بدون مقدمات، ولا مُجاملات، وبيقين واضح المعالم، وبتأكيدات لا تعرف الشكوك، تابعت التصريحات القوية للأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، تابعت التصريحات وأنا أسال نفسى عدة أسئلة هامة، منها على سبيل المثال: هل نحن أمام مُتغيرات سعودية جديدة أشبه بـ (تسونامى)؟ هل سيكون الأمير محمد بن سلمان بمثابة (مارتن لوثر كينج)؟ هل السعودية مُقبلة على تأسيس تاريخ جديد يقوده الأمير محمد بن سلمان؟ أسئلة كثيرة دارت فى مُخيلتى وأنا أستمع لتصريحاته النارية الأخيرة، والتى زادتنى سعادة، وجعلتنى أصف الأمير محمد بن سلمان بأنه (الفارس السعودى الجديد)، نعم إنه الفارس الماهر الذى يجيد الفروسية ولديه الشجاعة الكافية ليكون قائد المستقبل وصمام الأمان، فى الشئون السياسية تجد أفكاره مُتجددة وعاقلة ومُتجردة من أى مواءمات أو توازنات أو تفاهمات، لأنه يعلم تمام العلم بأن مصلحة المملكة العربية السعودية هى الهدف، وأمنها واستقرارها وسلامتها فى رقبته، واقتصادها وتنميتها واستثماراتها أمانة فى يديه.
.. الأمير محمد بن سلمان يعرف طريقَهُ جيدًا ولا يحيد عنه، فهو طريق واحد، طريق مستقيم لتحقيق التنمية للسعودية، فهو يهتم بالاقتصاد ويضع نُصب عينيه مستقبل الشباب السعودى، يفتح لهم مجالات جديدة للاستثمار، يهيئ لهم الأجواء، ويتطلع للمستقبل ولا ينظر تحت قدميه.
.. الأمير محمد بن سلمان، شاب حالم، ناضج، طموح، واثق فى نفسه وفى فِكره وفى نظرته للمستقبل، دارس جيد لكل خطوة يخطوها، تصريحاته تجعلك تقف أمامها لتقول إن (قلبُه حديد)، وهذه التصريحات هى (لن نسمح بحزب الله آخر على حدودنا- سنُدمر أصحاب الأفكار المُتطرفة- سنعود إلى الإسلام المعتدل المنفتح- الأزمة مع قطر لا تؤثر على الاستثمار، لأنها قضية صغيرة جدًا)، فمن يُطلق هذه التصريحات لا بد أن نطلق عليه (القائد القوى الفاهم الواعى الصريح الصارم)، وهذه صفات جميعها صفات حميدة، وقلما تتواجد فى شخص.
..«محمد بن سلمان» ابن الأصول واضح وصريح، فى الفكر الاقتصادى تجده يتفوق على نفسه، والدليل تلك المشروعات العملاقة، ومنها (مشروع نيوم)، وهو المشروع الأول من نوعه فى العالم مع مصر والأردن وبحجم استثمارات يبلغ ٥٠٠ مليار دولار، ويربط آسيا وأوروبا وأمريكا، فهذا المشروع تخطى حدود الابتكار لخدمة ٧٠٪ من سكان العالم، والذى يُتيح الوصول لموقع المشروع خلال ٨ ساعات فقط، وسيجعل من البحر الأحمر الذى يمر منه ١٠ ٪ من حجم التجارة العالمية، ليكون منطقة تجارية على رأس خارطة العالم، فهو يُطل على البحر الأحمر بشواطئ تبلغ مساحتها ٤٦٨ كم. .. يدرك «محمد بن سلمان» أن المنطقة العربية تتعرض لتحديات مُذهلة وغير مسبوقة، وعلى الجميع التوحد للتصدى لأى مُتغيرات فى المنطقة، يُجيد التعامل مع الأزمة اليمنية، وموقفه من أزمة قطر واضح، وموقفه من أصحاب الأفكار المتشددة صارم، وعلاقاته الدبلوماسية مع دول العالم مشهود لها، لذلك نستطيع القول: إن محمد بن سلمان شاب نجح سياسيًا، وتفوق اقتصاديًا، وتميز بأفكاره المُتجددة والتى يُطبقها لخدمة السياسة والاقتصاد ويسير فيهما معًا فى الوقت نفسه، وسيجنى الشباب فى المملكة العربية السعودية كل هذه الثمار، وسيحقق المعادلة الصعبة فى التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسى فى عالم انتشرت فيه الجماعات المتشددة المتطرفة، التى تكره السلام والأمان والاستقرار والتنمية.