عزف كثيرًا جمال سند السويدي، تارة على أوتار وطنه الذي أحبه وتارة على أوتار آلامه التي يشاركه فيها مئات الآلاف من البشر دون أن يشعر بهم أحدًا، صادق الحياة التي عانى فيها ولكنه انتصر على كل ما فيها من وجع وألم، حارب كل ما فيها من شرور سواء التي هاجمت جسده النحيف أو التي هاجمت وطنه العربي، عندما أصر على محاربة كل ما هو شاذ من فكر وسلوك عبر عشرات الكتب والأبحاث والمحاضرات.
جمال سند السويدي، يمتلك من النفس ما يدفع صاحب الهمة العالية والنفس القوية ورابط الجأش أن يحسده على ما أعطاه الله من صفات، فواجه المرض الذي ضربه في أجزاء جسمه دون أن يفقد إحساسه بالأمل فما زال يمتلك صبرًا عظيمًا طيلة فترة العلاج وما بعدها، وقد صدّر لغيره التفاؤل بعد أن كان يوزعه على محبيه الذين ألمهم المرض، لكن واثقًا في وعد الله له فكان مطمئنًا للشفاء، كما أنه كان على نفس الثقة من تمام شفاء الجسد العربي من أمراضه التي تكالبت عليه، ولذلك حارب في جبهتين وهو ابن المؤسسة العسكرية التي يحمل رجالها قوة شكيمة وإصرارًا لا يؤديان إلا إلى النجاح.
أعد المرض جمال سند السويدي إعدادًا عجيبًا ووضع فيه قوة دفعتنا لمحاولة البحث عن جينات هذا الرجل، اعتقاد يذهب بنا إلى أن الابتلاء لم يكن مجرد اختبار فقط وإنما كان إعدادًا ربانيًا لرجل ما زال يرفع الراية مع أبناء زايد الخير، ما زال منتجًا ومدافعًا عن وطنه الذي يراه في عيون سكانه، لم تكن أحلامه مجرد النجاح وإن كان النجاح حليفه وإنما كان البناء من جديد على أسس تميزها المعرفة، فاستحق لقب مجدد في تخصصه وعزيمته معًا.
واجه الأفكار المتطرفة التي زحفت على حياتنا وأمتنا، فكان شرسًا في المواجهة من خلال توليه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، منتجًا عشرات الكتب والأبحاث في عالم متغير ومتحول ومنطقة ما زالت تائهة تبحث عن منقذين لها، فكان بنفس الشجاعة والقوة التي واجه بها المرض اللعين، وقد انتصر على كل الأمراض التي ألمت به، عندما أدرك أن معية الله تلازمه.
كان وما زال جنديًا في خدمة وطنه وما زال يعرف أصولها من شرف وتضحية وإصرار، لم تخر عزيمته ولم يعرف اليأس له موطنًا، واجه الصعاب وحارب التشاؤم حتى حق لمن يعرفه أن يلقبه بالجندي المخلص والطبيب الماهر والعازف الذي يتخذ من ألحانه أنغامًا تسري على قلب وطنه، مشيرًا إلى مواطن العزة محاولًا تقديم المساعدة لكل الأشقاء بلا استثناء، فالاستثناء الأهم في حياة هذا الرجل حياته التي أحبها فأحبه الناس حبًا دفعه لأن يفني حياته لهم ولأجيالهم المتعاقبة.
احترت كثيرًا في قراءة بعض من السيرة الذاتية والتي وضع لها عنوانًا "لا تستسلم" مندهشًا من العنوان الذي أخذنا إلى مساحة ذهبية في حياة الرجل كان فيها قريبًا من الحياة رغم أن البعض كان يحسبه بعيدًا عنها بسبب مرضه العنيد، فقد أدرك مراميها ووقف على بابها مستعدًا للخروج ولكنه وقف بكبرياء دون خوف أو رعب أو قلق، بل وقف يضمد جراح من عز عليهم فراقهم.
فهم الحياة ولقنها درسًا وكأنه قال لها: "لست من عشاقك" وبقائي رهن هذه الروح التي وهبها الله لنا، نحمده عند استردادها بكل طمأنينة وسوف نكون سعداء بقضائه وقدره، فما أعظمها من لحظة إيمان يسعد فيها الإنسان بلقاء ربه، وقد بلغ مرتبة الرضا، بل والسعادة وهي مرتبة الأنبياء والمحسنين.
اندهاشي في ابتسامة الرجل التي علت صفحة الكتاب الذي سرد ذكرياته وأبرزت عنوانه الأساسي، فكان بمثابة أمل لنا ولأوطاننا من شرور ألمت بها وكادت أن تفتك بنا، غير أننا ما زلنا نستمد قوتنا من هذا الرجل، الذي استمدها من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فكان نعم الرجل في مواقفه وقوته وصلابته وعلمه النافع الذي ملأ الدنيا متلمسًا عالمًا يخفف فيه الوجع والألم، لا يريد لأحد أن يشعر بهما، كان مريضًا أو صحيحًا، أراد للوطن أن يكون صحيحًا، فحارب علله وقاوم خبث بعض المحيطين به.
لا أحد يستطيع فهم شخصية جمال سند السويدي دون أن يعرف طبائع هذه الشخصية، لا يستسلم، فهو يحمل من ملامح الشخصية العربية الكثير، وقد توفرت فيه، وإنما لا بد أن يكون مدركًا بزوايا جديدة في فهم ظروف النشأة وما تعرض له طيلة حياته وفي طفولته، حتى أنتجت منه رجلًا من رجالات الدولة، حق لدولة الإمارات العربية أن تفخر به وأن تتباهى بسيرته التي عطرت بها أجواء الوطن.
