طتلك التى لم يسبق أن كتبت عنها إلا فى أقصوصات من قلبي، جمعتها حتى أعطيها إياها حينما نلتقى هناك. بعيدًا عن هذا العالم. ولكنى سأخبركم خلسة ببعض منها، شريطة ألاَّ تخبروها.. حتى لا تعاقبنى بهجران خيالي.. فحبيبتى كانت يوم أن كانت جوادا جامحا يرفض الترويض.. كانت كأن لم تكن أنثى قبلها.. كأن فيحاء كأقحوانة من الجنة.. سقطت من السماء فى كفى فخشيت ضمه.. فإذا بها تعاود الصعود تاركة فى كفى حفيفها.. عيناها كانت صافية كماء النهر.. وجبينها كان دريا كأنه كوكب دري.. ثغرها كان كإشراقة صبح ندي.. وكأنه خلق لتوه من نور.. قالت لى ذات يوم توضأ من كفى إذا أردت الصلاة وصل هنا فى محرابى، وطف حول قلبي.. وتصدق علىَّ فإن قلبى يحتاج الزكاة.. لكنها وأنا ساجد باغتتنى روحها وصعدت إلى السماء.. لم يجد معها استجداء لتعود.. لم ترد على رسائلى ولم تبعث لى ما يطمئنني. ذات يوم عرجت بروحى لألقاها.. لكن حراس قصرها منعوني.. وقالوا لى حجة واهية.. قالوا لى إن فى العمر بقية.. مزحة غير مفهومة، فكيف لمن بلا روح أن يكون حيَّا؟ لكنها فى هذه الليلة لم تتركنى أبيت حزينا.. أرسلت إلىَّ هدية.. منحتنى سر الكلمة، وقالت لى اكتب عنَّا ما لا تدركه الأذهان.. اكتب عنَّا من حيث انتهى العشاق.. وإن سئمت من الكتابة فارسمنا هناك عند نقطة التقاء الماء بالسماء.. فكتبتها وكتبتها حتى وجدتها، فأدركت قدسية الكلمة.. أنا وحبيبتى حرفان لم يجتمعا فى جملة، لكننا دوما كنا ذات معنى.
آراء حرة
عن حبيبتي في ذكرى وفاتها أكتب
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق