قال شيخ “,”فضائي“,” منذ أيام إن عبد الناصر أمر جنود معتقلاته بتمزيق نسخ القرآن الكريم أمام الإسلاميين المعتقلين في الستينيات، وكان “,”الشيخ“,” -الذي تخطى الأربعين بقليل- يؤكد ذلك وكأنه رأى ذلك رؤيا العين، وفي هذه الحالة لا بد أن يكون معتقلاً وهو في الحضانة!
أما الحقيقة فهو أنه “,”سمع بذلك“,”، وهو ما لم يقله صراحة، أو يشير إليه على الأقل، وفي هذه الحالة فإن صِدْق الراوي وكذبه يستويان؛ لأن الأمر صادر من قلب مليء بالكراهية لرجل كان يعرفهم جيدًا، ويعرف تلمظهم للسلطة، أو نشر الخراب إذا لم يستطيعوا إليها سبيلاً.
والمشكلة في أولئك “,”الفضائيين“,” هي بحثهم المستمر عن “,”الإثارة“,”؛ ليسجلوا مشاهدة أعلى لقنواتهم الكئيبة البائسة، ولأن كثيرًا منهم جهلاء؛ نقدم لهم “,”ما قدمه“,” عبد الناصر للإسلام طيلة سنوات عهده، وهو –أي ما قدمه – واضح للعيان، ولا يحتاج مجهودًا لإثباته.
ففي عهده زِيد عدد المساجد في مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970، أي إنه في فترة حكمه (الـ18 سنة) تم بناء “,”عشرة آلاف مسجد“,”، وهو ما يعادل عدد المساجد التي بنيت في مصر منذ الفتح الإسلامي وحتى 1952.
وفي عهده أصبحت مادة التربية الدينية “,”إجبارية“,”، يتوقف عليها النجاح أو الرسوب كباقي المواد لأول مرة في تاريخ مصر، بينما كانت اختيارية في النظام الملكي.
وفي عهده تم تطوير الأزهر الشريف وتحويله لجامعة عصرية مرموقة، تدرس فيها العلوم الطبيعية بجانب العلوم الدينية.
كما أنشأ عبد الناصر مدينة البعوث الإسلامية على مساحة ثلاثين فدانًا، كان -وما زال- يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين القادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر مجانًا، ويقيمون في مصر إقامة كاملة مجانًا أيضًا، وقد زودت الدولة المصرية -بأوامر من الرئيس عبد الناصر- المدينة بكل الإمكانيات الحديثة، وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف.
وأنشأ عبد الناصر منظمة المؤتمر الإسلامي التي جمعت كل الشعوب الإسلامية. وفي عهده تم ترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم. وتم إنشاء إذاعة القرآن الكريم، التي تذيع القرآن على مدار الساعة. وفي عهده تم تسجيل القرآن كاملاً على أسطوانات وشرائط للمرة الأولى في التاريخ، وتم توزيع القرآن مسجلاً في كل أنحاء العالم. كما تم تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، والعالم العربي، والعالم الإسلامي، وكان الرئيس عبد الناصر يوزع بنفسه الجوائز على حفظة القرآن .
وفي عهده تم وضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي، والتي ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف في عشرات المجلدات، وتم توزيعها في العالم كله.
وفي عهده تم بناء آلاف المعاهد الأزهرية والدينية في مصر، وتم افتتاح فروع لجامعة الأزهر في العديد من الدول الإسلامية .
وسجلت بعثات نشر الإسلام في إفريقيا وآسيا في عهد عبد الناصر أعلى نسب دخول في الدين الإسلامي في التاريخ، حيث بلغ عدد الذين اختاروا الإسلام دينًا بفضل بعثات الأزهر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر 7 أشخاص من كل 10 أشخاص، وهي نسب غير مسبوقة وغير ملحوقة في التاريخ، حسب إحصائيات مجلس الكنائس العالمي .
وفي عهده صدر قانون بتحريم القمار ومنعه، كما أصدر عبد الناصر قرارات بإغلاق كل المحافل الماسونية ونوادي الروتاري والمحافل البهائية، كما تم إلغاء تراخيص العمل الممنوحة للعاملات بالدعارة التي كانت مقننة في العهد الملكي، كما وصلت الفتاة لأول مرة -في عهده- إلى التعليم الديني بعد افتتاح معاهد أزهرية للفتيات، وتمت طباعة كل كتب التراث الإسلامية في مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون في متناول الجميع.
وتوفي عبد الناصر يوم الإثنين 28 سبتمبر 1970، الذي وافق هجريًّا يوم 27 رجب 1390، ذكرى يوم الإسراء والمعراج، وهو يوم فضله الديني عظيم ومعروف للكافة .
هذا ما قدمه الراحل العظيم، فما الذي قدمه للإسلام “,”شاتموه“,”؟ سواء كانوا من الإخوان المسلمين، أو من السلفيين، الذين حرموا الخروج على مبارك، وبعد أن أزاحه غيرهم، يبرطعون الآن ترويعًا وتخويفًا للآخرين..
ما الذي قدموه غير فتاوى إرضاع الكبير، وجهاد المناكحة، وغير ذلك من تخلف وافتراء على جوهر الإسلام الحنيف؟ وأين الرئاسة القزمة الآن من ذلك العطاء العريض؟!