له من اسمه نصيب كبير، فهو مثال للجمال والبساطة والسند والعون بما يقدمه لوطنه الذي ما زال يحتاج منه الكثير، جمال سند السويدي وتر مشدود على آلة الوطن يعزف عليه كل من يريد خدمة أمته التي عاش وما زال لها، قالها في عنوان مقطوعته الموسيقية ملخصًا تجربته "لا تستسلم"، ونحن نرد عليها بها "نعم النصيحة".. وللحديث بقية.
أعد المرض جمال سند السويدي إعدادًا عجيبًا ووضع فيه قوة دفعتنا لمحاولة البحث عن جينات هذا الرجل، اعتقاد يذهب بنا إلى أن الابتلاء لم يكن مجرد اختبار فقط وإنما كان إعدادًا ربانيًا لرجل ما زال يرفع الراية مع أبناء زايد الخير، ما زال منتجًا ومدافعًا عن وطنه الذي يراه في عيون سكانه، لم تكن أحلامه مجرد النجاح وإن كان النجاح حليفه وإنما كان البناء من جديد على أسس تميزها المعرفة، فاستحق لقب مجدد في تخصصه وعزيمته معًا.
واجه الأفكار المتطرفة التي زحفت على حياتنا وأمتنا، فكان شرسًا في المواجهة من خلال توليه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، منتجًا عشرات الكتب والأبحاث في عالم متغير ومتحول ومنطقة ما زالت تائهة تبحث عن منقذين لها، فكان بنفس الشجاعة والقوة التي واجه بها المرض اللعين، وقد انتصر على كل الأمراض التي ألمت به، عندما أدرك أن معية الله تلازمه.
كان وما زال جنديًا في خدمة وطنه وما زال يعرف أصولها من شرف وتضحية وإصرار، لم تخر عزيمته ولم يعرف اليأس له موطنًا، واجه الصعاب وحارب التشاؤم حتى حق لمن يعرفه أن يلقبه بالجندي المخلص والطبيب الماهر والعازف الذي يتخذ من ألحانه أنغامًا تسري على قلب وطنه، مشيرًا إلى مواطن العزة محاولًا تقديم المساعدة لكل الأشقاء بلا استثناء، فالاستثناء الأهم في حياة هذا الرجل حياته التي أحبها فأحبه الناس حبًا دفعه لأن يفني حياته لهم ولأجيالهم المتعاقبة.
احترت كثيرًا في قراءة بعض من السيرة الذاتية والتي وضع لها عنوانًا "لا تستسلم" مندهشًا من العنوان الذي أخذنا إلى مساحة ذهبية في حياة الرجل كان فيها قريبًا من الحياة رغم أن البعض كان يحسبه بعيدًا عنها بسبب مرضه العنيد، فقد أدرك مراميها ووقف على بابها مستعدًا للخروج ولكنه وقف بكبرياء دون خوف أو رعب أو قلق، بل وقف يضمد جراح من عز عليهم فراقهم.
فهم الحياة ولقنها درسًا وكأنه قال لها: "لست من عشاقك" وبقائي رهن هذه الروح التي وهبها الله لنا، نحمده عند استردادها بكل طمأنينة وسوف نكون سعداء بقضائه وقدره، فما أعظمها من لحظة إيمان يسعد فيها الإنسان بلقاء ربه، وقد بلغ مرتبة الرضا، بل والسعادة وهي مرتبة الأنبياء والمحسنين.
اندهاشي في ابتسامة الرجل التي علت صفحة الكتاب الذي سرد ذكرياته وأبرزت عنوانه الأساسي، فكان بمثابة أمل لنا ولأوطاننا من شرور ألمت بها وكادت أن تفتك بنا، غير أننا ما زلنا نستمد قوتنا من هذا الرجل، الذي استمدها من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فكان نعم الرجل في مواقفه وقوته وصلابته وعلمه النافع الذي ملأ الدنيا متلمسًا عالمًا يخفف فيه الوجع والألم، لا يريد لأحد أن يشعر بهما، كان مريضًا أو صحيحًا، أراد للوطن أن يكون صحيحًا، فحارب علله وقاوم خبث بعض المحيطين به.
لا أحد يستطيع فهم شخصية جمال سند السويدي دون أن يعرف طبائع هذه الشخصية، لا يستسلم، فهو يحمل من ملامح الشخصية العربية الكثير، وقد توفرت فيه، وإنما لا بد أن يكون مدركًا بزوايا جديدة في فهم ظروف النشأة وما تعرض له طيلة حياته وفي طفولته، حتى أنتجت منه رجلًا من رجالات الدولة، حق لدولة الإمارات العربية أن تفخر به وأن تتباهى بسيرته التي عطرت بها أجواء الوطن.
له من اسمه نصيب كبير، فهو مثال للجمال والبساطة والسند والعون بما يقدمه لوطنه الذي ما زال يحتاج منه الكثير، جمال سند السويدي وتر مشدود على آلة الوطن يعزف عليه كل من يريد خدمة أمته التي عاش وما زال لها، قالها في عنوان مقطوعته الموسيقية ملخصًا تجربته "لا تستسلم"، ونحن نرد عليها بها "نعم النصيحة".. وللحديث بقية.