الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أجراس الخطر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك أمور كثيرة في هذه البلاد كل منها خطر عظيم يتهدد هذا الوطن ويتهدد أمنه القومي والاجتماعي ونحن نسلط في هذه المقالات على بعضها من واقع المعايشة والإدراك الشعبي لهذه المشكلات مع ترك التفاصيل والإحصائيات لأهل التخصص في المجالات الشتى التي تندرج تحتها هذه المخاطر ومن المخاطر التي أشير إليها الآن مشكلة انتشار المخدرات على نطاق غير مسبوق وفي طبقات صغيرة السن والذي دفعني للكتابة في هذا الخطر حديث دار حوار بين اثنين لا يزيد عمر أحدهما عن 13 سنة، حدث ذلك في منطقة امبابة وكنت أركب توك توك في توصيلة خاصة وأثناء الطريق أشار صبي صغير لسائق التوك توك الذي أركبه وهو متقارب في السن مع من أشار إليه ففهمت أنهما صديقان لتقارب المرحلة العمرية، وقف التوك توك وجلس الصديق بجوار صديقه السائق بعد أن أستأذنني فأذنت له ودار بينهم هذا الحوار: السائق لصديقه: معاك سيجارة يا درش الصديق: يشعل سيجارتين أحدهما للسائق، السائق لصديقه: هو أنت بعت التوك توك بتاعك، الصديق : ده مش بتاعي ده بتاع الحاج ابراهيم، وأنا سبته له علشان عاوز مني 60 جنيه في الوردية، يعنى أنا بأخذ 20 جنيه بالعافية، السائق: أمال شغال إيه دلوقت، الصديق: شغال في المخدرات مع كيمو السائق: بتاخد كام في اليوم، الصديق: يوم 100 ويوم 150 علشان أنا اللي بشيل البضاعة وأقف بيها في الشارع أنت عارف كيمو معروف للمخبرين وبنشتغل من 8 بليل حتى الساعة 3 قبل الفجر، السائق: يعني الشغل ماشي معاكم، الصديق: ماشي زي الفل (صوابع حشيش وبرشام) هذا الحوار جعلني كلما أمشي في المناطق الشعبية أدقق النظر في شباب هذه المرحلة العمرية ففاجأني الأمر إنني اكتشفت أن أعدادًا لا يستهان بها تحمل أقراص البرشام ومعها مقصات صغيرة الحجم لقص شرائط البرشام وصوابع الحشيش ويقفون جهارا نهارا لا يخشون شيئا، بل إن كثيرا ما تنشب معارك شرسة بينهم وتعلو أصواتهم وربما يطلق الخرطوش وتخرج السنج والكل يعلم بأنها معركة مع بتوع المخدرات، إن استفحال هذا الأمر سوف يدمر أجيال صاعدة خاصة في زمن البطالة أعجزت كل الحكومات المفلسة التي تولت أمر البلاد ناهيك عن تضخم الجهاز الإداري للدولة الذي يصعب معه الحصول على وظائف جديدة وعلى ندرة العمالة المدربة فأصبح الشباب في مراحل عمرهم الأول عاطلين وعجزة، أي أخطر من البطالة هو العجز فلو أن هناك مهنيًا متدرباً تدريباً جيداً فربما يتعطل شهرًا أو اثنين ولكنه في نهاية الأمر سوف يجد من يحتاج إليه وإلى خبرته، أما العاطل غير المتدرب ولا يجيد مهنة فهذه كارثة حيث إنه سيظل عاطلًا إلى الأبد ولا أمل عنده في الحصول على فرصة عمل فيصاب بالإحباط الشديد الذي يدفعه تحت ضغط احتياجات الحياة الأساسية إلى ركوب كل المصاعب ابتداءً من الهجرة غير الشرعية حتى لو لقي حتفه إلى العمل في تجارة الممنوع (مخدرات ودعارة وسرقات وتزوير وبلطجة) كل مجالات الإجرام والضياع مفتوحة أمام العاطل العاجز ولو أن هناك حكومة وطنية تجيد العمل ولا تجيد الكلام تعمل