• اليوم الأول من ديسمبر ٢٠١٧، بدأ العد التنازلى للمهلة الزمنية التى منحها الرئيس عبدالفتاح السيسى لكل من القوات المسلحة ووزارة الداخلية ومدتها ٩٠ يومًا لاستعادة الأمن والاستقرار فى سيناء خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف؛ حيث صدر التكليف علانية على الهواء وأمام الرأى العام المصرى والعربى والدولى فى رسالة مصرية واضحة وحاسمة بقرب زوال الإرهاب من فوق أرض سيناء..
• ولعلها المرة الأولى منذ ظهور الإرهاب على أرض سيناء أن يقرر رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، تحديد سقف زمنى للقوات المسلحة ووزير الداخلية بشأن استعادة الأمن والاستقرار على أرض سيناء وهو سقف زمنى لا يقبل التراجع عنه أو منح مهلة إضافية..
• وهذه المهلة الزمنية من رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة تعنى أن الكيل قد طفح من جانب الدولة المصرية إزاء هذا الإرهاب الأسود على أرض سيناء، بعد حادث مسجد الروضة وقتل المصلين وهم فى بيت الله واغتيال الأطفال والشيوخ دون أدنى رحمة وإنسانية من عناصر إرهابية شيطانية، بل ربما الشيطان قد يكون لديه قدر من الرحمة والإنسانية..
• وإعلان هذه المهلة على الهواء مباشرة وأمام شعب مصر يعنى أيضًا رسالة من الرئيس لهذا الشعب بأن يحاسبوه بعد انتهاء هذه المهلة، وعما إذا كان الأمن عاد لسيناء أم لا، خاصة أن الرئيس السيسى يثق ثقة كبيرة فى قدرة القوات المسلحة والشرطة المدنية على تنفيذ التكليف قبل انتهاء المهلة وليس بعدها..
• ومهلة التسعين يومًا للجيش والشرطة، ليست مهلة لهما فقط، ولكن مهلة أيضا لكثير من الجهات والأفراد، وبصفة خاصة أبناء وقبائل سيناء، الذين يجب عليهم أن يلعبوا دورًا أكبر فى مجابهة هذا الإرهاب الغاشم، وأن يتحملوا الإجراءات العسكرية والأمنية فى ظل القوة الغاشمة ضد هذا الإرهاب..
• ومهلة التسعين يومًا تفرض على كل أبناء سيناء وقبائلها قدرًا أكبر من الصبر والتحمل، وقدرًا أكبر من التعاون مع الجيش والشرطة، للكشف عن بعض الخلايا الإرهابية التى تتواجد وسط المدنيين فى مدن العريش والشيخ زويد ورفح وبئر العبد، وغيرها من مدن شمال سيناء ووسط سيناء..
• فالحرب على الإرهاب بصفة عامة، وعلى أرض سيناء بصفة خاصة، ليست حربا عسكرية أمنية فقط، بل هى حرب مجتمعية يجب أن يشارك فيها كل أفراد الشعب المصرى، وأن نجاح هذه المهلة طبقًا لتكليفات الرئيس السيسى، ترتبط ارتباطا وثيقا بتجييش كل أبناء سيناء خلال هذه المهلة الزمنية..
• وبالتأكيد فإن خلايا وتنظيمات وعناصر الإرهاب على أرض سيناء سوف يخططون ويسعون إلى توجيه رسائل مضادة، ومحاولة القيام بعمليات إرهابية ردًا على هذه المهلة، ومحاولة الإيحاء بأنهم لا يخشون هذه المهلة وأنهم قادرون على العمل وتنفيذ مخططاتهم الشيطانية، وأيضا محاولة زعزعة الثقة فى قواتنا المسلحة والشرطة..
• ولا بد أن نستفيد جميعًا من دروس الماضى، ونحن نبدأ العمل طبقا لتلك المهلة الجديدة، وبخاصة ما حققته عملية «حق الشهيد» بمراحلها كافة، والتى امتدت لأسابيع عدة، وأن يكون لنا زمام المبادرة فى مهاجمة هذه العناصر الإرهابية فى جحورها، وصب نيران الغضب عليهم بالقوة الغاشمة..
• وعلى جميع مؤسسات الدولة أن تدرك جيدًا ونحن نبدأ خطة استعادة الأمن والاستقرار على أرض سيناء، أن هناك قوى خارجية معادية لمصر سوف تسعى بالطرق كافة، لوقف هذه العملية تحت شعارات حقوق الإنسان وغيرها؛ فعلينا أن نتجاهل محاولات هذه القوى؛ لأن الإرهابى لا حقوق له، والقوة الغاشمة هى السبيل الوحيد لمواجهته، ومهلة التسعين يومًا نقطة فارقة فى الحرب على الإرهاب بسيناء، وموعدنا الأول من مارس ٢٠١٨ وإننا بإذن الله لمنتصرون.