أعلنت القمة الروحية الإسلامية - المسيحية التي عقدت اليوم الخميس بالعاصمة اللبنانية بيروت رفضها القرار الجائر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وطالبته بالرجوع عنه، معتبرة أنه يسيء إلى ما ترمز إليه مدينة القدس وهو مبني على حسابات سياسية ويشكل تحديا واستفزازا لأكثر من ثلاثة مليارات شخص.
ودعت القمة في بيانها الختامي اليوم المرجعيات السياسية العربية والدولية للعمل معا بغية الضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار الذي يفتقد إلى الحكمة التي يحتاج إليها صانعو السلام الحقيقيون.
وأشارت القمة في بيانها إلى أن القدس التي تزخر بمواقع تاريخية مقدسة لدى الديانات التوحيدية ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى ليست مجرد مدينة عادية كغيرها من مدن العالم وأن لها موقعا مميزا في ضمائر مؤمني هذه الديانات.
وأشارت القمة إلى أن تغيير هذه الصورة النبيلة للقدس وتشويه رسالتها الروحية من خلال هذا القرار والتعامل معه كأمر واقع، يسيء إلى المؤمنين ويشكل تحديا لمشاعرهم الدينية وحقوقهم الوطنية، ويعمق جراحاتهم التي تنزف حزنا ودما بدلا من العمل على معالجتها بالعدل والحكمة، تحقيقا لسلام يستجيب لحقوق الأطراف جميعا، وخاصة الشعب الفلسطيني المشرد منذ أكثر من سبعة عقود.
وتوجه المجتمعون بالتقدير الكبير للشعب الفلسطيني وخاصة أهل القدس لصمودهم وتصديهم ومقاومتهم الاحتلال ومحاولات تغيير الهوية الدينية والوطنية لمدينة القدس.
كما ناشد المجتمعون الرأي العام الأمريكي بمنظماته الأهلية والدينية أن يرفع الصوت عاليا لتنبيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته إلى مخاطر القرار الجائر الذي يزج الشرق الأوسط في دورة جديدة من دورات العنف التي عانى منها كثيرا.
وأعرب المجتمعون عن قلقهم الشديد من أن يؤدي التفرد الأمريكي بالانقلاب على قرار هام من قرارات الشرعية الدولية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية إلى الانقلاب على قرارات أخرى بما في ذلك القرار الذي يتعلق باللاجئين الفلسطينيين لمحاولة فرض تقرير مصيرهم خارج إطار العودة إلى بلادهم المحتلة، وهو أمر يشكل اعتداء على أمن وسلامة ووحدة لبنان الذي يستضيف حوالي نصف مليون لاجئ فلسطيني منذ عام 1948، والذي أكد في ميثاقه الوطني وفي دستوره على رفض التوطين شكلا ومضمونا.
وأكد المجتمعون تمسكهم بصيغة العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وعلى تمسكهم بالمبادئ الوطنية التي أقرها الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني واعربوا عن دعمهم الموقف اللبناني الرسمي الرافض لقرار الرئيس الأمريكي الجائر.
كما أعرب المجتمعون عن تأييدهم للمشروع الذي طرحه الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أمام الأمم المتحدة باعتبار لبنان مركزا دوليا للحوار بين أهل الأديان والثقافات المختلفة وذلك تكاملا مع صيغة عيشه المشترك ورسالته باحترام التعدد الديني والثقافي.
تجدر الإشارة إلى أن القمة افتتحت اليوم بحضور مفتى الجمهورية اللبنانية عبداللطيف دريان و البطريرك المارون بطرس الراعي.