الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أنا أكذب و"مالكوم إكس" يكذب و"أفلاطون" يكذب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس لدي رغبة في أن أكتب أو حتى أنطق بحرف، ليس لدى رغبة في أن أرى أحدًا أو أناقش أحدًا، لم يعد في جعبتي معين من أمل، أشعر أني بذرت ما كان معي ربما دون وعي وبوعي، لكن ليس ثمة ثمرة أينعت، الزمن وقف عن دورانه ليس على فقط بل على الوطن بأكمله، دعك من كل هذا الضجيج ولا تخض معهم في زيف أنت تعرف أنه لن يجدي نفعًا، التاريخ وضع قلمه عنا، ما كتبه كتبه، ولم يعد بإمكان أمة في أعناقها أصفاد الفقر، والاحتياج والأمراض تنهش أجسادها، أن تنهض من كبوتها وتكتب حرفا واحدا في الغد، لنكتفي بهذا القدر يا سادة من الهراء والتناحر.. إذا كنا لا نملك رغبة وقوة التغيير لنعود إلى قانون «الخيمة»، قبيلة يحكمها شيخ هو حاكمها وقاضيها وراعيها وربها هو كل شيء ومن بعده يتساوى الرعاة وما يرعون، كلهم كاذبون.. وكلنا مغفلون، هذه خلاصة الأمر.
أنا أكذب و«مالكوم إكس» يكذب و«أفلاطون» يكذب و«ألبرت شفايتزر» يكذب، كل الأقصوصات ألقيتها في النار إلا أقصوصة «نيلسون مانديلا»، ربما لأنني تعاطفت مع الرجل حينما كتب بعد تاريخ من النضال «إنني أتجول بين عالمين، أحدهما ميت والآخر عاجز أن يولد، وليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي»، أدير الحاسوب وأبحث عن المشهد الذي يجمع عم مجاهد مع الشيخ حسني في تنفس الصبح، صراع جيلين تحاورهما وتناقضهما وأنا أحزن على كليهما رغم أننى ويوسف والغد ضعنا بسببهما».
أكره كل الذين يستدعون آيات من القرآن أو أحاديث أو كلمات مأثورة عن الأمل وعن الصبر وعن الغد وعن المستقبل، أكره ميكنة الأشياء والرد برسالات مسجلة مطبوعة، وكأنهم عميان لا يرون ما نرى، لا أقول لم يكن في استطاعتي أنا وغيري أن نصنع الغد، لكن أقول لم يكن متاحا لنا أن نصنع ذلك الغد، فحكامنا أسروه ووضعوه في زنزانة، لا نعرف لها مكانا حتى الأمس، هددوه بأنه لو خرج من رءوسنا لمثلوا به على مرأى ومسمع من الجميع، ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش في اليوم فلا نحن قادرون على جذب الأمس الفار منا لندفعه أمامنا.. ولا أن نخلق غدًا جديدًا.