الأحد الماضى ١٧ ديسمبر هو يوم ذكرى محرقة بوعزيزى
الاسم عند الولادة: طارق الطيب بن محمد البوعزيزى.
الميلاد: ٢٩ مارس ١٩٨٤، تونس سيدى بوزيد.
الوفاة: ٤ يناير ٢٠١١ (٢٧ سنة)
المهنة: بائع متجول
تقول عنه «الموسوعة الحرة» إنه شاب تونسى قام يوم الجمعة ١٧ ديسمبر عام ٢٠١٠م بإضرام النار فى نفسه أمام مقر ولاية سيدى بوزيد احتجاجًا على مصادرة السلطات البلدية فى مدينة سيدى بوزيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها فى حق الشرطية فادية حمدى التى صفعته أمام الملأ وقالت له: (بالفرنسية: Dégage) أى ارحل (فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس وكذلك شعار الثورات العربية المتلاحقة).
أدى حادث محمد البوعزيزى إلى احتجاجات من قِبل أهالى سيدى بوزيد فى اليوم التالي، ١٨ ديسمبر عام ٢٠١٠، وسرعان ما تطورت الأحداث إلى اشتباكات عنيفة وانتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس احتجاجًا على ما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم، حيث خرج السكان فى مسيرات حاشدة للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة فى الفرص والتنمية.
أجبرت هذه الانتفاضة الرئيس التونسى «زين العابدين بن على» على التنحى عن السلطة والهروب من البلاد خِلسةً إلى السعودية فى ١٤ يناير ٢٠١١.
توفى محمد البوعزيزى يوم ٤ يناير عام ٢٠١١م فى مركز الإصابات والحروق البليغة ببنعروس عن عمر ٢٧ سنة متأثرًا بالحروق التى أصيب بها، وشيع جثمانه الآلاف.
أضرم على الأقل ٥٠ مواطنًا عربيًا (وذلك حتى تاريخ ١٤ ديسمبر ٢٠١١) النار فى أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة تقليدا لاحتجاج البوعزيزي. وقد أطلق بعض علماء الاجتماع والكتاب الصحفيين اسم «ظاهرة البوعزيزية» على الحوادث المتكررة التى تحمل نفس السيناريو، وامتدت هذه الظاهرة فى عدة دول عربية، فقد أقدم شاب جزائرى عاطل عن العمل يدعى محسن بوطرفيف على حرق نفسه يوم ١٥ يناير ٢٠١١ بعد أن رفض مسئول محلى منحه وظيفة، وقد توفى بوطرفيف متأثرا بالحروق وأدى هذا الحادث إلى إقالة رئيس بلدية بوخضرة من قبل والى ولاية تبسة، كما أقدم كل من سنوسى توات وعويشية محمد وآخرون من الجزائر على إشعال النار فى أنفسهم.
كما قام مواطن مصرى يدعى عبده عبدالمنعم حمادة بإشعال النار فى نفسه صباح يوم ١٧ يناير ٢٠١١ أمام مبنى مجلس الشعب احتجاجا على إغلاق مطعمه، وتكرر المشهد فى اليوم ذاته ولكن بموريتانيا، حيث أقدم رجل أعمال موريتانى يدعى يعقوب ولد دحود على إحراق نفسه داخل سيارته أمام مجلس الشيوخ الموريتانى احتجاجا على سوء معاملة الحكومة لعشيرته، وقد لفظ «ولد دحود» أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى الذى كان يعالج فيه بالمملكة المغربية بعد خمسة أيام من الحادث.
فيما لقى مصرى عاطل عن العمل، يدعى أحمد هاشم السيد، مصرعه ١٨ يناير ٢٠١١ فى مدينة الإسكندرية متأثرا بجروحه بعد أن أضرم النار فى نفسه احتجاجا على أوضاعة المعيشية، كما أضرم مصرى آخر يعمل محاميا ويدعى محمد فاروق النار فى نفسه أمام مجلس الشعب يوم ١٨ يناير ٢٠١١ أيضا، كما شهدت المغرب ثلاث حالات إحراق للنفس وحدثت حالة أخرى فى السودان أيضا.
فى ١٧ فبراير ٢٠١١، أعلنت بلدية تونس العاصمة أنها ستغير اسم واحد من أهم شوارع العاصمة وهو شارع ٧ نوفمبر الذى يرمز لتاريخ وصول بن على للحكم إلى شارع محمد البوعزيزي. نفس الشيء فى سيدى بوزيد، حيث أطلق اسم البوعزيزى على الشارع الرئيسى فى المدينة.
فى ٢٥ مارس من نفس السنة، أصدر البريد التونسى طابعا بريديا يحمل اسم وصورة البوعزيزي.
أما فى فرنسا، فقد أعلن عمدة باريس برترون ديلانوى فى ٤ فبراير ٢٠١١ أنه سيعمل على إطلاق اسم البوعزيزى على أحد ميادين باريس، لأن هذا الشاب «يعد رمزًا لكفاح تونس من أجل الديمقراطية والعدالة والحرية»، بالرغم من القاعدة التى تحظر تسمية شارع فى باريس باسم شخصية لم يمر على وفاتها ٥ سنوات، إلا أن إحدى ساحات الدائرة الرابعة عشرة فى باريس أصبحت تحمل اسم «ساحة محمد البوعزيزى» كتحية للشعب التونسى وثورته فى يناير ٢٠١١.
فى ٢٧ أكتوبر ٢٠١١، اختاره البرلمان الأوروبى مع أربعة مواطنين عرب آخرين شاركوا فى الربيع العربى للفوز بجائزة سخاروف لحرية الفكر.
أما مركز الإصابات والحروق البليغة الذى توفى فيه البوعزيزى فقد أصبح اسمه مستشفى محمد البوعزيزي.
فى ٢٠١١، نشر الكاتب المغربى الطاهر بن جلون والحاصل على جائزة جونكور كتابا قصيرا بالفرنسية عنوانه «بواسطة النار» (Par le Feu) نشر فى دار جاليمار، وهى قصة خيالية قصيرة تعيد سرد وتركيب الأسابيع الأخيرة من حياة البوعزيزى وتنتهى بالإشادة «برجل عادي، مثله الملايين، والذي، بسبب سحقه، وإذلاله، ونفيه فى حياته، انتهى بأن يصبح الشرارة التى أشعلت فتيل العالم».
فى ١٧ ديسمبر ٢٠١١ وبمناسبة الذكرى الأولى لبداية الثورة التونسية، كشف النقاب عن نصب تذكارى يمثل عربة البوعزيزي، تحيط بها كراسى فارغة تمثل «الطغاة» العرب الذين سقطوا، وذلك فى سيدى بوزيد.
صحيفة «ذا تايمز» البريطانية اختارت محمد البوعزيزى كشخصية العام ٢٠١١، مسندة إلى عملية حرق نفسه دور المحفز لثورات الربيع العربي.
فى ٧ أبريل ٢٠١٢، نشرت دار «سراس» للنشر سيرة ذاتية لمحمد البوعزيزي، صاغتها الكاتبة ليديا شابير دالي، تحدثت فيها عن طفولته وشبابه واللحظات الكبيرة التى ميزت حياته.
وبعد ٧ سنوات من محرقة البوعزيزى امتدت الحرائق إلى دول الربيع العربى تحولها إلى دول خريفية خارج التاريخ والجغرافيا.