الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

اشتباكات في جنوب السودان ووساطة إفريقية

عناصر من جيش جنوب
عناصر من جيش جنوب السودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خاضت قوات حكومة جنوب السودان معارك لاستعادة السيطرة على بلدة مضطربة وأرسلت قوات لوقف اشتباكات في منطقة منتجة للنفط في صراع أجج الانقسامات العرقية في بلد لا يتجاوز عمره عامين.

وأثار القتال الذي أدى حتى الآن إلى مقتل زهاء 500 شخص قلق جيران جنوب السودان. وأجرى وسطاء أفارقة محادثات مع رئيس جنوب السودان سلفا كير في محاولة لإحلال السلام وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الفصائل المتحاربة على وقف القتال.

واتسعت رقعة القتال الذي بدأ حول العاصمة جوبا مساء الأحد بسرعة ويقاتل جنود موالون لنائب الرئيس السابق ريك مشار وهو من قبيلة النوير قوات كير الذي ينتمي إلى قبيلة الدنكا ذات النفوذ الواسع.

ونفى مشار الذي أدت اقالته من منصبه في يوليو تموز إلى أشهر من التوترات اتهام كير له بقيادة محاولة انقلاب.

وخاض الجانبان معارك شرسة حول بلدة بور شمالي جوبا التي كانت مسرحا لمجزرة عام 1991 ارتكبها جنود موالون لمشار بحق المئات من أبناء الدنكا.

ولجأ الالاف إلى مجمعات تابعة للأمم المتحدة بينهم نحو 200 من عمال النفط في إحدى مناطق إنتاج النفط الرئيسية. وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن أفرادا من قبيلة النوير هاجموا قاعدة تابعة للمنظمة الدولية في ولاية جونقلي حيث تقع بور وربما أدى الهجوم لسقوط قتلى.

وأدى القتال إلى زيادة حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة الهشة بالفعل من أفريقيا وعرقل جهود الدولة الوليدة لبناء مؤسسات فعالة.

ووصل فريق وسطاء أرسله الاتحاد الافريقي ومقره اديس ابابا إلى جوبا لاجراء محادثات. وقال مسؤول إثيوبي إن أعضاء الفريق من اثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا. وهذه أول مبادرة هامة لإحلال السلام منذ اندلاع الاشتباكات.

وقال المتحدث أتني ويك أتني "لا يزال الاتحاد الافريقي في اجتماع مع الرئيس... رسالتهم هي انهم يحاولون التوسط لاحلال السلام بين القوتين." ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.

وأضاف أتني أن بور تخضع لهيمنة قوات مشار وقال "استسلمت بور في واقع الأمر لأن القوات التي كانت في بور أغلبها من الموالين لمشار... إنهم يسيطرون على البلدة لكن القوات الحكومية تحاول استعادة السيطرة عليها."

وفي واشنطن أصدر الرئيس الأمريكي بيانا قال فيه إن الصراع يهدد بعرقلة التقدم الذي حققته البلاد منذ حصولها على الاستقلال.

وقال أوباما "يجب أن تتوقف التصريحات التحريضية والعنف المستهدف. ويجب على كل الأطراف أن تستمع إلى المشورة الحكيمة للجيران وتدخل في حوار وتتخذ خطوات فورية لاستعادة الهدوء ودعم المصالحة."

وقال جودي جونقلي بويوريس وهو مسؤول كبير في جوبا إن أسرته محاصرة في بور وتحاول الوصول إلى مجمع للأمم المتحدة.

وأضاف "لا يوجد قتال بالمرة مع اجلاء الجنود الذين كانوا في بلدة بور منذ هذا الصباح."

وقالت الأمم المتحدة إن ما بين 400 و500 قتيل سقطوا في الصراع ولجأ نحو 20 ألف شخص إلى قواعد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد. لكن المنظمة الدولية أضافت أن قوة حفظ السلام التي يتراوح قوامها بين سبعة وثمانية آلاف جندي لن تتدخل في الصراع.

وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة يان إلياسون إن قاعدة لقوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في أكوبو بولاية جونقلي هوجمت يوم الخميس وان الأمم المتحدة تلقت تقارير بأن بعض الأشخاص قتلوا.

وذكر متحدث باسم الامم المتحدة إن عمال النفط الذين فروا الى قاعدة للأمم المتحدة في منطقة بنتيو المنتجة للنفط وعددهم زهاء 200 من المتوقع أن تجليهم شركتهم. ولم يذكر اسم الشركة.

وقال مابيك لانج دي مادينج نائب حاكم ولاية الوحدة إحدى المناطق الرئيسية لانتاج النفط إن تعزيزات أرسلت إلى حقل الوحدة النفطي حيث قتل خمسة أشخاص بعد اشتباكات بالرماح والعصي بين العمال وكذلك إلى حقل ثار جاث النفطي حيث قتل 11 شخصا.

وتابع لرويترز "الوضع مستقر حاليا."

وتدير ثلاث شركات رئيسية حقول النفط وهي مؤسسة البترول الوطنية الصينية وشركة او.ان.جي.سي فيديش الهندية وبتروناس الماليزية.

ويمتلك جنوب السودان ثالث أكبر احتياطيات من النفط في أفريقيا جنوب الصحراء بعد انجولا ونيجيريا وفقا لبيانات شركة بي.بي.

ويمثل انتاج النفط الذي يبلغ نحو 245 الف برميل يوميا القسط الأكبر من ايرادات الدولة.

ومع تصاعد التوتر في جنوب السودان في أعقاب اقالة مشار وصف النائب السابق الرئيس كير بانه يتصرف كديكتاتور. وقال كير إن منافسيه يحيون انقسامات عام 1991 التي أدت لاراقة الدماء.