الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عروستي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعود بكم إلى «القرش صاغ» وأزمة الصفيحة، ولا أعرف لماذا لم يرفعوا هذه الحكاية على الموقع، لكن للتوضيح هذا القرش الصاغ الذى أخذته من جدتى وذهبت به إلى «البركة» فقذفته فيها، لا.. لا تتعجلوا فلست مجنونا، لكنى كنت أقذف «القرش صاغ» كإيثار منى لـ«عروستى» التى ترقد تحت الماء، هناك التباس فى الفهم.. حقا!، أنا أوضح لكم الأمر.
جارنا الذى يكبرنى قليلا فى السن، الذى تربينا سويا كان كما سمعت سليما معافى، إلا أن عينا أصابته فمرض بالحمى، وعلى أثرها أصيبت إحدى قدميه، فكان يستند إلى عصا أثناء لعبه معنا، وكان «كعفريت من الجن» فى استخدامها، حتى أطلقنا عليه «لورد»، وكان دائما يهزمنى، وحينما شكوت إلى جدتى، قالت لى سأصنع لك «عروسة» تلعب بها، وليست مع أحد سواك.. «كان هذا فى زمن مضى قبل أن نصبح رجالا وتلعب بنا العرائس»، وبالفعل شمرت جدتى عن ذراعيها، وجاءت بـ«تراب محمة» وبدلو ماء من «البركة»، وأخذت تصنع «العروسة»، كانت ضخمة، حملتها جدتى، وقالت لى علينا أن نتركها فى الشمس عدة أيام. طيلة اليوم كنت أفكر فى مصير هذه «العروسة»، كنت أخشى أن يأخذها أحد منى، أو أن يحطمها «عيال الحتة التانية»، فقررت أن أحتفظ بها فى مكان أمين، ولم يكن أمامى سوى «البركة» أو «الفرن».. وحقا خشيت عليها من النار.
انتظرت حتى بدل اليوم إزاره الأبيض بوشاحه الأسود، وتسللت مع همهمات الحمام، وحملت «العروسة»، ونزلت بكلتا قدمى فى «البركة»، ثم وضعت «شقافة من الطوب» وأرحت «العروسة» عليها، وأخفيت السر حتى عن جدتى، التى ظنت أن أحدا سرقها، وقالت لى لا تحزن سأصنع لك أخرى، لكنى رفضت وقلت لها لا داعى، ومن هذه اللحظة، كنت آخذ كل «قرش» وألقى به بجوار العروسة، ولا أدرى هل كنت أدخر معها، أم كان لدى إحساس بالذنب، فكان ذلك من قبيل التعويض، لشهور وسنوات ظللت على هذه الحال، حتى إذا ما فتح الله علينا، وقررنا عمل تجديدات فى «الدار»، ونقل الحنفية، وردم «البركة»، وقف الجميع مهللين وتقدمت لأنزح المياه بـ«الصفيحة»، وأنا أتفادى الاصطدام بالعروسة، كما كنت أخشى على ثروتى التى جمعتها لسنوات فى «البركة»، وكلما قل منسوب المياه زادت دقات قلبى، وأسرعت.. وأسرعت.. حتى إذا ما تكشف وجه «العروسة» وكان الماء والسنون قد أكلا من ملامحها الكثير، لكن أبقى على قوامها سليما «القليل من الجبس الذى أضافته جدتى» لخلطة الطين.
هللت «ها هى.. عروستى.. عروستى يا أبى.. كانت جدتى رحمة الله عليها صنعتها لى.. كنت أخفيها هنا.. حتى إن جدتى ماتت ولم أخبرها بالسر».
للحديث بقية..