قال الدكتور نصر الحريري
رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، إن الشعب السوري لا يستطيع الانتظار
طويلا للحل السياسي وإن المعارضة جاءت للمفاوضات وهي تحمل تطلعاته نحو سوريا
ديمقراطية وحرة وعادلة.
وأضاف أن هذا كان وراء
الجهود التي بذلت من أجل تشكيل هيئة مفاوضات تشكل أوسع نطاق وتعكس رؤية جماعية
لمستقبل سوريا، وأكد أن الوفد سوف يتفاعل بشكل كامل وبناء في المحادثات السياسية التي
يقودها دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص بالأزمة السورية بموجب بيان جنيف وقرارات
مجلس الأمن والقرار 2254 والتي وضعت خارطة طريق واضحة تبدأ بانتقال سياسي ودستور
وانتخابات.
وشدد الحريري، في مؤتمر
صحفي عقده مساء اليوم، في جنيف عقب وصول الوفد، على أن الانتقال السياسي ورحيل بشار الأسد في المرحلة الأولى هو أساسي وبعدها
يمكن للسوريين صياغة دستورهم واختيار القيادة التي تضمن مستقبلهم.
وقال إن توقعات المعارضة
ضئيلة بشأن أن يكون النظام جادا لأنه مازال يمارس تكتيكاته لإعاقة المفاوضات والحل السياسي، وأضاف أنه في وقت يسعى دي ميستورا
لمفاوضات حقيقية بجدول زمني حدده قرار مجلس الأمن فإن وفد النظام يعلن عدم الحضور إلى جنيف لإعاقة
أي تقدم نحو حل سياسي، وشدد على أن موقف النظام يضع الأمم المتحدة ومجلس الأمن،
أما مسؤوليتهم القانونية والسياسية والأخلاقية لإجبار النظام على دخول المفاوضات.
وأضاف أنه النظام وعلى
الأرض يبرهن باستمرار على أنه ليس شريكا جادا، حيث لا يزال المدنيون السوريون هدفا
للقصف في جميع أنحاء سوريا، ومنذ سبتمبر قتل المئات في مختلف المناطق بما في ذلك
مناطق خفض التصعيد والغوطة الشرقية المحاصرة.
وفي رده على أسئلة
الصحفيين، أكد الحريري أن وفد المعارضة في جنيف من أجل مئات الآلاف من المحاصرين
الذين هم بحاجة عاجلة إلى المساعدات، ومن أجل عشرات الآلاف من المعتقلين الذين
يواجهون الموت كل يوم في سجون النظام وكذلك المختفين قسريا.
وقال إن المعارضة في هذا
السياق تتطلع إلى دعم الأصدقاء
الدوليين لتمكين العملية السياسية من النجاح، ولفت إلى أن دي ميستورا دعا الوفدين
في إحاطته اليوم أمام مجلس الأمن إلى أن يكونا جاهزين، وأشار إلى أن وفد المعارضة
جاهز لمناقشة السلة الأولى، وهى الانتقال السياسي والحكم.
وأضاف أن دى ميستورا قال إنه يتطلع لمفاوضات جادة ومباشرة، وشدد
الحريري على أن هذا هو هدف المعارضة وأن قرار مجلس الأمن 2254 هو المحدد للمفاوضات،
وبالنسبة للمعارضة هو جدول أعمالها.
ونوه بأن وفد المعارضة
سيعقد لقاءه الرسمي الأول مع دي
ميستورا، اليوم الثلاثاء، وقال "إذا أراد أحد أن يتحدث عن قرار مجلس الأمن 2254 وعن الانتقال السياس فهو
يعني أن بشار الأسد لن يكون في السلطة منذ بداية المرحلة الانتقالية".
وأضاف: "إن البعض في
وفد المعارضة قد يرى أن هذا هو شرط مسبق، ولكن هذا هو الهدف في النهاية، وإن أخطر
ما يخشاه النظام هو المفاوضات السياسية، وإنه طالما وضع الذرائع مثل المعارضة
مشتتة وغيرها، وإن النظام السوري، اليوم، يثبت أنه غير جاد وهو ما يضع مسؤولية ليس
على النظام فقط ولكن أيضا على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".
وتابع الحريري، أن مهمة
الأمم المتحدة هي تنفيذ المرجعيات الدولية وأن قرارات مجلس الأمن تتحدث عن الانتقال السياسي، وأنه ليس من حق أحد أن
ينحرف عن هذا المسار، ولفت إلى أن المعارضة في بيان الرياض أكدت على أن الشعب السوري لا يمكن له
أن يعبر عن إرادته بحرية دون انتقال سياسي، ونوه إلى أن المعارضة في أول لقاء رسمي
مع دي ميستورا، اليوم، ستستمر مع الأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف.
وقال الحريري إن موقف النظام السوري المعلن الآن
من عدم الحضور إلى جنيف يعكس موقف الدول التي تدعمه، ولو
أن لدى الروس فعلا النية لحل سياسي فعليهم أن يضغطوا على النظام أو أن يقوم
المجتمع الدولي بذلك.
وردًا على سؤال بشأن
الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، قال الحريري إن الموقف الأمريكي السابق كان
يدعى أنه يدعم هذه الميليشيات، بحسب تعبير الحريري، من أجل محاربة داعش، ولكن إن استمر هذا الدعم
فإنه سيعنى أن هناك أجندات خاصة داخل سوريا.
وشدد الحريري على أنه على الولايات المتحدة أن تحدد هل هى مع أمن سوريا وحمايتها أم لا، خاصة وأن الجميع يعرف حساسية موضوع قوات سوريا الديمقراطية في سوريا والمنطقة.
