الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

إرهابيون ضد الحياة.. "ميثاق العمل" منهج "الجماعة الإسلامية" لإرهاب المجتمع

محمد عبدالسلام وكتاب
محمد عبدالسلام وكتاب الفريضة الغائبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحريض على قتل جميع المصريين باعتبارهم «كفارًا» أو«مرتدين»
الهدف: إقامة خلافة عن طريق الجهاد والدعوة.. واستدلوا بفتاوى «ابن تيمية» لقتال من يخالفهم
يعد كتاب ميثاق العمل الإسلامي، الذى كتبه قادة الجماعة الإسلامية، عام ١٩٨٤ م من داخل سجن ليمان طرة، من أشهر الكتب التى شجعت على الإرهاب وإباحة القتل، بالإضافة إلى كتاب «الفريضة الغائبة» الذى كتبه القيادى بالجماعة محمد عبدالسلام فرج، حيث ذكر الكتاب فى مقدمته أن الإسلاميين هم أولى بتولى حكم البلاد «مصر» ولا يجب أن يحكمها أحد غيرهم، لأن الآخرين من «العلمانيين» يفسدون فى الأرض إذا تولوا زمام الحكم، بحسب وصفهم.
وقد أعلن المؤلف فى مقدمة كتابه أن هدف جماعته هو إقامة خلافة على منهاج النبوة، عن طريق الدعوة، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والجهاد فى سبيل الله من خلال العمل الجماعى المنضبط، مضيفًا أن أعضاء الجماعة الإسلامية مأمورون بتحقيق سيادة شرع الله على أرض الله وعلى خلق الله، وأنهم مأمورون بقتال أى طائفة على وجه الأرض تحكم الناس بغير شرع الله إذا رفضت الخضوع لهم، معتبرين أن هذه «وصاية شرع الله ودينه على أرض الله وخلقه».
وترفض الجماعة الإسلامية فهم المسلمين لحرية العقيدة فى الإسلام التى تحدث الله عنها فى قوله تعالى: {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} قائلين: «هذا فهم أعوج مبتور، لأن الإسلام دعوة باللسان، وجهاد بالسيف واللسان»، فمن رفض الدعوة فعليه أن يدفع الجزية وهو صاغر، فإن امتنع يتم قتاله بالسيف!
واستدلوا على إرهابهم بآيات الجهاد الموجودة فى سورتى التوبة والأنفال للحث على القتال فى سبيل الله ضد الكفار المعتدين، مثل قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، وقوله: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً}، وقوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}، وقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩)} ، وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}، معتبرين هذه هى الآيات هى مبررات القتال فى الإسلام، دون النظر إلى سياقها الزمنى وسبب نزولها، وشروط الجهاد وضوابطه. 
ومن أول أصناف الناس الذين أوجب الكتاب قتالهم، الحاكم الكافر الذى أجمع العلماء على وجوب خلعه، قاصدًا بهم حكام البلاد العربية الذين كفرهم بسبب استبدالهم الشريعة بالقوانين الوضعية، بالإضافة إلى قتال أى طائفة ذات شوكة تمتنع عن شريعة من شرائع الإسلام حتى تلتزم بها، وهذه الفئة تضم كل الطوائف الموجودة فى المجتمع من وجهة نظرهم.
واستدلوا على فتواهم بوجوب قتال الطائفة الممتنعة بفتوى شهيرة لابن تيمية يقول فيها: «وقد اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة الممتنعة إذا امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة، فإنه يجب قتالها إذا تكلموا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلاة والزكاة، أو صيام شهر رمضان، أو حج البيت العتيق، أو عن الحكم بينهم بالكتاب والسنة، أو عن تحريم الفواحش، أو الخمر، أو نكاح ذوات المحارم، أو عن استحلال النفوس والأموال بغير حق، أو الربا، أو الميسر، أو عن الجهاد للكفار، أو عن ضربهم الجزية على أهل الكتاب، ونحو ذلك من شرائع الإسلام فإنهم يقاتلون عليها حتى يكون الدين كله لله»، وهم يجهلون أن كلام ابن تيمية لا يصلح أن يكون دليلًا لأنه ليس قرآنًا ولا سنة، بل يحتاج إلى دليل يؤيده.
ويبنى الكتاب قتاله للجميع على فرضية الصراع الحتمى بين أبناء الجماعة الإسلامية، باعتبارهم الممثل الحصرى للإسلام وبين غيرهم من أبناء الجماعات الإسلامية الأخرى وغير الإسلامية من باب أولى باعتبار أن الجميع إما كفار «غير مسلمين» أو «مرتدين» ارتدوا عن إسلامهم، ويؤكد أنه إذا لم يقاتلوا بحق فسيقاتلهم عدوهم بباطل، وإن لم يتقدموا فسوف يتقدم أعداؤهم، وإن لم يخرجوهم من الظلمات إلى النور ولو بحد السيف، فسيخرجهم أعداؤهم من النور إلى الظلمات ولو بحد السيف!
ودعت الجماعة الإسلامية فى الفصل الأول من الكتاب تحت عنوان (عوامل البناء والهدم)، إلى تكوين جيوش محاربة، تواجه كل من يعارضهم ويعارض فكرهم فى البلاد، وأباحت قتلهم تحت قاعدة: «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح»، زاعمة أن هذا النوع من القتال يُقرب العبد من الله ويخلص الإنسان من المعاصى والذنوب.