• قبل أن نبدأ علينا أن ندرك ذلك الفرق بين استخدامنا نحن للفظ والاستخدام الإلهى للفظ.
• بين معنى اللفظ فى المتداول البشرى أو فى لسان العرب ومعنى اللفظ ومقصوده فى الاستخدام الإلهي.
• بين المعنى الذى يقصده الناس والمعنى الذى أراده التنزيل!!
• فلفظ (قطع ) فى الاستخدام البشري= فصل = بتر، هذا فى لغة الناس المتداولة لكن هل معناه فى لغة القرآن تعنى ذلك المعنى أيضا؟!
• لنذهب إلى التنزيل الحكيم ونرى حيث استخدم الله تعالى «قطع» فى الكتاب ٣٣ مرة فى ٣٣ آية لم يظهر من السياق والنظم أنها تعنى البتر والفصل من قريب أو بعيد نهائيًا قال تعالي:
• (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك هم الخاسرون) الآية ٢٧ البقرة.
• (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب) الآية ١٦ البقرة.
• (ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين) الآية ١٢٧
آل عمران.
• (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) الآية ٤٥ الأنعام.
• (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون) الآية ٩٤ الأنعام.
• (فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين) الآية ٧٢ الأعراف.
• (وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى.....) الآية ١٦٠ الأعراف.
• (وقطعناهم فى الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون) الآية ١٦٨ الأعراف.
• (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين) الآية ٧ الأنفال.
• (لا يزال بنيانهم الذى بنوا ريبة فى قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم) الآية ١١٠ التوبة.
• (ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون) الآية ١٢١ التوبة.
• (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) الآية ٢٥
ثانيا: قالى تعالى:
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٣٨) فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٣٩) سورة المائدة.
• أولا: كيف يكون القطع بترا لليدين والآية تتحدث عن حق السارق أو السارقة فى التوبة والرجوع وقبول تلك التوبة من الله تعالى حيث يقول تعالى (فمن تاب) !!
• ثانيا: الآية لا تتحدث عن من سرقة بل عن من امتهن السرقة واحترفها وأدمنها بألف ولام التعريف (السارق) و(السارقة) وقطع «يديه الاثنتين» أى كفهما تمامًا عن المجتمع أى سجنه وحبسه وإلا كان الذكر الحكيم قال (بالبتر) وحدد الآلة الذى سيتم بها ذلك البتر وليس (القطع) والقطع فى القرآن الكريم وفى المقصود والاستخدام والتوظيف الإلهى غير ما نفهم نحن أنه بتر حيث معنى القطع فى المقصود الإلهى
(المنع والكف وليس مقصودا فى الآية القطع الفيزيائي).
• وفى لغه القرآن نجد (ويقطعون به مأمر الله أن يوصل ) و(ويقطع دابر الكافرين ) و(قالت ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون) و(تقطعت بهم الأسباب)
(وقطعنا دابر الذين كذبوا) و(وقطعناهم فى الأرض أممًا) و(وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون) وقطعنا دابر القوم الذين ظلموا وقطعن أرحامهم أى امتنعوا عن ود أقاربهم.
• وفى لسان العرب قطع الطريق أى (منع الناس من عبوره).
• ومعنى القطع فى المقصود الإلهى (المنع والكف) أن نمنع السارق عن سرقة المجتمع أى نسجنه مثلا فإن تاب كما تؤكد الآية التى تليها (فإن الله تواب رحيم).
• بقيت ملاحظة يقول تعالى اقطعوا (أيديهما) ولم يقل (يدهما) وهذا معناه الأيادى كلها وهذا معناه كف جميع الأيادى للسارق والسارقة أى المنع التام.
• بقيت مسألة الحكمة من كف جميع أيادى السارق والسارقة والتى جاءت فى نهاية الآية قال تعالى (نكالًا) وفى لسان العرب معناها (منعًا) أى السجن وليس البتر والله أعلم.