■ هل هناك فرق بين الاجتماع البشرى والمجتمع؟!
■ وهل يمكن أن يطلق على اجتماعنا فى مصر الآن أنه مجتمع؟!
■ وكيف يتحول أى اجتماع بشرى إلى مجتمع؟!
■ وهل الشعب هو منتج نتحصل عليه بعد عناء الصناعة ودقتها وكلفتها، أم هو موجود سلفًا؟!
■ وهل «الشعب»... «ثمرة» برسم القطف أم «بذرة» برسم الغرس والزرع والسهر والرعاية والسقاية؟!
■ البديهى والطبيعى أن الحالة الشعبية لا توجد سلفًا. بل تصنع طبعا من خلال نظام تعليمى فريد.
■ فى البداية دائما توجد الأفراد تخنقها «انتماءاتها الأولى.. والتى تولد بها إلى الأسرة والعشيرة والقبيلة والدين والطائفة والعرق والطبقة واللون والجنس..إلخ
■ فهذا من أسرة كذا وذاك من عائلة كذا وهذا من قبيلة كذا وهذا مسلم وهذا مسيحى أو يهودى وذاك سنى أو شيعى وذاك أرثوذكسى أو كاثوليكى أو إنجيلى أو هذا ذكر أو أنثى أو هو أسود أو أبيض أو هذا فقير أو غني..إلخ.
■ ثم يتم تحويل الأفراد فيما بعد من الحالة الأولية إلى الحالة الشعبية عبر تجاوز انتماءاتهم الأولية والتسامى والدخول إلى رحابة الانتماء الوطنى الوهاج والانتماء الإنسانى الرحيب.
■ ولا يتم ذلك التحول إلا عبر نظام دستورى قانونى تعليمى إعلامى مقصود وممنهج ومدروس ومحدده أهدافه سلفا.
■ ويلعب التعليم هنا والإعلام الدور الرئيس فى ذلك التحول الهام والحيوى فتحديث العقل وحقن الإنسان بالقيم لا يتم إلا عبرهما وهنا تأتى خطورة التعليم من حيث قيم مقرراته وموضوعاته وطرق تدريسها وفعاليتها ودور المعلم كمدرك لخطورة دوره وكداعم وميسر ومنظم وزارع للبذور الجديدة.
■ أساس تحول أى (اجتماع) بشرى إلى (مجتمع) وأساس تحول أى مجموعة من الأفراد إلى شعب متعايش هو فكره وقيمه (قبول الآخرين المختلفين) الذين يعيشون معك فى نفس الوطن رغم اختلافاتهم المتعددة عنك، فى الدين، فى الطائفة، فى العرق، فى الجنس، فى اللون، فى الطبقة الاجتماعية فى المنطقة الجغرافية وإلا تهدد ذلك الاجتماع بحروب وصراعات أهلية لا تؤذن بانتهاء، تفنى الجميع وتزهق خلالها الأرواح ويتحول خلالها الوطن إلى خرابة ينعق فيها البوم وتغطيها رائحة الجيف!!
■ فغير مفهوم ولا مبرر ولا يمكن تصوره أو قبوله أن تكره مسيحيا مثلا لمجرد كونه مسيحيا، أو تكره يهوديا لمجرد كونه يهوديا، أو تكره امرأة لكونها امرأة، أو تكره مسلما شيعيا لأنه فقط مسلم ينتمى للطائفة الشيعية أو تكره أجنبيا لمجرد أنه غريب أو تكره غنيا لمجرد أنه غني، أو تكره مثليا لمجرد أنه مثلى!!
■ لذا: أقترح على سيادة الرئيس والحكومة ومجلس النواب أن ننشئ هيئة وطنية مصرية (لمكافحة وعلاج الكراهية) بالإضافة إلى (تجريم بث الكراهية وإشاعتها) فى قانون العقوبات المصري، حفاظًا على نسيجنا الوطنى من التمزق ووعى أبنائنا من التشوه، ووحدتنا الوطنية من التلاشي، وسلامنا الاجتماعى من التهديد وأمننا القومى من الضياع.
■ فعندما جرحت الوحدة الوطنية عند جيراننا، سقطت الأوطان حولنا وضاعت وتحولت إلى خرابات ينعق فيها البوم وتفوح منها رائحة الجيف، وتحولت أيضا إلى ساحات حروب ونفوذ تتخطفها القوى الإقليمية والعالمية.
■ جرّموا جرح وحدتنا الوطنية، وجرموا نشر ثقافة كراهية الآخر، وانشروا ثقافة قبوله واستيعابه واحترامه والاعتراف بحقوقه وصون حقوقه. حتى لا يتمزق الوطن ويتسرب من بين أيدينا تسرب الماء من بين الأصابع.
■ أوقفوا تسونامى الكراهية الذى سيطيح بنا جميعا وبالوطن، أوقفوا رياح وأعاصير الكراهية التى ستقتلعنا من جذورنا لتلقى بنا فى فلاة قاحلة قائظة يلفحنا هجيرها ويتشقق تحت أرجلنا أديمها، وستصفر راحلتنا من أى بقايا لوطن مستقبلا.
■ أوقفوا أبواق الكراهية والتى تنعق صباح مساء على السوشيال ميديا وكل وسائل التواصل الاجتماعى وشاشات التليفزيون تمزق الوطن وتعمل على تقسيمه وتشظيه.
■ إنهم يبثون بذور العنف ويزرعون أشجار الكراهية ويروون بدفق دافق وتدفق لايتوقف كراهية الآخر المختلف ويؤسسون لحتمية ذبحه وضرورة إزهاق روحه والتخلص منه دون قانون يوقفهم أو يمنعهم أو يردعهم أو يحاسبهم أو يعالجهم لدرجة تؤكد لك أنه لا توجد لدينا دولة أصلا!!
■ لا مكان لآخر فى ثقافتنا ولا مكان لمختلف فى اجتماعنا لا بد أن نكون نسخا متشابهة متماهية متطابقة كى نتعايش مع بعض كى نقبل بعضنا بعضاً وهذا عجيب للغاية ومثير للدهشة ومهدد لوجودنا وأمننا!!
■ الكراهية سبب رئيسى للعنف وللجريمة عمومًا، أدركوا يرحمكم الله.