الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

مع بزوغ نجم الصين.. هل تستطيع أستراليا الاستمرار في الاعتماد على أمريكا؟

 رئيس الوزراء مالكولم
رئيس الوزراء مالكولم تورنبول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الحكومة الاسترالية تشعر حاليا بصراع ذاتي وتتساءل عما إذا كان يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة، في ظل بزوغ نجم الصين؟.
وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم /الاثنين/ - أنه عندما شرعت الحكومة الاسترالية في كتابة ورقة جديدة عن سياستها الخارجية، طرحت كانبرا أسئلة ساخنة مثيرة للجدل حول تشكيل مستقبل البلاد؛ ألا وهي: هل ستحل الصين محل الولايات المتحدة لتصبح هي القوة المهيمنة في آسيا؟ وإذا كان الأمر كذلك، بأية سرعة يمكنها بلوغ ذلك؟.
وجاءت إجابات حكومة استراليا فيما يسمى بـ "الورقة البيضاء" نشرتها إدارة رئيس الوزراء مالكولم تورنبول شهر نوفمبر الماضي، والتي تفيد بأن الصين من المؤكد تمثل تحديا للولايات المتحدة في آسيا، ولكن في نهاية المطاف ستكون الغلبة لواشنطن، وستواصل كانبرا اعتمادها على الضامن الأكثر أهمية لأمنها طوال الـ 70 عاما الماضية.
إلا أن خبيرا استراتيجيا استراليا يدعى هيو وايت عارض هذا الرأي، وقال في مقال استفزازي جديد إن الصين وصلت إلى مجدها، وعظمة الولايات المتحدة تتلاشى، لذا يجب على استراليا إيجاد طريقها للاعتماد على نفسها.
وذكرت الصحيفة الأمريكية بأن التقييمات المتناقضة أثارت نقاشا في استراليا حول متانة التحالف الأمريكي ونوايا الصين تجاه استراليا.
وأضافت أن حكومة كانبرا حاولت طمأنة شعبها بأنه ليس هناك ما يستدعي للاختبار بين الصين - أكبر شريك تجاري لاستراليا - والولايات المتحدة - راعيها الأمني - لافتة إلى أنه على الرغم من سياسات "أمريكا أولا" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يحظى بشعبية في أستراليا، سوف تصمد الولايات المتحدة القديمة، إذ أعلنت استراليا أنها ستتعامل مع البيئة المتغيرة من خلال العمل "على تعزيز نفوذنا الدولي إلى أقصى حد".
وقالت (نيويورك تايمز) إن هذا الجدل مُثار على خلفية المخاوف بشأن تأثير الصين المتنامي على أستراليا، مستشهدة على بعض هذه المخاوف والتي تشمل مزاعم حول تدخل الصين في الجامعات الاسترالية، بالإضافة إلى تواتر بعض الأنباء عن إغداق رجال أعمال صينيين على صلة بالحكومة في بكين بسخاء على الحملات الانتخابية في استراليا.
وأضافت أن اعتماد استراليا القوي على خام الحديد وصادرات طاقة الصين منذ فترة طويلة أثار تساؤلات حول ضرورة تنويع اقتصاد البلاد، ومع ذلك ازداد اعتماد كانبرا على بكين، لأن تدفق الطلاب والمسافرين الصينيين إلى استراليا يساعد أيضا على الحفاظ على قطاعي التعليم العالي والسياحة.
وحاولت استراليا تحقيق التوازن بين اعتمادها الاقتصادي المتنامي على الصين مع علاقاتها الأمنية طويلة الأجل في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية مع الولايات المتحدة.
بيد أن سلوك الصين الحازم في بحر الصين الجنوبي، وقرار ترامب بالتخلي عن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، وهو الاتفاق التجاري الذي سعت أمريكا إلى تحقيقه في السابق، قد هز أسس السياسات الأسترالية.
وقد تجاوز قادة استراليا التطمينات الدقيقة التي طرحتها الورقة البيضاء، وأعلنوا صراحة ضرورة أن تواجه استراليا تغيرات موازين القوة في المنطقة.