اعتادت أقلامنا أن تكتب متأخرة عن الرجال والأحداث، وعندما تهم بالكتابة يكون متأخرًا فتغيب وجوه مشرقة عن حياتنا بلا سبب، فما أكثر مَن هم يستحقون أن نكتب عنهم في حياتهم ليس فقط من باب الاستحقاق على ما قدموه في هذه الحياة من عطاء لا يمكن أن ينكره أي محقق ومنصف، ولكن أيضًا من باب لفت انتباه النّاس إلى وجه مشرق يُضاف لوجوه كثيرة سبقته وأخرى سوف تلحق به في ركاب العلم.
جمال سند السويدي، أحد هذه النماذج التي ضاقت بوقته فأعطته للآخرين عن طيب خاطر من عمل وجد واجتهاد، أدرك أن حياته قصيرة فقرر أن يستغل كل لحظة فيها، فأضاف لنفسه وخبراته وأضاف لمجتمعه من خلالهما، تجربته تستحق المشاهدة لا مجرد كتاب يقرأه النّاس ثم يوضع بين أرفف المكتبات حتى يأتي مثقف أو باحث عن الحقيقة فيعاود قراءته مرة ثانية؛ ثراء التجربة يفرض علينا البحث عن وسائل جديدة لوصولها للنّاس فهم أحوج إليها.
الإمارات العربية المتحدة أنتجت فكرًا ورجالًا، "السويدي" واحد منهم وآخرون الله يعلمهم، فما زالت أقلامنا متأخرة في الكتابة عنهم رغم أن مداد جهودهم تصل للإنسانية غير أن الأقلام ضلت الوصول إليها، فهم خدام لأممهم يسعون لرقيها في فهم واسع لحقيقة هذه الحياة التي تحتاج منا إلى بصمات تضيف للحياة.
احترت كثيرًا في قراءة بصمات جمال سند السويدي من خلال معزوفته "لا تستسلم.. خلاصة تجاربي"، قرأتها بحس ووعي فشعرت بألم الرجل وكأنني عايشته في تجربة مرضة اللعين، كما عايشته لحظات السعادة بتمام الشفاء وكأنني كنت أعيش هذه اللحظة معه، كما عايشته لحظات حرجة في حياته عندما أبلغه الطبيب بأن حياته لن تستغرق سوى 15 يومًا بعدها يفارق الحياة، فلم يجد غير سنده في الدنيا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يبلغه ما سمعه من الطبيب الإنجليزي، فقط فشلت في الوصول لنفس الحالة العميقة التي خلفتها هذه التجارب من آلام المرض ووجعه وليتني أصل لذلك في قراءتي الثانية للكتاب.
بصمات "السويدي" في كتابة الذهبي تلخص لنا الحياة وتكشف عن وجه جديد كنا نعرفه في حياة الأسرة الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة، الرحمة والتكافل والحب، عشق متبادل نلمحه في تكبد "السويدي" عناء الخروج من مشفاه لاستقبال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في المطار بولاية بوستن الأمريكية أثناء فترة العلاج من مرض السرطان، ونظرات ولي العهد لمرافقي "السويدي" عتابًا على رضوخهم لرغبة المريض وإصراره على استقبال شيخه وقائده ورئيسه ومعلمه في المطار، حب متبادل لفت نظرنا إلى العلاقة الثمينة والمشاعر التي لا يمكن فهمها إلا في هذا الإطار.
أنصح بقراءة شخصية "السويدي" قبل قراءة كتابه، فصفحات الحياة التي عاشها هذا الرجل لها أن تُحكي للأجيال في إطار القدوة، لا بد أن ترى هذه الصفحات طريقها للعرض من خلال عمل فني وثائقي يشاهده النّاس كل النّاس وبلغات مختلفة، كما أنصح الرجل ذاته بأن يدشن صالونًا فكريًا يدعو إليه النخبة في عالمنا العربي وأن يكون شهريًا، تطرح فيه القضايا المهمة في عالمنا العربي على أن تخرج توصيات من هذا اللقاء الدوري تفيد صانع القرار العربي، وأن يكون الحضور والدعوة متغيرة وفق نوع الموضوع المطروح وأهميته، على أن تُشكل هيئة كاملة من مستشارين مهمتهم نجاح هذه الفكرة التي تترجم حياة الرجل فنستطيع الاستفادة من خبراته وإمكاناته وتجربته التي أثقلته، لا أن يقتصر دوره بين محبيه وهم أولى ومزاحمتنا لهم حب وحق، فالرجل ملك للإنسانية، وهبها نفسه فحق لنا أن نزاحم الدنيا فيك.
الاهتمام بـ"لا تستسلم.. خلاصة تجاربي" لا بد أن يكون محل كل التجمعات الثقافية والسياسية والاجتماعية، لا بد أن يمر هذا الكتاب على كل مريض ألمه المرض ويبحث عما يخفف عنه ويعطيه أملًا في الحياة دعمًا نفسيًا، كما لا بد أن يتدارسه كل من يبحث عن النجاح والتمييز خلال مشوار حياته القصيرة، كما لا بد أن يلتقطه كل غيور على وطنه أراد أن يهب هذه الحياة لوطن عاش في حناياه.
