أؤمن بعمل الروح القدس في كنيسة الله، أؤمن أن اختيار البطريرك ليس اختيارا بشريا بل هو اختيار من الله يتحقق بصلوات على مذبح الله يتسلم بعدها الراعي قيادة شعبة من الله شخصيا.
أؤمن أن اختيار الآباء البطاركة، البابا كيرلس والبابا شنودة لقيادة الكنيسة، كانت كلها تدابير إلهية للمرحلة، وأن اخيتار قداسة البابا تواضروس ليقود دفة الكنيسة في هذه المرحلة، هي حكمة إلهية وسط عواصف تعصف بمصر وأمنها وشعبها الطيب.
البابا تواضروس الثاني - بطريرك الكنيسة المرقسية - بارك سويسرا يوم الجمعة 6 ديسمبر الجاري، ليتفقد شعبه، وأقام قداسات يومي السبت والأحد، وانفرد برعيته في سويسرا في الكنيسة ليكتشفهم وليكتشفوا من هو البابا الجديد تواضروس الثاني.
كلماته وعظاته دلت على أنه قبطي قحّ، حافظ الشهور القبطية المستخدمة للآن في الزراعة المصرية، "هاتور" - الشهر الحالي - "شهر الذهب المنثور"، البابا تواضروس في سطور من خلال كلماته لشعبه، "وطني محب لمصر": "مصر بخير وتسير للأحسن ونحتاج للوقت - لبعض الوقت - لنرى الأحسن".
محب لمصر: "مصر تحتاج كل سواعد أبنائها لبناء مصر الحديثة".
مملوء بالتفائل، رأى البابا بالطبع فزع الأقباط من الأحداث الدامية، وسأله العديدون عنها، هدّأ من روعهم وقال إن مصر تسير للأمام، تم إعداد دستور واستفتاء، ونحن نثق في أن كل ما حدث في مصر هو تدبير إلهي ليطمئن الشعب على مصر، وعلى ذويهم وعلى المستقبل أيضا.
أب حنون على كل شعبه، وخاصة الأطفال الذين أعطاهم جزءا كبيرا من وقته ليستمع منهم إلى ترانيم جميلة، وحفّظهم أيضا ترنيمة "نقطة مياة" التي حفّظها لهم عن ظهر قلب وقدموها في اليوم التالي، حتى أن ابني الصغير ذا السبعة أعوام - دون مقدمات - قال لي: "أنا فرحان إن شوفت البابا بتاعنا"، فسألته: ليه بتقول كدة؟، قال: أنا حاسس إني فرحان.
أب حنون يشعر بآلام الآخرين ويسأل عن الجميع بروح العمق وروح الحب أيضا، أب جاذب لكل من حوله بتواضعه وبحكمته وبحنوّه أيضا، أب معلم ماهر في عظاته، تتعلم العديد من الفضائل منها، ويصل للهدف، إلى القلب، فأخرج شعبه يحفظ العظة عن ظهر قلب، ففي عظاته أن أبناء الله الذين يسرّون قلب الرب تجب عليهم خمس نقاط أن يفعلوها: "هو ذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سُرّت به نفسي، أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق، 19، لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته، 20، قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ"، إنجيل معلمنا "متّى الرسول" الإصحاح 12 عدد 20:18.
البابا تواضروس الثاني وزيارته لسويسرا، استطاع خلالها بالحب والتواضع إذابة الثلوج العالقة من جبال سويسرا على قلوب الأقباط، لتمتلىء دفئاً وحبا وحياة لأجل مصر، شكرا لقداسة البابا على زيارته وتفقّده لشعبه، شكرا على الدروس المستفادة وتشجيع الكل والاهتمام بالكل وحب الكل، وخاصة الأطفال، شكرا لقداسة البابا تواضروس الذي أدفأ قلوبنا بالسعادة والحب والطمأنية.