الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المسلم بين الإيمان الحق .. والتأسلم (41)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ونمضى لنطالع المصدر الوحيد تقريباً لفكر شكرى مصطفى ، وهو كتيب "التوسمات" .. ونلاحظ قبل أن نبدأ.
• الكتيب مخطوط . فشكرى مصطفى كان يرفض استخدام المطبعة باعتبارها عتادًا كافرًا . وهو فى 85 صفحة من كشكول مدرسى، والكتابة بالحبر الشينى الأسود ، أما الآيات والأحاديث فمكتوبة بالحبر الأحمر، وقد أعيد طبع القسم الأكبر منه لأول مرة فى كتاب [د.رفعت السعيد – الإرهاب المتأسلم – الجزء الثالث – المسلمون الآتون من عباءة الإخوان – صفحات 213-257] . 
• إن الكتابة في اعتقادي هى تكرار لفكر سيد قطب ولكن بتشدد قد يصل إلى حد السذاجة [كمثال رفض المطبعة كعتاد كافر لكنه استخدم التليفون والسيارات والأسلحة النارية وهى عتاد كافر] وتعيش كل كلمة فيها عبر تفسير نصى غير متقن حتى لو خالف روح النص. 
ونبدأ فى مطالعة فقرات من التوسمات "الخلاصة العملية لإقامة دولة الاسلام تبنى وتقوم على أمرين . 1- تدمير الكافرين .2- توريث المسلمين من بعدهم" ونقدم مثالاً "وعلى ضوء هذا يمكننا أن نفهم قوله تعالى : كما بدأنا أول الخلق نعيده ، وعدا علينا إنا كنا فاعلين [الانبياء104] و"كما" تعنى المثلية ، أى أن الله يبدأ الخلق ثم يعيده كما كان" . [219 فى النص المطبوع بالمرجع السابق] . ونقرأ قال تعالى "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق [الأنبياء-18] إن الله لم يضع الحق على الباطل ، بل يقذفه ، أى بقوة وبشدة" . 
ويعود شكرى إلى كلمة "كما" ويقول "كما" تفيد المثلية فى كل شئ" ثم "لابد من سلوك طريق النبى (صلعم) وأصحابه شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، لأن الله سبحانه وتعالى يبدأ الخلق ثم يعيده بصورة لا تتغير ولا تتبدل ولا تتحول وهى كما بدأ الإسلام عاد الإسلام" ثم يمضى قائلاً "ولكن الرسول لم يقم للإسلام دولة إلا بعد الهجرة ، فهل علينا نحن جماعة آخر الزمان أن نهاجر تأسياً بالرسول حتى نقيم دولة الإسلام ؟ والإجابة نعم" . ثم يقول : لا إسلام ودوله تقام له إلا بعد الهجرة [221] .. "كما أنه لا يوجد رسول إلا وهاجر" [صـ223] . ثم يقرأ لنا آيه أخرى "وما كان الله يعذبهم وأنتم فيهم" [الأنفال -33] وهكذا فإن هلاك الكفار وتدمير دولتهم لا يأتى وهناك مؤمنون فى وسطهم، والسنة أن يخرج المسلمون من أرض الكفر ولا يبقى فيها إلا الكافرون"[صـ224]. 
ثم نأتى إلى قمة التفسير النصى إذ يقول شكرى مصطفى "فى القرآن الكريم وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم [الأنفال-60] فهذا خطاب موحد للمؤمنين فى أول الزمان وفى آخر الزمان ، والقوة كما جاء فى الحديث هى الرمى والخيل هى الخيل ، فإذا جاء من يقول أن الخيل لا تصلح الآن ، نقول له نحن الآن لا نقاتل ، وعندما نقاتل فسيكون قتالنا بالسيف والرمى والخيل" ثم يعود لهذا الشرح فى موضوع آخر من "التوسمات" ويقول "الجماعات الكافرة التى سوف تحارب المسلمين كرست كل جهودها طوال عمرها ، للدنيا ، ومتاعها والحرص عليها ، والعلو فيها ، واستغلت عقولها فى البحث فى علوم الدنيا وخصوصا العلوم الصناعية والحربية . أما الجماعة الإسلامية الآن فهل تستطيع أن تواجه روسيا وأمريكا بمعداتها الحربية الضخمة والصواريخ هل يتصور أن الجماعة المسلمة فى آخر الزمان تستطيع أن تتفوق عليهم؟ ويمضى شكرى فى تفنيد المقترحات بالتسلح أو بالانقلاب العسكرى ويرفض ذلك باعتباره تفكير أطفال، ثم يعود الى التأكيد "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم" [آل عمران-126] "النصر ليس من عندنا نحن علينا أن نعبد الله سبحانه ونخلص من ذلك ثم ينفذ قدر الله سبحانه وتعمل السماوات والأرض لنصر هذه الطائفة المؤمنة بكل الجنود الذين هم فى قبضة الله سبحانه من رياح وبخار وملائكة .. ويضيف "وما يعلم جنود ربك إلا هو"[المدثر-31] . 
