الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

القزع كان السبب في ضربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استكمالا للحكاية التى بدأت بالأمس، ومن حكايات كثيرة كهذه ما زال عالقا فى ذهنى وبشدة، تلك «العلقة» التى أخذتها بخرطوم «الأرجيلة» من أبي، والتى كانت الحد الفاصل فى حياتي، الواقعة بدأت حينما استأذنت الشيخ أننى سأغيب عنهم يومين حتى أزور أخوالى فى القاهرة، كعادتى فى إجازة نصف العام، ودعت أقرانى ولم يفت الشيخ أن يمنحنى بعض التوصيات عن القاهرة وشرورها، وصلت إلى القاهرة وكان لى خال فى نفس عمرى تقريبًا، كان دائما يطلعنى كل إجازة على المستجدات فى السوق والسينما والملابس، بعد إلحاح جعلنى أخلع الجلباب الأبيض والسروال، وأرتدى بنطال جينز وتى شيرت، ثم أخبرنى أن هناك «مشط» جديدًا، يستطيع به تهذيب شعرى دون الحاجة إلى الذهاب إلى «حلاق»، هذا «المشط» اللعين يوضع به «موس»، ثم يتم تمريره على الشعر، وبأول جرة من «خالي» على رأسي، أحدث كارثة، حيث أزال الشعر من جانب رأسي، بعد مشادة ومشاجرة، قررنا أن نذهب لـ«الحلاق»، وبعد جولة على كل الصالونات؛ لأن المال معنا لم يكن كافيا، قررنا أن نقص فقط الجنبين «كابوريا».
على مضض وافقت، وقطعت زيارتى وعدت إلى القرية، فقابلت والدى، فنظر إلى وقال: «أنت حلقت كابوريا.. جدع.. هم دول يومينك ياض.. اعمل اللى نفسك فيه.. والحلقة حلوة عليك»، تركت والدى وخلعت البنطال الجينز والـ «تى شيرت»، وارتديت الجلباب الأبيض والسروال، ولك أن تتخيل هذا المنظر مع «قصة الكابوريا»، ذهبت إلى المسجد وكنت محل استنكار ولوم، وأخبرنى «الشيخ» أن هذا قزع «تقصير جزء من الشعر وترك الباقي» نهى عنه الإسلام، لم أفهم الكلمة لكنى بت أرددها، هذا قزع.. هذا قزع.. هذا قزع، على الفور ذهبت لـ«الحلاق»، وقلت له: «شيل القزع»، نظر إلىّ بتعجب، وقالى بتقول إيه يا بني؟ كررت الكلمة، وحينما لم يفهم قلت له: «زيرو»، باتت رأسى مثل «البطاطسة» وضعت عليها «الطاقية البيضاء»، وعدت إلى المنزل، كان أبى يجلس مع أصدقائه، يشاهد مباراة «الأهلى والزمالك»، و«يدخن الأرجيلة»، حينما دخلت عليه، صمت الجماهير فى المدرجات عن الهتاف، وشعرت أنهم والمعلق ينظرون إليّ، سألنى أبى بانفعال: «إيه ده.. إيه اللى أنت عملته فى نفسك؟»، قلت له بملء الفم: «أزلت القزع.. القزع حرام»، انتفض أبى وخلع خرطوم «الأرجيلة» وجرى ورائى وهو يردد «قزع يا ابن.... تيـ.....................ت»، كان وقع «الخرطوم» على ظهري، أشد ألمًا من وقعه على ظهر «يوسف» فى مسلسل «المال والبنون» وأنا أصرخ، مولانا قال لأ.. مولانا قال قزع.. مولانا قال قزع.