مفهوم "المطبخ السياسى" هو الذى يتم من خلاله اتخاذ القرارات المهمة، وفى حضور عدد محدود من دوائر صنع القرار، المفارقة العجيبة أنك قد تدهش عندما تعلم أن جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة قد تسببت فى تغير هذا المفهوم لكى يصبح بمعنى الكلمة فى المطبخ ، فقبل حرب أكتوبر العظيمة كانت مائير خارج إسرائيل قبيل اشتعال الحرب بأيام.. وعادت من رحلتها يوم الثلاثاء 4 أكتوبر 1973.. وفور عودتها عقدت اجتماعًا مع "المطبخ السياسي" وسمي بذلك لأنها كانت تعقد الاجتماعات مع القيادات في مطبخ منزلها.
وكان هذا الاجتماع يضم مجموعة العناصر البارزة في الوزارة والجيش، وكانت تفعل ذلك على اعتبار أنه بمأمن عن أى أعين ومن هنا كان هذا المصطلح.. وإذا كان هذا هو الوضع فأين يتخذ كبار الزعماء القرارات المهمة وطقوسها؟
إذا نظرنا لقرار الرئيس الأمريكى ترامب، بنقل سفارة دولته إلى القدس، فهو يتأثر فى اتخاذ قراراته بعدة أشخاص أولهم على الإطلاق مستشاره وصهره فى نفس الوقت جاريد كورى كوشنر، ويوكل له ترامب ملفات عدة أهمها على الإطلاق عملية السلام فى الشرق الأوسط، وكان له بالطبع تأثير فى اتخاذ ترامب قرار نقل السفارة، خاصة أن كوشنر يهودى أرثوذكسى.
أما ثانى هذه الشخصيات فهو جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض وجنرال الحرب المتقاعد ذو الأربع نجمات، الذي خاض الحرب في العراق عام 2003، ويعمل لمدة 14 ساعة يوميا.
ويحاول "ترامب" دائما الحصول على موافقة "كيلي" فى كل كبيرة وصغيرة داخل البيت الأبيض، لدرجة أنه يستدعي كيلي نحو 10 مرات في اليوم، وربما 4 أو 5 مرات في أثناء العشاء أو أثناء لعب مباراة جولف، للاستفسار عن جدول أعماله أو طلب مشورة بشأن سياسة ما.
أما التأثير الغريب لترامب فى اتخاذ قراراته فهو التليفزيون، حيث يوجه جهاز التحكم إلى قناة «سي إن إن» لمشاهدة الأخبار، ثم ينتقل إلى قناة «فوكس آند فريندز» للتسلية واستلهام الأفكار، وأحيانا يشاهد برنامج «مورنينج شو»، الذي يذاع على قناة «إم إس إن بي سي"، ليس هذا فحسب فعلى مسئولية "نيويورك تايمز" أكدت فى تقرير لها أن التليفزيون هو الذخيرة التي يستخدمها ترامب لشن حربه في «تويتر»، ولذلك فإن جهاز التحكم في القنوات لا يستخدمه سوى ترامب أو طاقم الفنيين.
وأثناء تناوله وجبة العشاء، يكون التلفاز الذي يبلغ حجم شاشته 60 بوصة صامتا، ويكتفي ترامب بقراءة شريط الأخبار، والأخبار التي تفوته يستطيع إعادتها من خلال نظام «سوبر تي فو» الحديث، الذي يتولى تسجيل الأخبار ليستعرضها الرئيس لاحقا، وفي أثناء متابعته للأخبار يقوم بمناقشة وتبادل الأفكار مع الموجودين في الغرفة.
وبالطبع لم تتجاهل الصحيفة المشروبات التى يتناولها ترامب والتى تتلخص فى 10 عبوات من "كوك دايت".
أما إذا انتقلنا إلى القيصر فلاديمير بوتين، الرئيس الروسى، فهو له طبيعة خاصة ويعتمد فى كل قراراته على التركيز الشديد، حيث إنه يتخذ غالبية قراراته في شأن روسيا، اقتصادها، أمنها، استراتيجية روسيا وعلاقاتها في العالم، وملف التسليح، ما بين الساعة الخامسة والسابعة مساءً، وعند الساعة السابعة يكون قد أعطى ساعتين من الوقت للقرارات التي يجب أن تسير عليها روسيا في اليوم الثاني.
