عانى الملايين من البشر من آلام جسدية ناتجة عن أنواع لا حصر لها من الأمراض، بعضهم تعايش معها عن طريق تناول الأدوية والعقاقير المسكنة، في حين لم يحتمل آخرون هذه الآلام ووضعوا حدًا لحياتهم، ولكن يبقى أصعب أنواع الألم هو "الألم النفسي" فكل ألم في الجسد يصاحبه ألم في النفس وقد يحدث ألم في النفس دون ألم في الجسد، فالألم لا يمكن أن يكون حياديًا لا يمكن أن تصاحبه مشاعر محايدة فلا يوجد ألم بلا معنى أو بلا مغزى.
ولذلك فلكل ألم
رداء يرتديه، رداء تخلعه عليه عواطفنا، فهي التي ترسم آلامنا وأحيانًا تصنعها، وهي
التي تمحو كل آثار تلك الآلام لأن معظم آلامنا تتلخص في مشكلات حياتنا وتعبنا
الذهني في توفير متطلبات الحياة، فبيدنا نستطيع أن نزيل هموم حياتنا ونضع حدًا
لآلامنا.
فالراحة النفسية
لها عامل كبير في راحة الإنسان وعدم شعوره بالألم، فإذا كنت مرتاحًا نفسيًا حلت كل
مشكلات حياتك، فلا تحاول البحث عن حلم خذلك وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية
حلم جديد، ولا تقف كثيرًا على الأطلال خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح
عرفت طريقها، وابحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد.
ربما كان الضحك
دواء والمرح شفاء وقلة اللامبالاة أحيانا منجاة، لمن أورثته الهموم والأعباء وإني
حين أضيع نفسي، أجدها في مناجاة الله وحين أفقد غايتي ألجأ إلى كتاب الله.