دورة ٢٠١٧ (رقم ٣٩) تعد من أفشل دورات مهرجان القاهرة السينمائى منذ إنشائه.. أهم وأحسن ما فيها معرض، صور وكتب عن الناقد الرائد سمير فريد، وإتاحة المشاهدة لبعض الأفلام المميزة.
فيما عدا ذلك كانت نموذجًا لسوء التنظيم.. وصولًا إلى الجوائز الغريبة التى منحتها لجنة التحكيم برئاسة الممثل حسين فهمى، الذى لم يفلح سوى فى أن يثير السخرية منه.. حينما حاول باستخفاف ظل واستظراف مستهجن أن ينطق بـ«إفيهات» وسخرية سخيفة من المخرج فنان السينما الكبير خيرى بشارة عضو لجنة التحكيم حول ملابسه! وليس مرة واحدة.. وإنما مرتين فى حفلى الافتتاح والختام معًا!!
ووصولًا أيضًا.. إلى قيام جميع الحشد الكبير من الحاضرين سواء من بلادنا أو الأجانب فى حفل الختام بالوقوف والتصفيق طويلًا عند ذكر اسم الفنانة الكبيرة الخالدة شادية والإشارة إلى رحيلها أثناء المهرجان.. لكن باستثناء شخص واحد فقط فى كل الحفل الحاشد لم يقف وظل جالسا فى مقعده.. هو الممثل محمود حميدة!!. وقد قيل بعدها أن السبب ربما يكون فى متاعب بساقيه، وليس هذا بمبرر صحيح على الإطلاق.. لأنه بعدها بدقائق قليلة صعد إلى خشبة مسرح الحفل.. ووقف طويلًا وتكلم كثيرًا!! ليمنح تكريمًا لنجمة أجنبية ـ ضمن ثلاثة دفعت لهم مبالغ طائلة من نجوم أجانب.. جاءوا بهم خصيصًا لحفل الختام فقط!!.. وطبعًا ليثبتوا أننا: بلد الأمن والأمان.. خاصة فى ظل حادث بل مجزرة مسجد الروضة الكبرى فى العريش _ وغير المسبوقة ( ٣٠٥ شهداء عدا مئات المصابين).
ومن غرائب جوائز لجنة التحكيم منح الجائزة الكبرى «الهرم الذهبى» لفيلم إيطالى متوسط القيمة ملىء بالثغرات الدرامية بعنوان «المتسلل».. وحتى هذا العنوان كانوا قد أخطأوا فى ترجمته فى مطبوعات المهرجان فتارة يسمونه «المتطفل» وتارة «المتطفلة» وهو معنى أبعد ما يكون أيضا عن أى أحداث بالفيلم!! ولعل ميزة الفيلم هى طابعه أو نزوعه الأخلاقى رغم فتوره إبداعيًا أوفنيًا.
وقد تجاهلوا أعمالا أخرى متميزة.. فى مقدمتها الفيلم الرائع «أنت بداخل رأسى» you go to my head (بلجيكا/فرنسا/ألمانيا) للمخرج القدير ديمترى دى كليرك الذى أبدع وبرع فيلمه على كل المستويات: معالجة درامية ورؤية إنسانية وجماليات راقية، وعبر بطلاه الرئيسيان دلفين بافور وسفيتو زار كفيتكوفيتش اللذان قدما دروسا رائعة لا تنسى فى فن الأداء التمثيلى الدقيق المرهف.
لكن لجنة حسين فهمى المتعثرة.. فى مهرجان ماجدة واصف البائس: لم تر فى هذا الفيلم.. أو فى الأفلام الأنضج من غيرها فى المسابقة على قلتها: ما يستحق منح ولو جائزة واحدة لأى فرع أو عنصر من العناصر!!
• دفتر الملاحظات:
ضمن قليل يستحق الاهتمام مما عرض من أفلام فى مهرجان القاهرة (الدورة ٣٩): فيلم «عرض الحرب» الذى أخرجه كل من أندرياس دالسجارد من الدنمارك، وعبيدة زيتون من سوريا، وهو فيلم طويل يمزج الروائى والتسجيلى.. وفيه معالجة طموحة ومتميزة لتناول القضية السورية (منذ ٢٠١١ إلى ٢٠١٥)، ومحاولة جادة لتقديم رؤية متوازنة وموضوعية قدر الإمكان لقضية شائكة مرت فى بدايتها بمرحلة.. ثم مرت فيما أعقب البداية بمراحل أخرى مختلفة جذريًا وكليًا.
• تحية إلى اسم وإسهام الناقد الرائد سمير فريد، فى عيد ميلاده الأول (١ ديسمبر ٢٠١٧)، بعد مغادرته حياتنا إلى أخرى (٤/٤/٢٠١٧):
كان حيوية كاملة
رجل الحيوية القيادى الكاريزمي
بهى الطلعة، الطلة
والأفكار والأدوار
كان مؤسسة كاملة
الرجل: المؤسسة
كان السمير
وكان الفريد
استثنائى هو
ولسوف يظل
على المدى القريب
والبعيد
سميرنا
الفريد