على مصلحة الوطن والأمة ولا تعمل على مصالحها الذاتية الأنانية لأستغلت هذه الطاقة الأنسانية واستفادت منها أيما أستفادة فلا يوجد على الأرض أفضل من استثمار الطاقات البشرية – فسوف نصدر العمالة التي تحتاج إليها الدول ونصدر العقول الجبارة التي تساهم في صناعة الحضارة الإنسانية بعد أن نستفيد منها داخل الوطن ولا نتعلل بحجم كثرة السكان فلا يوجد في الحكومات المتعاقبة على مصر طوال 30 سنة حكومة عبقرية وطنية كلها حكومات منحطة التفكير والهدف ومنحطة النيات، ركدت خلف الرأس مالية المتوحشة ليكسب رجال الأهمال ملايين من بيع أراض وتسقيع أراض وبيع المصانع والشركات بأبخس الأثمان وإهمال في جميع مرافق الخدمات حتى كادت الدولة تنهار كدولة ولنا في الهند التي هي أكثر فقرًا على مستوى الشعب ماذا يحدث في الهند؟! طفرة صناعية مهولة تسير بخطى أقوى من أي تصور مريض لحكومات مصر المنحطة وآخرها إرسال مسبار إلى المريخ، العبرة التي نأخذها من أرسال هذا المسبار هو أن الهند أصبحت عملاقًا في عالم الاتصالات وتكنولوجيا الفضاء ولا تتعجب أن تعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية 50% من علمائها في الرياضة والفيزياء والهندسة الإلكترونية من أصل هندي مما دفع أمريكا إلى عمل شراكة مع حكومة الهند في هذه العلوم المهمة (الرياضة والفيزياء والهندسة الألكترونية) إن خطورة الهند تكمن في إنشاء وصناعة تكنولوجيا رخيصة في متناول الفقراء (الآلات الحاسبة – أجهزة الكمبيوتر – التليفونات – الاتصالات ... الخ) أضف إلى ذلك ملايين العمال المهرة في دول الخليج وكل دول العالم حتى الدول الإفريقية فينتشر فيها العمال الهنود ومثال آخر الصين التي تفوقت على نفسها وأصبحت ديناصورًا، وهو ما وصل بالعجز في الميزان التجاري بينها وبين أمريكا إلى 150 مليار دولار لصالح الصين وتعداد الهند يصل إلى مليار و200 مليون نسمة بينما يقترب تعداد الصين إلى المليار ونصف بينما سكان مصر لا يزيد على 90 مليون نسمة – إن فساد منظومة التعليم في مصر سوف تؤدي لانهيار أجيال وإنني أتعجب كيف وعلى مدار أكثر من عشرين عامًا وكل مخلص ومحب لهذا البلد يدعو إلى إصلاح منظومة التعليم الغبية كيف لا يستجاب لهذه النداءات هل هذا مقصود لتدمير الدولة المصرية فقد حدث ذلك مع الاتحاد السوفيتي انتصرت عليه أمريكا فيما يسمى "نصرٌ بلا حرب"، قامت بتجنيد الفاسدين في المراكز العليا بالدولة السوفيتية وكانوا يعملون على تدمير مؤسسات الدولة بفسادهم وفساد من يوظفونهم في المراكز الحساسة بالدولة حتى انهار اتحاد الجمهوريات السوفيتية هل هذه التجربة يفعلونها بمصر حتى تنهار مصر وتنهار منظومة الأمة العربية وتنهار دول الخليج تباعا.. إن المتطلع في ملفات الفساد والإهمال في الحكومة المصرية سوف يصاب بالدوار إذ كيف تعيش الدولة وتقوم لها قائمة مع كم هذا الفساد الذي تشعب في كل أجهزة الدولة والإهمال الذي أصبح سمة من سمات الحكومات المصرية هل هذه مؤامرة على مصر بالذات لأنها مستهدفه أمامي في جريدة المصري اليوم بتاريخ 12/12 العدد (3459) مقال للدكتور / ابراهيم البحراوي تحت عنوان نداء