مشوار الرجل ليس قصيرًا وصفحات حياته ليست ملكًا له وأفكاره تملأ الدنيا، فما زالت هذه الأفكار تبحث عن مداد لها حتى تصل للنّاس كل النّاس في كل مكان، مشوار يحتاج إلى طاقة تأخذه لحيز التنفيذ حتى تستفيد منه الأجيال، أخشى أن تكون أقلامنا قد تأخرت كثيرًا في الكتابة عن الرجل.. والحديث متواصل.
الإمارات العربية المتحدة أنتجت فكرًا ورجالًا، "السويدي" واحد منهم وآخرون الله يعلمهم، فما زالت أقلامنا متأخرة في الكتابة عنهم رغم أن مداد جهودهم تصل للإنسانية غير أن الأقلام ضلت الوصول إليها، فهم خدام لأممهم يسعون لرقيها في فهم واسع لحقيقة هذه الحياة التي تحتاج منا إلى بصمات تضيف للحياة.
احترت كثيرًا في قراءة بصمات جمال سند السويدي من خلال معزوفته "لا تستسلم.. خلاصة تجاربي"، قرأتها بحس ووعي فشعرت بألم الرجل وكأنني عايشته في تجربة مرضة اللعين، كما عايشته لحظات السعادة بتمام الشفاء وكأنني كنت أعيش هذه اللحظة معه، كما عايشته لحظات حرجة في حياته عندما أبلغه الطبيب بأن حياته لن تستغرق سوى 15 يومًا بعدها يفارق الحياة، فلم يجد غير سنده في الدنيا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يبلغه ما سمعه من الطبيب الإنجليزي، فقط فشلت في الوصول لنفس الحالة العميقة التي خلفتها هذه التجارب من آلام المرض ووجعه وليتني أصل لذلك في قراءتي الثانية للكتاب.
بصمات "السويدي" في كتابة الذهبي تلخص لنا الحياة وتكشف عن وجه جديد كنا نعرفه في حياة الأسرة الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة، الرحمة والتكافل والحب، عشق متبادل نلمحه في تكبد "السويدي" عناء الخروج من مشفاه لاستقبال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في المطار بولاية بوستن الأمريكية أثناء فترة العلاج من مرض السرطان، ونظرات ولي العهد لمرافقي "السويدي" عتابًا على رضوخهم لرغبة المريض وإصراره على استقبال شيخه وقائده ورئيسه ومعلمه في المطار، حب متبادل لفت نظرنا إلى العلاقة الثمينة والمشاعر التي لا يمكن فهمها إلا في هذا الإطار.
أنصح بقراءة شخصية "السويدي" قبل قراءة كتابه، فصفحات الحياة التي عاشها هذا الرجل لها أن تُحكي للأجيال في إطار القدوة، لا بد أن ترى هذه الصفحات طريقها للعرض من خلال عمل فني وثائقي يشاهده النّاس كل النّاس وبلغات مختلفة، كما أنصح الرجل ذاته بأن يدشن صالونًا فكريًا يدعو إليه النخبة في عالمنا العربي وأن يكون شهريًا، تطرح فيه القضايا المهمة في عالمنا العربي على أن تخرج توصيات من هذا اللقاء الدوري تفيد صانع القرار العربي، وأن يكون الحضور والدعوة متغيرة وفق نوع الموضوع المطروح وأهميته، على أن تُشكل هيئة كاملة من مستشارين مهمتهم نجاح هذه الفكرة التي تترجم حياة الرجل فنستطيع الاستفادة من خبراته وإمكاناته وتجربته التي أثقلته، لا أن يقتصر دوره بين محبيه وهم أولى ومزاحمتنا لهم حب وحق، فالرجل ملك للإنسانية، وهبها نفسه فحق لنا أن نزاحم الدنيا فيك.
الاهتمام بـ"لا تستسلم.. خلاصة تجاربي" لا بد أن يكون محل كل التجمعات الثقافية والسياسية والاجتماعية، لا بد أن يمر هذا الكتاب على كل مريض ألمه المرض ويبحث عما يخفف عنه ويعطيه أملًا في الحياة دعمًا نفسيًا، كما لا بد أن يتدارسه كل من يبحث عن النجاح والتمييز خلال مشوار حياته القصيرة، كما لا بد أن يلتقطه كل غيور على وطنه أراد أن يهب هذه الحياة لوطن عاش في حناياه.
مشوار الرجل ليس قصيرًا وصفحات حياته ليست ملكًا له وأفكاره تملأ الدنيا، فما زالت هذه الأفكار تبحث عن مداد لها حتى تصل للنّاس كل النّاس في كل مكان، مشوار يحتاج إلى طاقة تأخذه لحيز التنفيذ حتى تستفيد منه الأجيال، أخشى أن تكون أقلامنا قد تأخرت كثيرًا في الكتابة عن الرجل.. والحديث متواصل.