الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

يوم سقوط دولة الخلافة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مثل هذا اليوم التاسع والعشرين، كان إعلان وفاة دولة الخلافة.
كانت دولة الخلافة العثمانية قد انتهت بصفتها السياسية بتاريخ ١ نوفمبر سنة ١٩٢٢، وأزيلت بوصفها دولة قائمة بحكم القانون فى ٢٤ يوليو سنة ١٩٢٣، بعد توقيعها على معاهدة لوزان، وزالت نهائيًا فى ٢٩ أكتوبر من السنة نفسها عند قيام الجمهورية التركية، برئاسة كمال أتاتورك.
عُرفت الدولة العثمانية بأسماء مختلفة فى اللغة العربية، لعلّ أبرزها هو «الدولة العليّة»، كذلك كان يُطلق عليها محليًا فى العديد من الدول العربية، وخصوصًا بلاد الشام ومصر، «الدولة العثمليّة». كما أطلق البعض عليها تسمية «السلطنة العثمانية»، و«دولة آل عثمان»، وفى أيامها الأخيرة كانت معروفة باسم «الرجل المريض». انتخب مصطفى كمال أتاتورك- نائب مدينتى بالا وأنقرة- كأول رئيس للجمهورية التركية بتصويت ١٥٨ نائبًا ممن شاركوا فى الانتخابات الرئاسية التى تمت عقب الإعلان الجمهورى. 
وقام كمال أتاتورك بإصلاحات عدة شملت جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى على المستوى الدينى وعلاقة المؤسسة الدينية بالدولة والنظام السياسى لتركيا الحديثة. أهم ما قام به أتاتورك هو إلغاء نظام الخلافة. وهو شكل من أشكال الأنظمة السياسية القائمة على توارث الحكم ضمن عائلة آل عثمان مستندة إلى شرعية دينية باعتبار الخليفة «ظل الله فى الأرض». وقام بفصل الدين عن الدولة ومنع الناس من لبس الطربوش والعمامة وروج للباس الغربي، كما منع المدارس الدينية وألغى المحاكم الشرعية، وأزال التكايا والأضرحة، وألغى الألقاب المذهبية والدينية، وتبنى التقويم الدولي، وكتب قوانين مستوحاة من الدستور السويسري، وفى عام ١٩٢٨ ألغى استخدام الحرف العربى فى الكتابة وأمر باستخدام الحرف اللاتينى فى محاولة لقطع ارتباط تركيا بالشرق والعالم الإسلامي. كانت لدى أتاتورك قناعة كاملة بأنه على المرأة أن تتحرر بشكل تام، وأن تندمج فى المجتمع، وأن تغادر محيطها الضيق وهو البيت والعائلة. وقد بدأ أتاتورك فى تطبيق أفكاره عبر توحيد التعليم وتعميمه على الجنسين. ظل أتاتورك- الذى تربى فى وسط عسكرى منذ مرحلة التعليم الوسطى، وشارك فى العديد من الحروب- يسعى نحو تحقيق السلام... حيث إن مقولاته: «نحن نرى أن أول وأهم شرط لتطور الوضع السياسى الدولى هو توحيد الأمم حول مبدأ تحقيق السلام». ولد مصطفى كمال فى منزل مكون من ثلاثة طوابق فى شارع إصلاح خان- حى كوجا قاسم باشا، وأصبح هذا المنزل متحفًا كبيرًا. لُقب أتاتورك نفسه بـ«مصطفى كمال المحارب أو الغازى»، كما أنه لقب نفسه بـ«أتاتورك اى» سلف الأتراك، وذلك طبقًا لقانون صادر من قبل مجلس الشعب التركى فى الرابع والعشرين من نوفمبر عام ١٩٣٤، وطبقًا للقانون نفسه لا يجوز استحواز لقب أتاتورك أو استخدامه. أما اسم كمال فى اللغة العثمانية فهو يعنى «الحصن العظيم». كان لا بد من سقوط دولة الخلافة أو وفاة «الرجل المريض» بعد أن أصبحت مرتعًا للفساد وصراعات السلطة، حتى إن كثيرا ما حدث أن قتل الابن أباه وأشقاءه وأولاد عمومته للانفراد بلقب خليفة المسلمين. وكانت طبقة العبيد تُشكل جزءًا مهمًا لا غنى عنه فى المجتمع العثماني، وكانت هذه الطبقة تتألف من الصبية والبنات الأوروبيين الذين يخطفهم القراصنة أو يتم سبيهم خلال المعارك والحروب، ومن الأفارقة الذين كان يخطفهم تجّار الرقيق من قراهم جنوب الصحراء الكبرى. واستمرت تجارة الرقيق الأسود قائمة حتى أواخر عهد الدولة العثمانية. وقد أخذت الدولة العثمانية بنظام الخصاء فى قصور السلاطين، على الرغم من أن الشريعة الإسلامية التى يتشدقون بها تحرّم مبدأ الخصاء، وكان إخصاء العبيد وبيعهم للخدمة فى قصور ملوك الدول المختلفة تجارة رائجة فى العصور القديمة والوسطى وشطر من العصور الحديثة قبل منع الرق دوليًا. كانت هناك طائفتان من الخصيان: الخصيان السود وهم المخصيون خصاءً كاملًا، والخصيان البيض وهم المخصيون خصاءً جزئيًا، وكان يُطلق على رئيسهم «قبو آغاسي»، فى حين كان يُطلق على رئيس الخصيان السود، الذى هو فى الوقت نفسه الرئيس الأعلى فى القصور السلطانية، «قيزلر آغاسي»، أى «آغا البنات» و«آغا دار السعادة»، ووضعت الدولة أنظمة خاصة تُطبق على خدمتهم فى القصور السلطانية. ويتحدر اليوم مسئولون كثيرون من أصل إفريقى من هؤلاء الأشخاص الذين عملوا كرؤساء للخصيان فى قصر السلطان.. هل يا ترى من بينهم أردوغان؟