد عندهم قيمة لتراب الوطن، وإذا نظرنا أيضا لزيارة أمير قطر لإثيوبيا فى ذات التوقيت وللتصريحات السابقة بانتقال إرهابيى داعش من العراق وسوريا إلى ليبيا، وإذا علمنا أنه يوجد قاعدة عسكرية تركية فى الصومال مع سيطرة الحوثيين فى اليمن المدعومين من إيران على منطقة باب المندب سنعرف أهمية تسليح الجيش وتأسيس الأسطول البحرى الجنوبى.
*من كل ما سبق سندرك تماما أننا فى مصر نواجه مخططا كاملا لحصارنا، وأنه لا سبيل لمواجهة مثل هذا الحصار إلا بقوة عسكرية رادعة مدعمة بعدد من التحالفات الدولية القوية الفاعلة مع اقتصاد متعاف قادر على الاعتماد على موارده بشكل أساسى وليس على العطايا الدولية بالأساس.
*من كل ما سبق، سنعرف لماذا قام الرئيس بإعطاء توجيهات صارمة بضرورة القضاء على الإرهاب فى سيناء خلال ٣ أشهر على الأكثر، ستعرف أن ما تراه كمواطن عادى فى حدود نطاقك المعلوماتى الأقل من الضيق لا يمكن أن يماثل ما تمتلكه الدولة بأجهزتها الاستخباراتية والأمنية من معلومات، وكذا قدرتك على الإستيعاب والتحليل، لا يمكن أن يقارن بما يملكونه خاصة مع تسارع الأحداث وخطورتها، ذلك لأننا فى هذه الحالة نتحدث عن مستقبل دول بأكملها.
أعتقد بعد كل هذا نكون قد فهمنا لماذا نجد طوال الوقت حملات مستعرة ضد الجيش وتشكيك لا ينتهى، لأنه الدرع الباقى فى هذه المنطقة والصامد ضد عدوانهم، والسيف الجاهز للتصدى لأطماعهم فى أى وقت بإذن الله تعالى.
حفظ الله مصر وجيشها وشعبها