شارع «محمد على»، من الشوارع التى لها اسم عريق، وكان مركز للفنون الشرقية فى القاهرة، اشتهر قديما بوجود الفرق الموسيقية والعوالم به، ويحمل الشارع اسم «محمد على» مؤسس مصر الحديثة، وقام بتخطيطه المهندس الفرنسى «هوسمان»، وهو الذى خطط شارع ريفولى فى باريس، واعتمد «هوسمان» فى تصميمه للشارع أن يكون على طراز شارع «ريفولى» نفسه.
وعلى الرغم من كل الأعوام التى مرت، منه معالم باقية وأخرى اختفت، فما زالت بعض التفاصيل التى تميزه متواجدة، كفرقة حسب الله، والتى تأسست على يد الشاويش حسب الله، واشتهرت تلك الفرقة بعد ظهورها فى فيلم «شارع الحب»، عندما أدى الفنان «عبدالسلام النابلسى» دور «حسب الله السادس عشر»، لتصبح «الفرقة» إحدى الفرق الشعبية المعروفة على مدار السنين فى تاريخ مصر.
ويبدأ شارع محمد على من مسجد النصر الأثرى بميدان القلعة، وينتهى بميدان العتبة الخضراء، وأهم معالم ذلك الشارع، «مسجد قيسون، وحمام بشتك، وسوق السلاح، والمناصرة»، فضلًا عن البواكى الحجرية ذات الطراز الفرنسى والتى لم يتبق منها إلا القليل.
وتحول ذلك الشارع مع مرور السنين، من شارع للرقص والمغنى إلى شارع للتجارة والخشب، وبالأخص منطقة المناصرة التى سيطرت عليه، واشتهرت بصنع مفروشات المنازل، وتقبل عليها البيوت المصرية للتسوق وتلبية الاحتياجات الأساسية للمنازل.
ويقول الحاج محمد، أحد سكان المنطقة لـ«البوابة»: «شارع محمد على كان مليان غوازى زمان، لكن دلوقتى مفيش غير «بمبة» هى اللى فاضلة منهم، وهى ست سنها كبير، وكانت سابت الرقص من فترة طويلة، عشان خاطر ولادها، ودى آخر واحدة من غوازى محمد على».
ويضيف عم متولى: «على الرغم من الحال اللى وصل ليه شارع محمد على، وإن كان المفروض إن الدولة تستغله كشارع سياحى، بس للأسف مفيش اهتمام بيه، لكن اللى مخلى للشارع قيمة، إن متحف الفن الإسلامى، موجود فيه، وفيه أروع الآثار اللى بتحمل التاريخ الإسلامى من مشكاوات وقناديل وعملات ونقوش على الخشب والزجاج والنحاس وغيرها»، حيث يرجع تأسيسه إلى أول القرن الماضى، وتم افتتاحه عام ١٩٠٣ ليكون أكبر مجمع للآثار الإسلامية.
وأضاف «متولى»: «أشهر الفنانين عاشوا فى شارع محمد على زى عبد الحليم حافظ، ولولا البرنس، ولوسى، وسهير زكى، لكن مفيش طبعا حد ممكن يسكن فيه بعد الحال اللى وصله».
