بعيدًا عن تفاصيل منتدى الشباب العالمى الذى انعقد فى مدينة شرم الشيخ، والذى تناولته الأقلام شرحًا وتفنيدًا وتفصيلًا لكل بند من بنود جدول أعماله، أتوقف فى هذا المقال عند التصريح الخطير الذى أدلى به رئيس الجمهورية حول معركة الواحات التى نفذتها قوات مشتركة من الجيش والشرطة لضرب أخطر بؤرة إرهابية، والعودة بالضابط المصرى محمد الحايس إلى القاهرة وهو على قيد الحياة، بعد أن كان بين أيدى الإرهابيين أسيرًا.
يقول رئيس الجمهورية عن هذه المعركة: «إنه تم القضاء على البؤرة الإرهابية التى ارتكبت حادث الواحات، عدا إرهابى واحد تم نقله حيًا، وهو أجنبى الجنسية، وسيتم الإعلان عن جنسيته قريبًا بعد انتهاء فعاليات منتدى شباب العالم، «وهنا مربط الفرس»، أن تنجح قواتنا فى العودة إلى القاهرة وهى تسيطر على إرهابى خطير، تأتى به وهو على قيد الحياة فهذا كنز معلوماتى لا يستهان به، والعودة بإرهابى للتحقيق معه وتسجيل اعترافاته صوتًا وصورة أعتبره سيد الأدلة على ما كتبته وكتبه غيرى وذكرته التصريحات الرسمية عشرات المرات، وهو أن الحرب ضد الإرهاب التى تشهدها مصر ليست حربًا داخلية، وأن المجرمين الذين اختاروا الوقوف فى مواجهة مصر وشعبها هم خليط من جنسيات مختلفة تديرهم وتمولهم تنظيمات عالمية ودول منحطة اختارت طريق الدمار بديلًا عن طريق البناء والتقدم.
أن يستمع الرأى العام المحلى والعالمى إلى اعترافات مجرم قام هو وزملاؤه بارتكاب مذبحة فى مصر، وأن يقر ذلك المجرم بأسماء قادته ومواقع مراكز تدريبه وأنواع الأسلحة التى بحوزتهم وكيف وصلت لهم، وكيف انتقل هو وزملاؤه من بلادهم الأصلية إلى معسكرات العنف فى الدول المختلفة، كل تلك الأسئلة يحتاج المتابع إلى الاستماع لإجابات تفصيلية عليها.
فالمعركة لا تخص الجيش والشرطة فقط، ولأنها معركة مصير وطن فهى تخص الشعب المصرى كله، فكلما كان الشارع المصرى على علم بما يحاك ضده اشتد ساعده وزادت صلابته فى المقاومة وتراجعت نغمة الإحباط التى يحاول قطاع من بين صفوفنا عزفها كلما أراد ضرب صمود هذا البلد ومساندة الإرهاب المتأسلم بكل خُبث مفضوح.
أعرف أن هناك من المعلومات ما يجب حجبه حفاظًا على سلامة سير المعركة، وأعرف أيضًا أن المسموح من المعلومات كثير، هذا ما يحتاجه الناس فى هذا التوقيت ليعرف الجميع أن سكين الإرهاب التى امتدت فى مواجهة قواتنا بالجيش والشرطة ليست بعيدة عن رقابنا نحن، ولذلك تأتى أهمية المشاركة بالصمود، وهو الأمر الذى لن يتحقق إلا بالمشاركة فى المعلومة الموثقة المسموح بها.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسى معلومة مفاجئة، وهى أن الإرهابيين المتورطين فى حادث الواحات كانوا يستهدفون دير وادى الريان، وأنا أصدق تلك المعلومة، فالإرهاب يسعى بكل جهد لكسر ما أسميه بالسبيكة المصرية التى تتشكل من مسلم ومسيحى فى بنيان واحد، الإرهاب يسعى لنشر حالة الحزن بين مائة مليون مصري، لذلك يأتى خبر سقوط إرهابى «حي» أجنبى الجنسية كخبر جميل يعمل على تقوية الثقة فى قدرة قواتنا، ويعمل على فضح الخونة، سواء كانوا أفرادًا أو دولاً ممولة للإرهاب.
المهم الآن هو الرئيس عبدالفتاح السيسى قد ذكر ضمن تلك التصريحات أنه سيتم الإعلان عن جنسية ذلك الإرهابى قريبًا، بل وحدد أن ذلك الإعلان سيكون بعد انتهاء فعاليات منتدى شباب العالم، وها هو منتدى الشباب قد لملم أوراقه ورحل، وينتظر المراقبون وعد الرئيس، قبل أن نندفع فى الإعلان أشير إلى نقطة طالما فكرت فى الكتابة عنها، وهى أن بعض الأجهزة الإعلامية المعاونة لمؤسسات الدولة تتصرف كما الدبة التى تقتل صاحبها من فرط حبها له، وهنا من الضرورى الابتعاد كل البعد عن أهل الثقة الذين يواصلون إفسادهم لحياتنا، وأن تقترب المؤسسات من أهل الخبرة فهم وحدهم القادرون على استخراج جواهر المعلومات المطلوبة من ذلك الإرهابى، وعرضها بالشكل اللائق والمقنع.