رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من سرق نقودي هو من سرق نقود رمسيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لعلك لم تقرأ حكاية الأمس، أو لعلك لم تعد تقرأ منذ زمن طويل، وأنا حقيقة لم يعد لدى روح ولا طول بال حتى أعيد لك ما كتبته في المقال، ولكن سأعود بالسطور قليلا ربما تقرر القراءة والمتابعة، وقف الجميع مهللين وتقدمت لأنزح المياه بـ«الصفيحة» من البركة خلف البيت وأنا أتفادى الاصطدام بالعروسة، كما كنت أخشى على ثروتى التى جمعتها لسنوات فى «البركة»، وكلما قل منسوب المياه زادت دقات قلبي، وأسرعت.. وأسرعت.. حتى إذا ما تكشف وجه «العروسة» وكان الماء والسنون قد أكلا من ملامحها الكثير، لكن أبقى على قوامها سليما «القليل من الجبس الذى أضافته جدتي» لخلطة الطين.
هللت «ها هي.. عروستي.. عروستي يا أبي.. كانت جدتي رحمة الله عليها صنعتها لي.. كنت أخفيها هنا.. حتى أن جدتي ماتت ولم أخبرها بالسر.. ترحم الجميع على جدتي.. وغارت عين أبي بالدموع.. ثم مد أحد أقاربنا يديه بـ«خشبة» وأخذ يدفع «العروسة» من جنبها لـخارج «البركة».. دمعت عيناي وأنا أشاهد منظر استخراج «رمسيس» من المياه الجوفية بالمطرية.. اختلطت دموعي على عروستي بدموعي على هذا الذي كان يومًا ما ملكًا لمصر.. لكن ساقني الشغف لأن أتابع الأمر.. فهناك لغز حتى الآن لم أكتشفه.
لما نزحنا كل المياه من «البركة» لم أجد نقودي.. الجميع كان يضحك.. وأنا أصرخ.. «أين نقودي.. أين القروش.. من أخذها» لم أكف لحظتها عن الصياح إلا حين قال أحدهم اسأل «العروسة»، فإذا كنت أنا بهذه الحالة وكل ما كنت أملكه «صنبور وصفيحة وأنبول للمثانة»، وكان لي ثروة وضعتها بجانب «العروسة»، فكيف بجدة الغلام الذي وضع «رمسيس» في هذه «البركة»؟ ألم تعطيه جدته ولو «مليما»! أيعقل أن يكون ملكًا بلا صواع ولا إزار ولا حتى خاتم من ذهب.
إذا كان ذلك فإن «عروستي» أفضل «ولكنكم تحبون رمسيس»! من سرق «قروشي هو من سرق قروش رمسيس.. وترك لنا العروسة».