ثم يمضى شكرى "الكافرون يقاتلون مثلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر ، أما أسلوب القتال عند المسلمين فهو ينبثق من الأصول الإسلامية وهى مواجهة رجل لرجل لأنها نفوس باعت الدنيا واشترت الآخرة" ثم هو يستخلص من تفسيره النصى أن واجب المسلمين الحتمى هو أن يحاربوا صفًا كما يصلون . وأن يستخدموا السيف فالرسول قال "الجنة تحت ظلال السيوف ولم يقل تحت ظلال البنادق . الرسول قاتل بالسيف والجماعة المسلمة من بعده قاتلت بالسيف والجماعة المسلمة فى آخر الزمان ستقاتل بالسيف[صـ253] . 
ثم يحاصر شكرى مصطفى المسلمين "لا إجماع ، لا قياس ، ولا مصالح مرسلة ، ولا رأى صحابى ولا .. ولا .. قال الله وقال الرسول فحسب" ثم إن جماعة محمد تتعلم الدين للتطبيق والعبادة . العلم وسيلة لعبادة الله . "اللهم أنى أعوذ بك من علم لا ينفع أى علم لا أعبدك به ، ولم يكونوا يتعلمون من أجل الدنيا أو لتعمير الأرض ورفع البناء .. وعلوم الدنيا يطغى بها البشر . وأى علم ليس للآخرة فهو عبث وشرك ، ولقد مكث رسول الله فى مكة ثلاث عشرة سنة ، ولم يعلم المسلمين إلا الكتاب والحكمة ولم يعلم نفسه . وكل علم يتعلمه الإنسان لنفسه فهو كفر" ، ثم يأتى شكرى إلى فكرة جماعة آخر الزمان. و"يقول رسول الله عدد دلالات قرب قيام القيامة فيقول: عمران بيت المقدس – خراب يثرب – خروج الملحمة – فتح القسطنطينية – خروج الدجال . ثم هو يحاول إقناع أتباعه بأن هذه العلامات تتحقق فبيت المقدس يعمرها اليهود أرقى تعمير ، ومن ثم سيكون بإمكانهم تدمير يثرب. ثم خروج الملحمة (!) ستة أعوام ويخرج الدجال فى العام السابع والملحمة هى فتح القسطنطينية وفى هذه المرحلة يكون المسلمون يفتحون القسطنطينية ، وفى هذه المرحلة يصيب المسلمون جوع شديد حتى أن أحدهم يحرق وتر قوسه ويأكله من شدة الجوع . ويكون الدجال قد عاث يميناً وعاث شمالاً عليه لعنة الله . وهذا الدجال أعور وله مواصفات فى كتب السنة أنه رجل من بنى آدم خلقه الله تعالى ليكون محنة للناس فى آخر الزمان ومعه تمثال الجنة وتمثال النار ناره جنه وجنته نار ونراجع فى ذلك "كتاب الفتن والملاحم .. كتاب النهاية لابن كثير [صـ256] ونتوقف أمام هذا الوصف التفصيلى للرحلة نحو آخر الزمان .. ونسأل ألم يقل شكرى "لا إجماع ، لا قياس، لا مصالح مرسلة ولا رأى صحابى ولا.. ولا.. ولا وإنما قال الله وقال الرسول وحسب" [صـ230] . فمن أين أتى بمشروعية هذا المسلسل نحو يوم القيامة وهذا الوصف للدجال؟ 
على أيه حال اعتبر شكرى مصطفى أن علامات القيامة تحقق بما فى ذلك "جفاف بحيرة طبريا ونخل بيسان لا يثمر" ومن ثم فهى بداية الملحمة (فتح القسطنطينية) ومن ثم تصور نفسه أمير آخر الزمان . 
وقاد جماعته على هذا التصور . فكيف كان الأمر ؟