اغمضت عينى وقرأ أحمد الفاتحة ثم صمت قليلا ونحن من خلفه ننتظر أن يفتتح بـ«البقرة أو آل عمران»، وإذ به بعد البسلمة ينطق «إنا أعطيناك الكوثر».. لم نتمالك أنفسنا.. حاولنا كتم الضحك لكن انفجرنا جميعا حتى هو.. أكثر من عشر دقائق ونحن فى ضحك متواصل حتى المشايخ، قطع أحدهم ضحكنا.. وهو يقول يا أحمد أنا قلت لك طوال السور.. نظرنا إلى أحمد لنرى رده وعيوننا قد دمعت من الضحك.. وإذ به يقول: «يا عم الشيخ.. الفتة ركبت على قلبي.. حبيت ألين حنجرتى بسور قصيرة الأول»، ضحكنا مرة أخرى حتى نزل الدم من أنف أحدنا، شرع أحد المشايخ ليصلى بنا، وكنا استأذناه لنجدد وضوءنا، كنا أربعة فى دورة المياه، أنا وأحمد وحسين ومحمد، اتفقنا على أن نخرج لنشاهد الراقصة ونخبر الشيخ أن حسين تعب فجأة واصطحبناه للبيت، وضعنا الطواقى فى جيوب الجلبيات، وذهبنا إلى الفرح.
كانت أول مرة لنا نشاهد فيها راقصة «لايف».. لحم غير اللحم الذى عهدناه.. تقدمنا أكثر فأكثر حتى وقفنا أمام المسرح، كنا نتوارى خجلا، لكننا حينما وجدنا رجلا من القرية عالقا فوق عمود كهربائى بجوار المسرح.. زال خجلنا، كان حدثا غريبا على القرية فقد كانت المرة الأولى، زحام شديد حول هذا الكائن الغريب.. عيون مفتوحة من الرجال والنساء مع كل حركة.. يسب الرجال نساءهم ويتباكون على حالهم.. ويرددون: «جتنا نيلة فى حظنا الهباب»، على الجانب الآخر تتأفف النساء وترددن: «فيها إيه زيادة المتلومة دى غير حبة الدوكو وشوية المياعة».. كان صاحبنا اللى على العمود بين حين وآخر يمد يده بعصا يغرزها فى جسم الراقصة فتغضب ونضحك جميعا.. استمر الحال حتى جلست الراقصة على رجل العريس فغضبت العروس وتشاجرا وصمم أخوها أن تنزل الراقصة.. ومنذ تلك اللحظة صار معروفا فى أقطار مصر مقولة «الرقاصة لازم تنزل».
للحديث بقية