قالت تقارير صحفية أمريكية، إن الحرب السورية أوشكت على الانتهاء، بعد القضاء على تواجد تنظيم «داعش» الإرهابى، فى معظم أنحاء الأراضى السورية، مشيرة إلى أن مستقبل البلاد ما زال مهددا بالصراعات السياسية.
وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن سوريا تنتظر صراعات خلال الأيام القادمة من أجل تسوية الأوضاع فى البلاد.
يأتى ذلك بالتزامن مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، انتهاء جولة أخرى غير مثمرة من محادثات السلام فى جنيف، وقام بوضع خريطة توضح انقسامات السيطرة الإقليمية فى الدولة التى مزقتها الحرب.
وأوضحت الخريطة مجموعة من المناطق المدمرة التى يسيطر عليها مزيج متنوع من القوى المحلية والأجنبية، ولكل منها مصلحة فى الحرب الأهلية الجارية فى البلاد.
وبعد ما يقرب من سبع سنوات من الصراع، يبدو أن الحرب ستنتهى ولكن من جانب واحد فقط، بعد انتصارات الحكومة المدعومة من روسيا وحالات وقف إطلاق النار المحلية، التى تهدف إلى تجميد خطوط الصراع.
ويؤكد هذا التصور حقيقة أن الرئيس بشار الأسد نجا من الصراع، وأنه الآن ليس عليه أى ضغوط بشأن استمراره فى منصبه.
وبالرغم من كل هذا، لا تزال البلاد فى حالة فوضى متشابكة، مع احتمال استمرار الصراع العنيف فى المستقبل، بسبب استمرار تواجد عدد من القوى، وعلى الرغم من تكثيف الجهود الدبلوماسية، فإن الأطراف المتواجدة فى الصراع السورى لن يتوصلوا إلى اتفاق قريب، وهم الروس والإيرانيين والأمريكان والأتراك.
ومن المرجح أن يبقى الأسد لفترات رئاسية قادمة، على الأقل حتى عام ٢٠٢١، عندما تنتهى فترة رئاسته الحالية، وهو أمر مرفوض من قبل المعارضة السورية، إلا أن فكرة الإطاحة بالأسد الآن أصبحت مرفوضة ومستبعدة.
التقرير أبرز أيضا، أن الأسد قد يحافظ على مقعده كرئيس، ولكن الدمار سيبقى فى البلاد نتيجة لهذا الأمر، وأن انتصارات معاركه تأتى بتكلفة كبيرة بحيث سيكون من الصعب للغاية، إن لم يكن مستحيلا، إعادة سلطة الدولة الشرعية على المناطق التى أعيد الاستيلاء عليها، ولا سيما مع عدم وجود موارد لإعادة بناء ما دمر.
وهناك حاجة إلى جهود إعادة إعمار ضخمة لإعادة بناء المدن، بما فى ذلك حمص وحلب والرقة، التى دمرت تماما، فضلا عن عشرات المدن والقرى التى قد تحتاج إلى هدمها على الأرض قبل أن تتمكن من الارتفاع مرة أخرى.
وقد دمُرت البنية التحتية الطبية والصحية للبلاد، وأصبح الاقتصاد فى حالة من الغموض، ولكن طالما كان الأسد فى السلطة، فمن غير المرجح أن يمول الغرب إعادة الإعمار فى سوريا.