المرأة المصرية عصية.. على الهزيمة والانكسار
أم ياسين، بنت بهية.. مضاغة الصبر والمرار
شامخة برأس عالية.. وإن خذلها الزمان وجار
اقرأ صورتها وتأمل.. تستمع لأقسى حوار
****
قلبى يا ولدى مشقوق.. يا أجمل زهرة فى ربيع
أمل العمر فى صندوق!!.. عمرى يتهاوى ويضيع
حملت النعش على كتفى!!.. ففى عينى ما زلت رضيع
تحتاج همسات كفى!!.. تجعلك هادئ ووديع
****
العرق ينساب على جسدى.. وجف الدم فى عروق
اسمع صوتك فى أذنى.. ملهوفة وقلبى محروق
أتتركنى بعنف وقسوة!!.. غاب حنانك والشوق!!
اكسر صندوقك قف.. لى عندك يا ولدى حقوق
****
من حقى تأخذ بيدى.. يا سندى وظهرى المقسوم
من حقى تملأ عينى.. ب طلة لحظة لمحروم
من حقى يا ساكن قلبى.. ألا تتركه مكلوم
من حقى يا نفس صدرى.. خذنى صندوقك اليوم
****
مصرية أخرى أم شهيد.. تحمل بيادته تُقبلها
تناجيها بطلقات دموع.. وتخشى الدمع يقتربها
هى كل ما تبقى لرائحته.. قطرات دمائه تملؤها
تستعطفها، تستنطقها.. فهى سفينة نوح لجنتها
هذه القصيدة كتبتها أمى الشاعرة علا مكاوى، بعد رؤيتها صورة أم الشهيد التى تحمل نعش ولدها، وصورة أخرى لأم شهيد تحتضن بيادته بكلتا يديها وكـأنها فلذة كبدها.. هذه القصيدة بما تحمله من أحاسيس فياضة لمشاعر كل الأمهات، هى صورة دالة على قوة المرأة المصرية وإرادتها الفذة.. فكيف استطاعت أم مكلومة أن تجمع قوتها لتحمل ابنها البطل على رأسها تعظيما وتكريما وحبا وحنانا!!.. إن المرأة المصرية تختلف كثيرا عن كل نساء العالم، تحمل داخلها مخزون حضارة آلاف السنين، تعرف قيمة الوطن وكيفية الحفاظ عليه، هؤلاء الأبطال الذين نراهم كل يوم فى حضن علم مصر تكريما لهم، هم صناعة المرأة المصرية معلمة القوة والإرادة والصمود، ومعلمة الكرامة والعزة والإيمان.. وفى اعتقادى أن الإرهابيين صناعة أمهات يجهلن التربية، ويجهلن صناعة الرجل، ولا أقصد بذلك أنهن أمهات أميات، فكم من سيدات أميات أنجبن وربين علماء وعظماء نفخر بهم.. ولكن ما أقصده أنهن أمهات لا يدركن قيمة دور الأم وأهميته، وهن قلة قليلة ضلت وأضلت، لذلك أثق فى المرأة المصرية إيزيس العصرية، فهل يظن أحد أن السيدة/منار، زوجة البطل الشهيد/المنسى، لن تستطيع إمداد مصر بأبطال ليسوا أقل قوة وجسارة من أبيهم، لأنهم تربوا فى كنف هذه السيدة العظيمة الصابرة المحتسبة.. إننا نقف دائما فى حالة انبهار عندما نستمع إلى كلمات أمهات الشهداء المملوءة بالشجن ممزوجة بحب الوطن، كم هن أقوياء معتزات بكرامة مصر، مؤمنات بقول الحق تبارك وتعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».. فهن متيقنات أن أبناءهن هم سبيلهن لدخول جنة الخلد.. ورغم دور المرأة المحورى فى حياة الأبناء إلا أن اللافت للنظر هو مدى قوة وصلابة وإيمان آباء الشهداء من المنتمين للقوات المسلحة والشرطة هؤلاء الأبطال الذين ورّثوا أبناءهم حب تراب مصر وفدائها بأرواحهم نراهم ونسمعهم فى إيمان وصبر، وكلماتهم تمدنا بالقوة والرضا، هم من يمسحون عيوننا البكاءة على أولادهم.. إنهم رجال استحقوا الانتماء لمؤسستى صناعة الرجال والكرامة وأنجبوا رجالا هم القطرات الذكية لقلب مصر القوية الأبية بأبنائها النبلاء على مدار تاريخها المجيد.