تواصل "البوابة نيوز"، إلقاء الضوء على المقومات السياحية
بمدن جنوب سيناء، بصور نادرة ومعلومات موثقة، وذلك في إطار استضافة المحافظة
لمنتدى شباب العالم.
ومحطتنا اليوم "عيون موسى، حمام فرعون، سرابيت الخادم"،
بمدينة أبوزنيمة بعد أن انتهينا من مدن شرم الشيخ وطور سيناء ونويبع ودهب وطابا
وسانت كاترين.
وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث
والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحرى، إن منطقة عيون موسى التي تبعد
35 كيلومتر عن السويس هي العيون الحقيقية التي تفجرت لنبي الله موسى وشعبه، ومعبد
سرابيت الخادم هو المعبد المصري الوحيد المتبقي بسيناء، وحمام فرعون هو حمام كبريتي
يعالج العديد من الأمراض وبذلك تكتمل مقومات سياحة الآثار والسياحة الدينية
والعلاجية في هذه المناطق الجذّابة.
ويوضح الدكتور ريحان لــ"البوابة نيوز"، أن سيناء غنية
بآثار خالدة منذ عصر ما قبل التاريخ وحتى أسرة محمد على ومن آثار ما قبل التاريخ
النواويس وهي مساكن الإنسان الأول بسيناء المبنية من أحجار بشكل دائري دون
استخدام مونة وآثار مصر القديمة مثل معبد سرابيت الخادم أصل تسمية سيناء بأرض
الفيروز، حيث عمليات تعدين الفيروز وأن سبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن السربوت
مفرد سرابيت تعني عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها، وكانت كل حملة
تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرين ينقشون
أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد أما كلمة الخادم
فلان، هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة وهذه هي المنطقة التي مر عليها نبي
الله موسى بشعبه بعد عبورهم عيون موسى وطلبوا منه أن يعبدوا إلهًا من هذه التماثيل
فوبخهم.
ويوضح أن منطقة عيون موسى استمرت جريانها في المنطقة، فانبتت النباتات
والنخيل، ولقد أثبتت الدراسات الحديثة التي قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من
السويس حتى عيون موسى هي منطقة قاحلة جدًا وجافة، مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد
بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت هذه العيون، وأن عددها كان 12 عينًا بعدد أسباط بنى إسرائيل غطت الرمال معظمها وتحتاج لأجهزة استشعار عن بعد لكشف
بقيتها وكان هناك ميناء على خليج السويس قرب عيون موسى استغله العثمانيون وتجار
البندقية (فينيسيا) عام 1538م، أيام السلطان العثماني سليمان الثاني وقاموا بإنشاء
قناة لنقل المياه من عيون موسى إلى مراكبهم بالميناء كما كان الميناء محجرًا صحيًا
للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس، ونظرًا لاعتدال مناخها فقد كان
لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسى.
ويشير ريحان إلى أن جبل حمام فرعون الذي يبعد 110 كيلومتر عن نفق أحمد حمدي 240 كيلومتر من القاهرة ويخرج من سفحه نبع كبريتي يطلق عليه حمام فرعون درجة حرارته 57 درجة مئوية وفم، والنبع الكبريتي تسيل ماؤه للبحر ويقع قرب منحدر الجبل مغارة كبيرة تتصل بمجرى النبع في بطن الجبل حيث ينزل الطالبون للاستشفاء في البحر بعيدًا عن فم النبع تجنبًا لحرارته ثم يقتربون من النبع تدرجيًا حتى يصلوا إليه فيصعدون للمغارة وينامون فيها إلى أن تبرد أجسامهم وارتبط اسم هذا الحمام في الروايات المتواترة بغرق فرعون.






