أعلن رئيس شركة "سيكو" عن تأجيل طرح الهاتف المصري إلى مطلع العام المقبل، بسبب سرقة 15 ألف بطارية كانت مخصصة للطرح الأول، بعد خروجها من ميناء دمياط، وقبل وصولها إلى المصنع في أسيوط، وأن التحقيقات تجرى حاليًا للكشف عن المتهم بسرقة البطاريات، ولفتت المصادر الأمنية إلى أن هذه الواقعة تعد الثانية من نوعها حيث سبقها منذ فترة سرقة حاوية تضم شحنة تخص خامات تكميلية تدخل في صناعة المحمول، مؤكدة أن عملية السرقة تم الإعداد لها مسبقا وليست وليدة الصدفة.
هذا الخبر تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وسخر العديد من الحادثة، وحاول البعض تصوير الأمر على أنه مؤامرة ضد إنتاج أول هاتف محمول مصري، وعلى الرغم من أن الحادث ليس عاديا ولا يمكن قبول أي تبريرات له، إلا أن الملاحظ في هذا الأمر أن ما تناولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن قد زاد عن التغطية الإعلامية وما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إنتاج أول هاتف محمول مصري.
لا شك أن إنتاج أول هاتف محمول مصري تعد خطوة جديدة تخطوها الصناعة المصرية تجاه المستقبل، وذلك من خلال الدخول فى مجال تكنولوجيا الاتصالات وتصنيع الهواتف الذكية مع طرح أول هاتف ذكى مصرى "Nile X " الذى كان من المخطط أن يتم طرحه فى الأسواق منتصف الشهر الجارى.
إلا أن الهدف ليس الفخر فقط بتصنيع أول هاتف ذكي مصري بل أن هناك العديد من الإنجازات التي يجب أن نتوقف أمامها، ومنا أن شركة "سيكو مصر" التى اختارت أن تضع استثماراتها التي بلغت حوالى أربعمائة مليون جنيه مصري وأقامت مصنعها بالمنطقة التكنولوجية فى مدينة أسيوط عبر خمس خطوط إنتاج، وهو أمر يسهم فى تنمية الصعيد الذى طالما عانى الإهمال وقلة الفرص نتيجة تفضيل المستثمرين لإقامة مصانعهم بالقرب من محافظات الوجه البحري للعديد من الأسباب التي نعلمها جيدا، وتعد شركة "سيكو مصر" هى شركة مساهمة مصرية نشأت بالشراكة بين شركة "سيكو تكنولوجى" وشركة "سيليكون واحة" المملوكة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبإطلاقها "Nile X" أصبحت هواتف "سيكو مصر" أول علامة تجارية مصرية فى مجال الهواتف الذكية.
بلغت نسبة التصنيع المحلى "Nile X " والذي خرج إلى النور خلال افتتاح الدورة 21 من معرض معرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات " Cairo Ict 2018 " حوالى 58% من المكونات مع توقع بزيادة هذه النسبة، إذا ما قررت جمهورية مصر العربية المضى قدما فى تطوير صناعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبالتالى قد ينخفض السعر الذى ستطرح به أجهزة "Nile X " إلى أقل من أربعة الآف جنيه مصري.
صحيح أن "Nile X " يواجه تحديات شرسة مع نظائره من الماركات العالمية، إلا أن مواصفاته جاءت على درجة عالية من التطور بما لا يقل عن أي ماركات عالمية أخرى.
أتمنى أن تستفيد الشركة من فكرة إنتاج أول هاتف محمول مصري للترويج له، ودعم الصناعة المصرية عبر شراء الهاتف الجديد بدلا عن الماركات العالمية، وأتمنى أن تستهدف شركة "سيكو مصر" الأسواق العالمية مستفيدة بميزة السعر التنافسي بسبب فروق سعر العملة وتحويلاتها، الأمر الذى يجعل من هاتف "Nile X " بديل رخيص نسبيا مقارنة بالهواتف الأخرى، إنها فرصة للصناعة المصرية أن تلحق ما لحق بها من تأخر، فالعالم الآن يقف على ناصية جديدة من التطور الصناعي يجب أن نلحق بها من بداياتها لأن هذه المرة الفرق سيكون شاسعا إذا لم نواكبها.
