الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

بائع العسلية: المصحف رفيقي الوحيد.. و"ما ألعنش الأزمات"

بائع العسلية
بائع العسلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أنا أحب أسهر ع الفرش وعمرى ما أروح بدرى.. وأكمِّل عشايا نوم وأفطر عسلية.. وأجى أتغدى ملاقيــــش ما ألعنش الأزمات» بهذه الفلسفة البسيطة فى مفرداتها وشديدة العمق فى معانيها لخص عم حسن - الرجل الخمسينى الجالس على رصيف المشاة منذ ٣ سنوات يبيع العسلية - حياته.
بابتسامة لا تفارق وجهه، يقول عم حسن، «قاعد القعدة دى من ٣ سنين أبيع العسلية، بشترى الواحدة بـ٧٥ قرش، وأبيعها بجنيه يطلع لى ١٠ جنيه ٢٠ جنيه كل يوم وأهو رضا».
وعن قدرته على تدبير قوت يومه أضاف عم حسن، أن الحياة لا تقف على أحد، وأنه لن ينتظر أن تمطر السماء عليه ذهبًا، مضيفًا، «بفطر كل يوم عسلية، ولو ربنا كرم بجيب سندوتشين من المطعم أتغدى بيهم، ولو مفيش فلوس بكمل عشايا نوم».
وتضيق حدقات الرجل الخمسينى حين يتذكر ماضيه الأسري، حتى يخيل لمن ينظر إليه أن تلك التجاعيد التى نسجتها أيادٍ ماهرة لسنوات الوحدة التى يعيشها منذ ما يقرب من عقد من الزمان قائلًا، «مراتى سابتنى من ١٠ سنين، ومعنديش ولاد يسألوا عليا، ومن ساعتها وأنا عايش لوحدي، حتى إخواتى نسيوني».
وعلى حين فجأة تتبدلت ملامح عم حسن، حين ينظر إلى الجانب المشرق من سنوات عمره الماضية، قائلًا، «زمان كنت شغال فى الخرسانة، وكانت الحمد لله الدنيا حلوة، بس أنا بحب العسلية، وعلشان كدة سبت الخرسانة وقعدت أبيع العسلية». 
وما بين حُزن ماضيه، وأيام عِزّه تطغى نسمات الرضا على تلك الملامح المصرية الخالصة، ممتزجة بحالة من الروحانيات حين اختتم حديثه قائلًا، «المصحف هو صاحبى الوحيد، وطول ما أنا قاعد بقرأ القرآن كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، والمصحف معايا فى كل مكان بروحه مش بسيبه أبدًا، وبصلى الفرض بفرضه الحمد لله».