أكدت الصين أنها ستواصل التعاون مع فنزويلا في مختلف المجالات لتعزيز التنمية المشتركة وذلك في رد فعل لها علي اعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال كلمة وجهها إلى الشعب أمس -الجمعة- أن بلاده ستسعى إلى إعادة جدولة ديونها الخارجية المقدرة بـ 155 مليار دولار لتجنب التخلف عن السداد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينغ في تصريح رسمى إن الصين تابعت تلك الانباء فضلا عن التعهدات الإيجابية التي قطعتها الحكومة الفنزويلية على نفسها للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالديون.
وأكدت هوا أن الصين ترى ان الحكومة الفنزويلية والشعب الفنزويلى قادران على التعامل بشكل سليم مع مشكلة الديون وضمان الحفاظ على الاستقرار الوطنى وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية بالبلاد.
كانت الصين قد حذرت في اواخر شهر أغسطس الماضى من ان التدخلات الخارجية لن تساعد فى حل الازمة السياسية فى فنزويلا وذلك فى تعليق لها على قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات مالية قاسية على كاراكاس بعد وصفها النظام الحاكم هناك بالدكتاتورى الذي يقمع الحريات ويستخدم العنف ضد معارضيه، وهو القرار الذي ندد به الرئيس الفنزويلى قائلا بأنه يهدف الى الحاق الضرر البالغ باقتصاد بلاده وتخلفها عن سداد ديونها.
ووقتها علقت المتحدثة بإسم الخارجية الصينية علي الازمة التى تواجهها فنزويلا، تلك الدولة الغنية بثرواتها النفطية والتى تعانى من نقص شديد فى السيولة المالية، بقولها ان الصين تدعو دائما الى مبدأ احترام سيادة الدول الاخرى واستقلالها وعدم تدخل اى دولة فى الشئون الداخلية لدولة اخرى.
وأكدت هوا تمسك الصين بموقفها بأن الازمة في فنزويلا يجب أن تحل من قبل الحكومة الفنزويلية والشعب الفنزويلي بعيدا عن اى تدخلات خارجية.
وقالت أن التجارب السابقة تثبت أن التدخلات الخارجية والعقوبات الاحادية الجانب لا تساعد في حل القضايا بل على العكس تؤدي إلى تعقيدها اكثر.
وأكدت أن الصين تحافظ على علاقات ودية وتعاونية مع غالبية دول امريكا اللاتينية بما فيها فنزويلا على اساس الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين وان جميع اشكال التعاون بين المؤسسات المالية والشركات من الجانبين تتم وفقا للقواعد التجارية المعمول بها.
يذكر أن فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم ويعتمد اقتصادها اعتمادا كبيرا على صادرات النفط تواجه ازمة طاحنة تعد الاسوأ منذ عقود طويلة بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية الناتجة عن هبوط اسعار النفط فى الاسواق العالمية منذ عام 2014.
وترتبط الصين بعلاقة صداقة تقليدية وتعاون مع فنزويلا كما انها تعد اكبر دائن لها حيث تشير بعض البيانات غير الرسمية الى انها اقرضتها منذ عام 2005 وحتى منتصف العام الماضى ما يقدر بحوالى 65 مليار دولار.
