يأتي إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس عاصمة أبدية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع مرور مائة عام على الوعد المشؤوم الذي أطلقه وزير خارجية بريطانيا بلفور، لتظل الأزمة الفلسطينية من يومها محورًا للحديث داخل دوائر صنع القرار العالمي.
وتبقى القدس الهم العام الأكبر الذي يحمله صدر كل عربي حر، وترجمته الآداب والفنون داخل الوطن العربي وخارجه، ففيه كتبت القصائد، وغنت الحناجر، وأبدعت ريشة الفنانين ما يحث على الثورة أحيانًا ويبعث الحسرة أحيانًا أخرى، فالمشهد القدسي لحرم بيت المقدس يعتبر أيقونة أبدع الفنانون داخلها مجموعة من أجمل اللوحات عبر التاريخ، وفيما يلي تستعرض البوابة أهم الأعمال التشكيلية التي تناولت القدس.
الفنان الفلسطيني "إبراهيم هزيمة":
الفنان التشكيلي الفلسطيني "إبراهيم هزيمة " الذي ولد في مدينة عكا عام 1933، وتم ترحيله صغيرًا مع أسرته إلى مدينة اللاذقية على الساحل السوري؛ بموازاة بحر عكا، بدأت أصابعه تشكل فنًا منذ أن عرف الغربة، ولم ينس يومًا قضيته التي لم تجد حلًا منذ ميلاده وحتى الآن، وعلى الرغم من غربته الدائمة؛ حيث يقيم الآن بعد مسيرة فنية طويلة في ألمانيا، إلا أن ينساق وراء التغريب في الفن، وجاء فنه صريحًا موجهًا لقضيته.
الفنان الفلسطيني "معتز العمري":
الفنان التشكيلي الفلسطيني "معتز العمري" من مواليد مدينة دمشق عام 1974، من أصول فلسطينية تعود إلى مدينة حيفا الفلسطينية، حاصل على دبلومات في الرسم المعماري من مركز تدريب دمشق التابع للأنروا عام 1994، وتقنيات الرسم على الكمبيوتر من المعهد العالي لتعليم الكبار بدمشق عام 1996، وخضع لدورات متنوعة في مجالات الفنون التشكيلية والتطبيقية والحفر والطباعة اليدوية من خلال ورشات عمل خاصة بمراكز الفنون التشكيلية في سورية ولبنان، وهو عضو نشط في الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سوريا، ومُشارك دائم في معارضه منذ عام 2003.
أغوته فنون الحفر والطباعة اليدوية لما فيها من غواية العبث والمتعة على تقاسيم التناقض اللوني ما بين الأسود والأبيض، والمحاولة الدائمة في نقش مقاماته الشكلية من خلالها كترجمات حسيّة لفصول القضية الفلسطينية ونضال شعبها، ليلعب دور الراوي التشكيلي في مواقف بصرية متعددة.
المستشرق البريطاني ديفيد روبرتس:
يُعد ديفيد روبرتس 1796 -1864 واحدًا من أشهر الفنانين البريطانيين المستشرقين الذين خلدوا الشرق بلوحاتهم في أربعينيات القرن التاسع عشر، وفي عام 1837، سافر إلى مصر والشام لتسجيل لمساته الفنية عن تلك المناطق، وزار الاسكندرية والقاهرة والصعيد والنوبة وشبه جزيرة سيناء والقدس والأردن ولبنان، حيث رسم في تلك الفترة الوجيزة عشرات الاسكتشات الرائعة والخالدة عن تلك الأماكن ومعالمها، وضمها في كتابه الشهير بمجلداته الثلاثة التي قسمها على ستة أقسام، ونشره بلندن (1842-1849).
الفنان الأردني عماد أبو أشتية:
الفنان الأردني ذو الأصل الفلسطيني عماد أبو اشتية، والذي يبلغ خمسة عقود، والذي بدأ رحلته الفنية مع اللوحات والرسم وهو في العقد الأول من عمره، ويعتبر الرسم متنفسه الوحيد لما يختلج في نفسه من تأثيرات شخصية ومحيطة به، وعن لوحة حرب غزة يقول: "كنت في كل مرة أرى مشهد الأحياء وبيوتهم سوّيت بالأرض، يعود من جديد لتدبّ فيه الحياة، ويعلن بكل قوة أن هذه الارض، وتلك القدس المحتلة التي تظهر لنا من بعيد هي قريبة وستعود مجددًا لأهلها وأصحابها".