• قد لا يعرف الكثيرون من الشباب وأبناء الجيل الحالي الأديب المصري الكبير الراحل ثروت أباظة الذي ينتمي إلى عائلة من أعرق العائلات المصرية وصاحبة التاريخ السياسي، سواء في العصر الملكي أو العصر الجمهوري، كما أن الأديب ثروت أباظة كان أول وكيل لمجلس الشورى عند إنشائه في عام ١٩٨٠، وأنه صاحب العديد من الروايات الأدبية الرائعة التي تحولت إلى أفلام سينمائية ذات شهرة مصرية وعالمية، ومن أبرزها فيلم «شيء من الخوف» الذي جسد دور البطولة فيه الفنان الراحل محمود مرسي، والفنانة شادية شفاها الله وعافاها.
• ولو كان الأديب الكبير الراحل ثروت أباظة حيًا بيننا اليوم لكتب رواية جديدة قد تتفوق على رواية «شيء من الخوف» بعنوان «أبوالغيط ونجل الأديب»، والرواية الجديدة ليست من وحي الخيال وليست من قبيل القصص والحكايات الخيالية، ولكنها رواية حقيقية واقعية، وأبطالها على قيد الحياة، ويتولون مواقع مهمة في أكبر مؤسسة عربية هي جامعة الدول العربية.
• وأبطال الرواية الجديدة هم أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، والسفير حسام زكي الأمين العام المساعد، ورئيس مكتب الأمين العام، والسفير عدنان الخضير الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الإدارية والمالية، وأيضًا الوزير المفوض دسوقي ثروت أباظة مدير إدارة الشئون العسكرية ومجلس السلم والأمن العربي.
• ووقائع الرواية الجديدة وبطلها هو نجل الأديب الذي كان يعمل بأمانة جامعة الدول العربية لعدة سنوات طويلة، وتحديدًا منذ عام ١٩٩٢ بعد أن كان وكيلًا للنائب العام وقاضيا ورئيس محكمة جزئية، ثم تدرج في الوظائف بأمانة جامعة الدول العربية من درجة سكرتير ثالث حتى درجة وزير مفوض ومدير إدارة لمدة ١٥ عامًا، وتمتع بالسمعة الحسنة وبالأداء الطيب بشهادة الأمناء السابقين للجامعة العربية.
• كما تشمل وقائع الرواية الجديدة أنه فور تولى أحمد أبوالغيط أمانة جامعة الدول العربية بدأ في اتخاذ بعض القرارات غير المسبوقة في إدارة أمانة الجامعة، ومنها إلزام كبار قيادات الأمانة العامة وجميع المديرين بالتوقيع في جهاز البصمة أسوة بصغار الموظفين، مما يعد إذلالًا لهؤلاء القيادات الدبلوماسية.
• واضطر نجل الأديب حفاظًا على كرامته إلى الانسحاب بهدوء، وقدم طلبًا للأمين العام لإنهاء خدمته دون تعقيب على قرار البصمة، أو التدخل في شئون الأمين العام لإدارة الجامعة، إلا أن قرار الانسحاب وطلب إنهاء الخدمة كان بمثابة الصدمة للأمين العام، مما دعاه إلى حبس هذا الطلب في أدراج مكتبه دون اعتماده والتوقيع عليه، في سابقة لم تشهدها أمانة الجامعة العربية.
• واكتشف نجل الأديب الوزير المفوض وصاحب الخبرة الدبلوماسية والعربية الكبيرة أن السفير حسام زكي يقف وراء تعطيل صدور قرار إنهاء خدمته وصرف مستحقاته المالية، عقابا له على ما قام به من طلب إنهاء خدمته، رغم وساطة أمين أباظة وزير الزراعة السابق وزميل أحمد أبوالغيط في مجلس الوزراء في عهد مبارك.
• والغريب كما يروي بطل الرواية نجل الأديب أن الأمين العام بدلا من اتخاذ قرار بصرف المستحقات بعث إليه بإيميل طالبا منه متابعة الموضوع مع السفير حسام ذكى، وأحاله إلى الشخص المشكو في حقه والمتسبب في تعطيل قرار إنهاء خدمته دون أن ينتصر لصاحب الحق وينتفض للطلب المشروع لنجل الأديب ووساطة زميله السابق وزير الزراعة، وأيضًا السياسي الوفدي الكبير محمود أباظة رئيس حزب الوفد السابق.
• وبعد مرور أكثر من ٥٧ يوما تم إصدار قرار إنهاء الخدمة وفقًا للمادة "٢٩ب" من النظام الأساسي لموظفي الجامعة، وتم صرف المستحقات دون صرف المرتب المستحق له عن فترة تعطيل صدور القرار، دون إنهاء فصول الرواية بعد أن قرر اللجوء للقضاء لإنصافة والحصول على كل حقوقه.
• وإذا كانت رواية «شيء من الخوف» قد شهدت في نهايتها حرق عتريس وترديد عبارة «جواز عتريس من فؤادة باطل»، وانتفاضة مصرية شعبية ضد الظلم ورموزه، وانحيازا للحق ودفاعا عنه، وأن الكرامة هى أغلى ما يملكها المواطن المصرى ولا يمكن أن يفرط فيها على الإطلاق، كما أراد الأديب الراحل ثروت أباظة في روايته، فإن نجله دسوقى ثروت أباظة يسير على نفس النهج، رافضا التنازل عن حقوقه والتفريط في كرامته ومحطمًا جدار الخوف الذى يحيط ويسيطر على أمانة جامعة الدول العربية حاليا، ومرددًا عبارة «أن القيم والمبادئ والمثل العليا أصبحت نادرة في هذا الزمن، وأنها غير مرتبطة بأصحاب المناصب الرفيعة وإنما ترجع إلى البيت والنشء، بغض النظر عن غنى هذا البيت أو فقره»، كما أوردها في رسالته.