الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الأمم المتحدة: معدلات الخصوبة في أفريقيا تنخفض بوتيرة أبطأ من المتوقع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يشهد عدد سكان القارة الأفريقية قفزات ارتفاع بسرعة كبيرة، فبعد أن كان سكان القارة قد بلغ 140 مليونا عام 1900 وصل إلى مليار نسمة في 2010 ومن المنتظر أن يصل إلى 2,5 مليار في 2050 ثم يزيد إلى 4 مليارات في 2100، وذلك وفقا لأحدث تقارير إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن سدس سكان الكرة الأرضية متمركزون فعليا في الوقت الحالي في قلب القارة الأفريقية، موضحا أن هذه النسبة من المقرر أن ترتفع لتصل إلى الربع بحلول عام 2050 ثم الثلث في 2100.
وألمح إلى أن هذه الزيادة التي يشهدها عدد السكان في أفريقيا سببها ارتفاع معدلات المواليد مقارنة بالوفيات فبعد أن كانت القارة الأفريقية تسجل أكبر عدد من الوفيات في العالم ساهمت البرامج التوعوية في انخفاضها بشكل كبير شأنها في ذلك شأن باقي بقاع الأرض.
كما انخفضت معدلات الخصوبة بدورها.. فقد بلغ متوسط المواليد 4,5 طفل لكل سيدة العام الحالي مقابل 6,5 طفل منذ أربعين عاما و5,5 منذ عشرين عاما.. وفي المقابل بلغت هذه المعدلات 2,1 طفل لكل سيدة في أسيا و2,0 طفل في أمريكا اللاتينية و1,9 في أمريكا الشمالية و1,6 في أوروبا.
ويفسر انخفاض معدلات الوفيات المتزامن مع ارتفاع عدد المواليد سرعة وتيرة الزيادة السكانية في القارة الأفريقية.. حتى وإن افترضنا استمرار انخفاض معدلات الخصوبة كما جاء في تقرير الأمم المتحدة فإنه من غير المتوقع أن تنخفض معدلات النمو السكاني بشكل ملموس على المدى القصير.
فاذا ما افترضنا أن معدل الخصوبة في القارة الأفريقية.. انخفض ليصل إلى 1,6 طفل لكل سيدة فإن عدد السكان سيستمر في التزايد لعقود مقبلة ليصل إلى 1,6 مليار بحلول عام 2050.
وكانت التقديرات التي نشرتها منظمة الأمم المتحدة عام 1981 قد أفادت بأن عدد سكان الكرة الأرضية سيبلغ 10,5 مليار نسمة بحلول عام 2100 غير أنها عادت لتعلن في يونيو الماضي أنه سيبلغ 11.2 مليار بزيادة قدرت ب 0,7 مليار.. صحيح أن إجمالي عدد السكان في العالم شهد ارتفاعا ملموسا إلا أن التغيير الحقيقي يكمن في التوزيع على القارات.
وكانت الدراسات قد أفادت بأن معدلات الخصوبة بدأت في الانخفاض بسرعة كبيرة في العديد من دول أسيا وأمريكا اللاتينية الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى إعادة النظر في التقديرات الديموجرافية التي كانت قد نشرتها عام 1981.
وأشار التقرير إلى أن معدلات الخصوبة تنخفض بوتيرة أكثر بطأ في أفريقيا عنها في أسيا وأمريكا اللاتينية منذ بضعة عقود وهذا ليس نابعا من رفض الأفارقة لمبدأ تحديد النسل.. فإن أغلب العائلات الريفية في أفريقيا ليست معتادة على الاكتفاء بطفلين فقط غير أنها في الوقت ذاته تتمنى إنجاب عدد أقل من الأطفال على فترات متباعدة لذا فهي على أتم استعداد لاستخدام وسائل تحديد النسل المختلفة.
وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن البرامج القومية لتحديد النسل موجودة فعليا غير أنها ليست فعالة على النحو المرجو فهي تفتقر إلى الوسائل اللازمة لتطبيقها على أكمل وجه كما تعاني من قلة حماس المسئولين عنها والموظفين المكلفين بتنفيذها على أرض الواقع.
وأوضح أن المسئولين في كل من رواندا وإثيوبيا وملاوي أخذوا على عاتقهم نشر الوعي بين السكان بمسألة تحديد النسل حتى أنهم جعلوا من خفض معدلات الخصوبة أحد أولوياتهم.
فعلى سبيل المثال لا الحصر شهدت رواندا أكبر انخفاض في معدلات الخصوبة على مستوى القارة الأفريقية بلغت نسبته 20 % خلال 10 أعوام.. ومع ذلك فمازالت معظم دول أفريقيا تعاني من قلة اهتمام المسئولين وصفوة المجتمع فيها بمسألة تحديد النسل على عكس ما يحدث تماما في كل من أسيا وأمريكا اللاتينية، لذا أكد التقرير أن القارة الأفريقية ستشهد حتما زيادة في عدد سكانها بمعدل الضعف من الآن وحتى عام 2050.