مع قرب انعقاد مؤتمر "سوتشي" حول القضية السورية في نهاية يناير المقبل، لا يزال الموقف يشهد كثيرًا من التعقيد في ظل التصعيد في العلاقات الأمريكية الروسية والاشتراطات التي لا يزال الجانبان يصران علي ضرورة تنفيذها للمشاركة في المفاوضات.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال حديثه لوكالة "روسيا اليوم" الإخبارية عن قلق موسكو تجاه المعلومات التي تؤكد تدريب واشنطن إرهابيين سابقين في معسكرات ترعاها في سوريا، معتبرا ذلك بمثابة انتهاكا صريحا لسيادة سوريا واستقلالها.
وقال لافروف: "ينتابني شعور مزدوج لدى الحوار مع المسئولين الأمريكيين حول التسوية في سوريا، إذ يظهرون لنا على بعض الأصعدة استعدادهم للتصرف ببراغماتية".
وفي سياق متصل، قام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ببحث رئيس الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية، نصر الحريري، الأحد في العاصمة السعودية الرياض، ببحث آخر المستجدات على الساحة السورية.
ونقلت صحيفة "إيلاف" السعودية الرقمية عن الحريري، أن الهيئة التفاوضية متمسكة بالحل السياسي وفق القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، وعلى رأسها بيان جنيف والقراران ٢١١٨ و٢٢٥٤، مشددا على أن "سلوك النظام المتعنت تسبب في إعاقة جهود المبعوث الخاص لكي تخرج الجولة الأخيرة بنتائج تدفع العملية السياسية للأمام".
بينما عبر الجبير عن دعم المملكة لهيئة التفاوض في تطبيق القرارات الدولية، والوصول إلى حل سياسي مستدام ينهي معاناة الشعب السوري، ويحقق الانتقال السياسي الناجز، ويعيد اللاجئين إلى ديارهم.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت علي أن العمل يجري على قدم وساق لإعداد قائمة المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي نهاية يناير المقبل.
واشترطت الخارجية الروسية، وفقا لوسائل إعلام روسية، علي المعارضة في المؤتمر بالتخلي عن فكرة رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد عن السلطة، مشيرة إلى أن روسيا لن تسمح باستخدام ساحة سوتشي من أجل رفع شعارات حول عدم قبول بقاء الأسد في السلطة لأن ذلك سوف يؤكد رغبة المعارضة في استمرار النزاع المسلح
كما أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا الكسندر لافرنتييف أنه لا توجد حتى الآن أي ترشيحات لرئيس مؤتمر الحوار الوطني في سوريا، مشيرا إلي أن الحديث عن النائب السابق لرئيس النظام السوري فاروق الشرع كمرشح لهذا المنصب ليس إلا شائعات، مطالبا وسائل الإعلام بتدقيق المعلومات الصادرة عنها.