للسيسي" الطب المصري أمن قومي" وهو مقال خطير ملخصه نداء من دكتورة تدعى "مجد قطب. أستاذة طب الأطفال بجامعة القاهرة" تحذر فيه من مشروع قانون "المجلس القومي المصري للمؤهلات المهنية والطبية والذي يفصل المسار الأكاديمي عن المسار العلاجي ويحول المستشفيات الجامعية إلى مستشفيات استثمارية تحرم ملايين المصريين من العلاج المجاني الحالي". وقانون آخر يحمل اسم "قانون نظام التأمين الاجتماعي" والذي يسمح للمستثمرين الأجانب والقطاع الخاص بالمشاركة في إدارة المستشفيات الحكومية الجامعية مع ضمان ربحية لا تقل عن 80% من الأرباح وأرغام كل مصري على دفع 8% من دخله لتمويل هذه الشركات الخاصة تحت مسمى "الزامية التأمين الصحي"، وأخطر ما في هذا القانون أنه به بند للعقاب يدخل المصريين السجن إذا رفض المشاركة في هذا التأمين أو حاول أن يخفى جزءًا من دخله حتى يتهرب من نسبة 8% وهذا المشروع لا نسميه التأمين الصحي به هو التأمين النهبوي الإجرامي ويسترد المقال فيقول "إن تدهور الخدمات الصحية المجانية في المستشفيات الحكومية والجامعية يرجع إلى مخطط مقصود لإيصالها للخصخصة كما سبق أن حدث ذلك مع شركات الحديد والصلب والمراجل والغزل والنسيج وغيرها من المصانع والشركات تمهيدًا لخصخصتها وبيعها بأبخس الأثمان للأجانب، أنه مخطط "مقصود" هل وصلت الرسالة؟ هل هناك مؤامرات على مصر كما حدث مع الاتحاد السوفيتي وأمامي أيضًا في جريدة الوفد بتاريخ 17 نوفمبر سنة 2013 تحت عنوان فساد مريع في مجمع الألومنيوم بنجع حمادي وقد تقدم أحد العاملين بالشركة واسمه "ربيع محمد" ورقم الموبايل هو "01112466705" ببلاغ للنائب العام به تفاصيل كاملة عن منظومة الفساد في مجمع الألومنيوم وأثبت بالوثائق التي قدمها للنائب العام أن هناك إهدارًا لأكثر من ثلاثة مليارات من الجنيهات كل عام بسبب هذه المنظومة فل يجبه أحد وكان جزاؤه بعد النشر في الجرائد الرفت من العمل وأصبح يتسول قوت يومه – كما أن العاملين بوزارة الكهرباء يتهمون الوزير الحالي بأنه إخواني ويعمل على تدمير الوزارة وغيره من ملفات الفساد في وزارة المالية وإدارات الدولة ولو أن الجهاز المركزي للمحاسبات يخرج علنيا لكي يحدثنا عن كم المليارات التي يتم أهدارها من الفساد الإداري للدولة ومن الإهمال ومشاكل المرور والزبالة حتى نعلم أن ما نهدره في الفساد والإهمال نستطيع أن نسدد ديون مصر وأن نستغني عن تسول المعومة الأمريكية التي نأخذها من أمريكا عن يدٍ ونحن صاغرون وإلى إشارات أخرى عن الفساد والإهمال حتى يهيئ لنا الله سبحانه وتعالى حكومة وطنية مخلصة وملخص ما قلناه في الحلقة الأولى والثانية عن «أجراس الخطر» فقد أقر السيد وزير العدل المستشار / عادل عبدالحميد خلال مؤتمر مكافحة الفساد الذي نظمته وزارة العدل بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الفساد "أن الفساد السبب الرئيسي في تثبيط الاستثمار وبطء عجلة الأنتاج وتدهور الأحوال الاقتصادية وبطء عملية التنمية الاقتصادية في البلاد"، هذا اعتراف من مسئول كبير للبلاد فإن لم يتدارك الأمر فنحن جميعًا في خطر ونسير في اتجاه الهاوية.