■ الدولة منسحبة من أدوار عديدة لها، الدولة منشغلة بأدوار ليست لها، مفهوم الدولة ظل ملتبسًا عند من تولوا أمرنا سنين طويلة والناس يتساءلون فى شغف وضجر متى ينتهى الإرهاب؟!
■ كيف نقضى على خطر الإرهاب؟!
■ متى ينتهى خطر جماعة الإخوان الإرهابية على الدولة المصرية؟!
■ متى ينتهى التعاطف والانجذاب والانضمام لدولة الإخوان البديلة ومشروعها الوهمى؟!
■ متى تفقد دولة الإخوان المتوهمة بريقها وجاذبيتها لدى البعض؟!
■ ومتى لا نخشى على الدولة المصرية من الجماعة وتنظيمها؟!
• كيف نحصن الدولة المصرية من مخاطر الانقضاض الإخوانى عليها كما حدث فى ٢٠١٢؟!
■ ومنذ عام ٥٤ وعلى مدار أكثر من ستة عقود مضت، ومنذ أن حاولت الجماعة الإرهابية قتل الرئيس عبدالناصر والمواجهة مستمرة ومستعرة بين النظام والجماعة تستعر أحيانا وتنزل إلى التوظيف والاستخدام أحيانا والتحالف والاستقطاب أحيانا أخرى!!
■ فمن المواجهة المسلحة فى عصر الرئيس جمال والتصدى والصدام، إلى المهادنة والتوظيف والاستخدام داخليا «ضد الحراك الليبرالى فى الجامعات والميادين ومحاولة القضاء عليه» وخارجيًا (ضد الاتحاد السوفييتى فى أفغانستان) إبان عصر الراحل الرئيس أنور السادات، إلى الاستيعاب ضمن البرلمان (السلطة التشريعية) أواخر عصر مبارك.
(تخصيص ٨٨ مقعدا للجماعة)!!
■ لكن كل ذلك كان فى النهاية بلا جدوى، فقد وصلت الجماعة موخرا إلى حكم البلاد فى العام ٢٠١٢، وابتلعت الوطن كله؟!!
■ وهو ما اضطر المصريين إلى النزول ليستردوا البلاد التى خطفت، والوطن الذى تسرب من بين راحتيهم تسرب الماء من بين الأصابع، وكاد أن يضيع إلى غير رجعة!!
■ وطول ٤ سنوات مضت ومنذ ثورة الشعب ومؤسساته على حكم الجماعة، ونحن نموت ونذبح ونفجر ونقتل حتى ونحن سجود!!
■ نهدد على مدار الساعة ويهدد أمننا القومى ويهتز بشدة ويهدد النظام والدولة بالسقوط والانهيار، نفقد أغلى وأعز ما لدينا فى الجيش والشرطة ومن مواطنينا المدنيين!!
■ ولا يخفى على أحد أن المواجهة الأمنية مهمة للغاية، لكنها لن تستأصل رحم الإرهاب ولن تصيب خصوبته الوفيرة فى مقتل ولن تمنع تهديداته!!
■ فهى وإن كانت تنجح فى مواجهة ما يفرخة ذلك الرحم من حملة السلاح من الإرهابيين، بينما لا يكف الرحم السياسى عن إنتاجهم ليل نهار، يضم لهم الآلاف، ويزودهم بالمنضمين والمنضوين الجدد على مدار الساعة لنظل فى دائرة مفرغة من الفعل ورد الفعل لا تؤذن بانتهاء!!
■ حيث ستستمر خصوبة الإرهاب وتنتج لنا دولا جهادية دموية مفترضة ومزعومة على غرار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وسيستمر الإرهابيون يتموضوعون كل مرة فى تنظيم جديد!!
■ لكن يبقى السؤال متى يتوقف ذلك الإرهاب وتنكسر شوكته وينتفى خطر وجوده حتى وإن وجد وكيف يمكن عزله وإبطال مفعوله إن وجد؟!
■ علينا أن ندرك أن الإرهاب جذره «محض سياسى» وليس دينيا، وأنه يوظف ويستغل كل حالات قصور الدولة وانسحاباتها من أدوار أساسية لها طوال سنين مضت لصالحه، مستغلا إخفاق النظام فى توفير أدنى قدر من الخدمات ومن الرضا والراحة لدى مواطنيه!!
■ ليس مفهومًا أن تنسحب من مجال حيوى وأساسى لها كالصحة مثلا بحجة أن الموارد غير كافية فالموارد أيضا غير كافية فى أغنى دول العالم، حيث تضطر الدول إلى السماح للقطاع الخاص أن يقدم الخدمة الصحية، ولكن بشروطها هى ودون أن تترك الدولة مواطنيها نهبًا للقطاع الخاص وتنسحب هى تماما!!
■ وما ينطبق على الصحة ينطبق على التعليم وغيره أيضًا.
• وليس مقبولًا أن تظل التعاملات الحكومية تحوى نفس العذابات للناس دون أن يفكر أحد فى تطويرها وتحسينها وتنظيمها وعلى رأسها تعاملات وزارة الداخلية والعدل مع المواطنين فغنى عن البيان ما يتعرض له المصريون من عذابات عندما يضطرون للتعامل مع هاتين الوزارتين!!
■ ليس مفهومًا ألا تعطى الدولة أهمية للتوظيف وأهمية لمحاربة الوساطة والمحسوبية وتجريمها فى قانون العقوبات، ليس مفهومًا أن تضيع حقوق المواطن لأنه لا يملك علاقات وثيقة بالسلطة!!
■ لا بد وأن تعود الدولة وفورا إلى كل أدوارها التى انسحبت منها طوال عقود مضت مدعية أنها راحت تبنى لنا الأهرامات!!
■ لا بد ألا تترك الدولة حسب صديقنا المفكر شادى فؤاد، أى فراغات حتى لا يتسلل منها الإخوان.