وبعد السابعة يطلب ألا يتصل به أحد، إلا لحوادث كبرى، وهاتان الساعتان يخصصهما للتركيز العميق ويفكر في وضع روسيا ويجلس في غرف قرب مكتبه الضباط الذين هو بحاجة إليهم، ويأتون بالهليكوبتر من موسكو إلى سوشي، للاجتماع يوميا بالرئيس بوتين، فيعقد اجتماعا مع الضابط الكبير ويسأله التفاصيل ويعطيه التعليمات، والوزراء أيضا.. ومنتجع سوشي هو المكان المفضل لبوتين ومنه يُخرج قراراته للعالم كله.
وكان هذا الاجتماع يضم مجموعة العناصر البارزة في الوزارة والجيش، وكانت تفعل ذلك على اعتبار أنه بمأمن عن أى أعين ومن هنا كان هذا المصطلح.. وإذا كان هذا هو الوضع فأين يتخذ كبار الزعماء القرارات المهمة وطقوسها؟
إذا نظرنا لقرار الرئيس الأمريكى ترامب، بنقل سفارة دولته إلى القدس، فهو يتأثر فى اتخاذ قراراته بعدة أشخاص أولهم على الإطلاق مستشاره وصهره فى نفس الوقت جاريد كورى كوشنر، ويوكل له ترامب ملفات عدة أهمها على الإطلاق عملية السلام فى الشرق الأوسط، وكان له بالطبع تأثير فى اتخاذ ترامب قرار نقل السفارة، خاصة أن كوشنر يهودى أرثوذكسى.
أما ثانى هذه الشخصيات فهو جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض وجنرال الحرب المتقاعد ذو الأربع نجمات، الذي خاض الحرب في العراق عام 2003، ويعمل لمدة 14 ساعة يوميا.
ويحاول "ترامب" دائما الحصول على موافقة "كيلي" فى كل كبيرة وصغيرة داخل البيت الأبيض، لدرجة أنه يستدعي كيلي نحو 10 مرات في اليوم، وربما 4 أو 5 مرات في أثناء العشاء أو أثناء لعب مباراة جولف، للاستفسار عن جدول أعماله أو طلب مشورة بشأن سياسة ما.
أما التأثير الغريب لترامب فى اتخاذ قراراته فهو التليفزيون، حيث يوجه جهاز التحكم إلى قناة «سي إن إن» لمشاهدة الأخبار، ثم ينتقل إلى قناة «فوكس آند فريندز» للتسلية واستلهام الأفكار، وأحيانا يشاهد برنامج «مورنينج شو»، الذي يذاع على قناة «إم إس إن بي سي"، ليس هذا فحسب فعلى مسئولية "نيويورك تايمز" أكدت فى تقرير لها أن التليفزيون هو الذخيرة التي يستخدمها ترامب لشن حربه في «تويتر»، ولذلك فإن جهاز التحكم في القنوات لا يستخدمه سوى ترامب أو طاقم الفنيين.
وأثناء تناوله وجبة العشاء، يكون التلفاز الذي يبلغ حجم شاشته 60 بوصة صامتا، ويكتفي ترامب بقراءة شريط الأخبار، والأخبار التي تفوته يستطيع إعادتها من خلال نظام «سوبر تي فو» الحديث، الذي يتولى تسجيل الأخبار ليستعرضها الرئيس لاحقا، وفي أثناء متابعته للأخبار يقوم بمناقشة وتبادل الأفكار مع الموجودين في الغرفة.
وبالطبع لم تتجاهل الصحيفة المشروبات التى يتناولها ترامب والتى تتلخص فى 10 عبوات من "كوك دايت".
أما إذا انتقلنا إلى القيصر فلاديمير بوتين، الرئيس الروسى، فهو له طبيعة خاصة ويعتمد فى كل قراراته على التركيز الشديد، حيث إنه يتخذ غالبية قراراته في شأن روسيا، اقتصادها، أمنها، استراتيجية روسيا وعلاقاتها في العالم، وملف التسليح، ما بين الساعة الخامسة والسابعة مساءً، وعند الساعة السابعة يكون قد أعطى ساعتين من الوقت للقرارات التي يجب أن تسير عليها روسيا في اليوم الثاني.
وبعد السابعة يطلب ألا يتصل به أحد، إلا لحوادث كبرى، وهاتان الساعتان يخصصهما للتركيز العميق ويفكر في وضع روسيا ويجلس في غرف قرب مكتبه الضباط الذين هو بحاجة إليهم، ويأتون بالهليكوبتر من موسكو إلى سوشي، للاجتماع يوميا بالرئيس بوتين، فيعقد اجتماعا مع الضابط الكبير ويسأله التفاصيل ويعطيه التعليمات، والوزراء أيضا.. ومنتجع سوشي هو المكان المفضل لبوتين ومنه يُخرج قراراته للعالم كله.