السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"كلاكس" عربيتي باظ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلاكس بتاع عربيتي باظ؛ والسبب إنى دخلت فى عربية نص نقل.. الحمد لله على كل شيء.. المهم اضطريت أن أمشى بالعربية شوية بالوضع ده.. الفوانيس مكسورة.. والكلاكس عطلان لأكتشف مصيبة حقيقية في شعبنا العزيز.
وأنا ماشي بالعربية الاقى رجل أعتقد إنه في العقد الرابع من عمره يسير على قدميه قادم تجاه العربية.. فكرت أنه يرانى، وسوف يتخد جانب الطريق ليتركنى أمر، خاصة إن وشه فى وشى، ويرى العربية جيدا، ولكن هذا لم يحدث، واستمر فى سيره دون هوادة.. الله الله هو فى إيه.. ضربت فرامل يا سيدى.. مش خايف على نفسك ولا إيه؟ قلت أضحك معاه، يمكن يكون متضايق من حاجة.. رد: إيه يا أستاذ أنت مش معاك كالكس ولا إيه.. ردت يا عم الحاج أنت شايف العربية، والحمد لله أنت مش كفيف، فوجئت برده: لا يا عم لازم تضربلى كالكس عشان آخد بالى.. أنا: نعم ليه كده.. رد: يا سيدى أنا كده أنت مالك.. طيب اللى كلاكسه عطلان يعمل إيه؟ رد: طيب راكب العربية ليه بلاش قرف.. أنا: طيب شكرا.
ضحكت وكملت طريقى، وقلت يمكن الراجل متضايق عادى. ضغوط الحياة، لكن المفاجأة إن الموقف يتكرر تانى على مدار أسبوع كامل أكثر من 5 مرات مع شباب ورجال وسيدات وبنات يطلبون منى استخدام الكلاكس لكى يتحركون من أمام السيارة، رغم أنهم يرونها جيدا، وبيقولوا إحنا بنتحرك لما الكلاكس يضرب، وكأن الكلاكس يتحول من  أداة تنبيه إلى أداة أمر.
ورغم تكرار الموضوع إلا أنى فى كل مرة كنت أبتسم، وقلت لنفسى: لازم أضرب الكلاكس عشان الناس تمشي من أمام السيارة، يمكن ده درس خدوه في المدارس ولا حاجة، بس عموما لم يرد على شيء من هذا طوال مراحل التعليم، ولكن الأمر أثار انتباهى، وجعلنى أفكر كثيرا، هو ليه أشخاص كثيرون لا يعملون الصح من تلقاء أنفسهم؟ وليه لازم ينتظرون حد يقولهم أو يأمرهم بكده؟ وهل الشعب المصرى تعود على الأوامر لكى يعمل الصح؟ الموضوع جعلنى أراقب سلوك الأشخاص من حولى، ووجدت ذلك فى  العمل وفي المصالح الحكومية وفى المدارس.
هل هى جينات فى الشعب المصرى؟ وهل حقا الشعب لم يفعل شيئا فى تاريخه إلا بالأمر؟
يقال إن الأهرامات بناها المصريون بالسخرة، وأيضا قناة السويس القديمة، إن صح ذلك فهذا شيء محزن بشدة.
ويبقى السؤال متى يتخلص الشعب من هذه العادة؟ متى يحتكم المصري لضميره ويفعل الصح دون أن ينتظر الكلاكس أو الأمر؟ متى نعلم الأطفال أن يفعلوا الصح ويذاكرون دروسهم حتى يكتسبوا معلومة جديدة وليس خوفا من عصا الأستاذ أو تذنيبه؟ متى يقوم الموظف بواجبه من أجل تقديم عمل جيد وليس خوفا من خصومات المدير؟ فإذا فعل كل منا ذلك لإرضاء ضميره وليس من أجل مديره سيتقدم هذا الوطن أكثر وأكثر، وينتهى جزء كبير من معاناة المصريين اليومية فى المصالح الحكومية، ونبني وطننا أكثر وأكثر.. وليذهب "الكلاكس" إلى الجحيم.