داهم المحققون الفرنسيون الثلاثاء في باريس مقر مجموعة لافارج للاشتباه في تمويلها بطريقة غير مباشرة جماعات متطرفة في سوريا بينها داعش، وفق مصدر قريب من التحقيق والمجموعة الفرنسية السويسرية للإسمنت.
وقال ناطق باسم لافارج إن "المحققين الفرنسيين يقومون بتفتيش مكاتبنا"، مؤكدًا بذلك معلومات بثتها إذاعة "فرانس انتر".
ويريد التحقيق تحديد العلاقات المفترضة التي ربطت بين المجموعة العملاقة وتنظيم داعش لمواصلة تشغيل مصنعها في جلابية بشمال سوريا في 2013 و2014.
وكانت "لافارج" أقرت أن نتائج تحقيقات داخلية أجرتها الشركة كشفت أن مصنعها في سوريا قدم تمويلاً لجماعات مسلحة محلية.
وذكرت الشركة أن القائمين على مصنعها في منطقة الجلابية عقدوا ترتيبات مقابل الحفاظ على نشاط المصنع وحماية العاملين به، وأضافت أن فصائل مسلحة مختلفة سيطرت أو سعت إلى السيطرة على المنطقة.
وأغلق المصنع الواقع في شمالي سوريا في عام 2014، قبل عام من اندماج شركة "لافارج" الفرنسية مع شركة "هولسيم" السويسرية.
وكشفت التحقيقات أن الشركة المحلية قدمت تمويلاً لجهة وسيطة لإجراء ترتيبات مع عدد من أفراد هذه الجماعات المسلحة، من بينها من تخضع لعقوبات، وذلك للحفاظ على استمرار عمل المصنع وتأمينه وضمان مرور العاملين والإمدادات من المصنع وإليه بأمان.
وكانت سوريا في ذلك الوقت خاضعة لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، التي فقدت السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي أمام الجماعات المسلحة المختلفة.
وتعتقد الحكومة الفرنسية أن المسئولين المحليين عن مصنع لافارج اشتروا النفط في سوريا لتزويد المصنع بالطاقة في خطوة تمثل انتهاكا للعقوبات.
وفي ذات الوقت أوضحت بيانات شركة "لافارج" تحسناً أفضل من المتوقع لنتائج الربع الرابع من العام، وزيادة في الأرباح بواقع 15.5 في المائة على أساس سنوية لتسجل 1.6 مليار دولار.