السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

6 الصبح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتعجب أصدقائي والمقربون لي حينما يعلمون أنني أستيقظ يوميًّا قُرب السادسة صباحًا وإن نمتُ فجرًا، ويتطلب فضولهم دائمًا معرفة الأسباب، وعلى مدار أكثر من ربع قرن بسنوات احتفظتُ بأسباب ذلك لنفسي.
وقررتُ اليوم أن أعلن السبب بعد أن رزقني الله كثيرًا بسبب "الصحيان بدري 6 الصبح"، فالله يوزع رزقة على العباد في الصباح الباكر.
كانت البداية في عمر السادسة وسط قرية المجابرة مركز جرجا محافظة سوهاج، حينما كانت تردد أمي لي جملة واحدة يوميًّا تمام الساعة السادسة صباحًا، صيفًا كان أو في الشتاء القارص، "اصحي يا ضي العين ربنا بيوزع الرزق على عبادة من النجمة".. جملة كانت تيقظني السادسة من صباح كل يوم وحتى الآن.
فهذه الجملة تذاع على مسامعي السادسة من صباح كل يوم، وتوقظني كجرس مدرسة الشهيد الابتدائية الملاصق لمنزلي بقريتي الصغيرة، وتيقنت تمامًا من حقيقة هذه المقولة في كثير من المواقف، فقد رُوي في ذلك حديث ضعيف، رواه البيهقي في شعب الإيمان، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: مَرَّ بِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ مُتَصبِّحَةٌ، فَحَرَّكَنِي بِرِجْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّةُ، قَوْمِي اشْهَدِي رِزْقَ رَبِّكِ، وَلَا تَكُونِي مِنَ الْغَافِلِينَ، فَإِنَّ اللهَ يَقْسِمُ أَرْزَاقَ النَّاسِ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ.
ولعدم استطاعتي فعل شيء آخر في السادسة من العمر قررتُ أن أَتَرَجَّل خلف أمي أثناء عملها في المنزل من 6 صباحًا إلى أن نفطر معًا.
قررت تعميم هذه التجربة "الصحيان بدري" في أسرتي الصغيرة، وأتمنى أن تُعَمَّمَ في مصر، وتصبح ثقافة سائدة "لية ننزل كلنا متأخر ونتزاحم في الطرق والمواصلات والمترو، ونوصل الشغل والمدرسة والجامعة متأخرين". 
وأدعو الله أن يتسم آدم نجلي بنفس الصفة.